هناك حكمة تقول: "كُنْ في حياة الآخرين كحبات السكر، حتى وإن اختفت في المشروب تركت طعمها الحُلو"، فالحقيقة أن أثرك الطيب هو الذي يدوم، فاجعل حلاوة لسانك، وابتسامة شفاك، ولين قلبك، ورقة مشاعرك، ونُبل إحساسك هي الآثار التي تتركها لدى الآخرين.
فمذاق الإنسان لا يفرق كثيرًا عن مذاق السكر أو الملح، فهو مثلهما تمامًا، لذا نجدنا ننفر من وجود بعض الأشخاص، في حين أننا نتفاءل عند ظهور شخص معين، فالسبب في ذلك يرجع إلى مذاقه، فالشخص القاسي في مشاعره يترك مذاقًا غير مقبول نفسيًا لدى الآخرين، ولا تجد أحدًا محبًا للحوار معه، أو مُناقشته أو مُجادلته، حتى لا يدخل معه في طريق مسدود، لأنه يعلم تمام العلم أن الحوار مع تلك النوعية من البشر غير مُجدية، ولن يصل معه إلى نتيجة حقيقية.
في حين أن هناك أشخاص يتمتعون بلين القلب، ورقة الأسلوب الذي يجذب الآخرين إليهم، ويجعلهم يستمتعون بحديثهم والنقاش معهم، لأنهم يجدوا الألفة والسماحة معهم، ولذا يفتحوا قلوبهم على مصراعيها لهم، ويصلوا معهم إلى نتيجة منطقية في أي أمر من الأمور.
فبإمكانك أن تترك المذاق اللذيذ في حياة كل من تتعامل معهم، وذلك بأفعالك الطيبة، وسماحة نفسك، والعكس أيضًا مُتاح أمامك، والاختيار في النهاية اختيارك.
ولكن لا تنسى أثناء اختيارك أن ما يدوم في النهاية هو إحساس الآخرين بك، ورغبتهم في البقاء معك، وتأثرهم بحُلو حديثك، واحترامهم لصدق مشاعرك، واحتياجهم لسماحة خُلقك، فتلك الصفات إذا تحلى بها إنسان، سيصنع حالة من الطاقة الإيجابية يثم بثها بسرعة البرق في أي مكان يتواجد فيه، دون الحاجة إلى أية إمكانيات مُساعدة.
ولكن هيهات لمن يعي ويفهم قيمة أن يكون مثل حبات السكر التي تنشر حُلو مذاقها في أي شيء تُوضع عليه، فهي مُؤثرة سواء ظهرت أو اختفت، فقُوتها في مذاقها، وأثرها الذي يدوم، ولذا يقولون: "فلان دمه زي العسل"، لأن مذاق حديثه حُلو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة