أزمات لا تنتهى يواجهها رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون فى الأشهر الأخيرة، لكنه الآن يتعامل مع تمرد كبير من داخل حزبه المحافظين الذى يسعى بعض أعضائه فى البرلمان إلى الإطاحة بجونسون من منصبه على خلفية فضيحة تنظيم حفلات فى داوننج ستريت وقت إغلاق كورونا، فيما اتهم بعض الأعضاء المعارضين لجونسون حلفاء رئيس الوزراء بمحاولة ابتزازهم للتخلى عن مواقفهم.
وقالت صحيفة التايمز إن حزب رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون المحافظين، يشهد صراعا داخليا حول مستقبل جونسون، حيث يقول النواب المتمردون عليه إن لديهم تسجيلا سريا ونصوص تدعم مزاعم الابتزاز الموجهة ضد حلفاء رئيس الوزراء.
ويتضمن المقطع الصوتى محادثة حادة مع أحد قيادات الحزب، وجاء هذا بعدما زعم ويليام راج، نائب المحافظين الذي يريد أن يستقيل رئيس الوزراء بسبب فضيحة الحفلات التى أقيمت فى داوننج ستريت، أن زملاءه تعرضوا لسلوك تخويف من أولئك الذين يدعمون جونسون، وقال راج إن التقارير التى يعرف بأمرها ترتقى إلى الابتزاز على ما يبدو.
وفى غضون ذلك، قال كريستيان ويكفورد، النائب السابق عن حزب المحافظين الذى انشق وانضم إلى حزب العمال يوم الأربعاء، إنه تم إخباره بأنه سيفقد التمويل لمدرسة فى دائرته الانتخابية لو صوت ضد الحكومة.
واعترف وزير الصحة البريطانى ساجد جاويد بأن الحفلات التى عقدت فى داوننج ستريت فى الوقت الذى كانت فيه بريطانيا قيد إغلاق كورونا قد أضرت بالثقة فى الديمقراطية وفى رئيس الحكومة.
وقال جاويد إن الملايين من الناس شعروا بالغضب من فشل الناس فى الحكومة فى إتباع القواعد، وأن من اخترقوا تلك القواعد ينبغى أن يتم اتخاذ إجراءات عقابية بشأنهم. ويعد جاويد أو وزير يعترف علنا بأن هذه الحفلات تم تنظيمها بالفعل.
وانتقد جاويد بشكل خاص حفلتين تم إقامتهما عشية جنازة الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا، فى وقت لم يكن فيه جونسون موجودا، وكانت الحفلتان بمناسبة مغادرة اثنين من العاملين فى داوننج ستريت.
وكان النواب المحافظون الذين يخططون للإطاحة بجونسون على خلفية تلك الفضيحة قد منحوا رئيس الوزراء مهلة لحين الانتهاء من التحقيق الذى يتم إجرائه فى هذا الشأن. إلا أن هناك مخاوف فى داوننج ستريت من أن التحقيق قد يضره أكثر من المتوقع.
وتراجع العديد من النواب المحافظين عن تقديم خطابات لسحب الثقة من جونسون أمس، بعدما انشق النائب كريستيان وافكورت لينضم إلى حزب العمال قبل ساعات من توجيه الأسئلة لرئيس الوزراء فى البرلمان. وانتهت اللجنة بقول وزير شئون الحكومة السابق ديفيد دافيز لجونسون "باسم الرب..ارحل"، وقال لاحقا إنه ما لم يرحل جونسون، فإن حزب المحافظين سيواجه الموت بألف جرح.
إلا أن حلفاء جونسون يعتقدون أن هذه التدخلات، لاسيما من قبل واكفورد، كان لها أثر هائل. وواجه واكفورد الإدانة من كافة أجنحة حزب المحافظين، وحتى من رفاقه الذين كانوا يخططون لسحب الثقة من جونسون. ورغم ذلك، تشير التايمز إلى أن نحو خمسة نواب محافظين آخرين قد ينضموا إلى الحزب المعارض. وقالت مصادر من حزب العمال إن كريستيان أصبح جادا بشأن الانضمام إليهم فى أكتوبر، وهناك خمسة آخرين.
وبرغم كل الصخب الذى يواجهه جونسون، إلا أنه يعتزم قيادة حزب المحافظين حتى الانتخابات العامة المقررة فى عام 2024. وأخبر أحد حلفائه أثناء مناقشة تصويث الثقة قائلا: "أجلبوه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة