كشف الدكتور أحمد سالمان، مدرس علم المناعة بمعهد إدوارد جينر لتطوير المناعة واللقاحات في جامعة أكسفورد، عن قصة تطوير لقاح أسترازينيكا، والذى بدأ في أوائل عام 2020، بقيادة الدكتورة سارة جيلبرت، والدكتور ادرين هيل.
دكتور احمد سالمان عضو فريق جامعة اكسفورد للقاح استرازينيكا
وقال سالمان، في تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، إن هناك أبحاثا ودراسات تجرى حاليا على الجرعة الثالثة أو الجرعة المعززة من لقاح أسترازينيكا، وكنا نفكر في عمله حتى قبل ظهور متحور أوميكرون، وحاليا شغالين عليه، وهو يأخذ من 100 إلى 120 يوما، أى حوالى من 3 إلى 4 أشهر، حيث بدأنا في يناير، ومن المفترض إعلان النتائج في شهر مارس المقبل من الجرعة المعززة لفيروس كورونا.
وأضاف أن اللقاح تم الانتهاء من تطويره، ضد متحور اوميكرون، والنتائج سيتم الإعلان عنها في شهر مارس المقبل لنثبت أنه أكثر فاعلية، مشيرا إلى أنه مخصص لمتحور من أوميكرون، وقد أطلقنا عليه "اللقاح الهجين"، لأنه يمكن أن يعطينا مناعة ضد جميع المتحورات؛ لأن الطفرات الموجودة في أوميكرون كثيرة جدا، جاء بتركيب جينى معين جمع كل السلالات بصورة فعالة، حيث يعطى مناعة ضد جميع السلالات دلتا وجاما وبيتا وألفا وأوميكورن، ويعطى أجساما مضادة جديدة، وهو عبارة عن جرعة معززة وهو من الجيل الثانى من اللقاحات.
وتابع: نعمل معا منذ عام 11 عاما، عندما كنا نعمل على الناقل الفيروسي الخاص بفيروس استرازينيكا، وكنا نعمل على الفيروسات وتطوير تقنيات مختلفة من اللقاحات.
واستطرد: عندما توصلنا الى التركيب الجينى لفيروس كورونا كان لدينا خبرة مع فيروس "ميرس"، وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والتي ظهرت في السعودية فى عام 2012- 2013، حيث قمنا بعمل تطعيم عام 2014 بعد عمل تجارب سريرية على البشر، وحقق نتائج مبهرة في فيروس "ميرس"، لذلك كانت لدينا خبرة كبيرة في مجال كورونا، لأن "ميرس" هو من نفس عائلة فيروس كورونا، وكان يتم تطوير اللقاح على البروتين الشوكى للفيروس.
وأردف: إن لدينا متطوعين منذ عام 2016، ليكون لدينا قاعدة بيانات عنهم جاهزة بدلا من البحث عن متطوعين جدد، وكان هناك تنسيق لهؤلاء المتطوعين، ولدينا معلومات لإجراء تجارب سريرية عليهم في أى وقت، سواء على أدوية جديدة أو على لقاحات، إذا حدثت أي اوبئة في المستقبل، وحاليا يوجد لدينا من 50 إلى 60 ألف متطوع للتجارب السريرية يكون لدينا داتا.
وواصل حديثه قائلا، إن لقاح استرازينيكا الموجود حاليا تم إجراء التجارب عليه في فبراير على الفئران، وشهر مارس تم البدء بإجراء تجارب على البشر، وبعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه أصبح وباء، وأعطى نتائج إيجابية جدا في 23 ابريل، من عام 2020، مضيفا، أنا ضمن فريق تطوير لقاح استرازينيكا، وحتى الآن نقوم بعمل الأبحاث والتجارب على الجرعة المعززة للقاح، مؤكدا إن جميع الأبحاث التي تم نشرها على التجارب السريرية تم نشرها في مجلة لانسيت، والعمل الإكلينيكي تم الاشتراك فيه.
وأكد أن كل الأبحاث التي نُشرت تؤكد استمرارية مناعة لقاح استرازينيكا، حيث يعتبر الأفضل في استمرارية المناعة، وقد تم تجربته على الفئران، ثم على القرود، وحقق نتائج مرتفعة جدا، وحقق مناعة بجرعتين من 82% إلى 90%، أما لقاح فايزر فهو يحقق مناعة تصل من 90 إلى 95%، موضحا أن لقاحي فايزر، وموديرنا أقوى.
مضيفا، إن لقاح جونسون بجرعة واحدة يعطى حوالى 69% مناعة، لكن أسترازينيكا يعطى مناعة لفترة أطول، حيث إنه وجد أن لقاح أسترازينيكا يعطى مناعة أطول من اللقاحات الأخرى، فمثلا فايزر وموديرنا تقل مناعتهما بعد 4 أشهر، ولكنها لا تختفى ولكن في لقاح أسترازينيكا يمكن أن تقل المناعة بعد 6 إلى 8 شهور.
الدكتور احمد سالمان مع محررة اليوم السابع
وتابع، إن لقاح أسترازينيكا أيضا له قدرة على تعزيز المناعة الخلوية والتي "يطلق عليها، T cells".
وأكد أن لقاح أسترازينيكا بجرعتين يعطى مناعة جيدة، والجرعة المعززة مهمة لأصحاب المناعة الضعيفة، ولكن من وجهة نظر البيانات يمكن إعطاء الجرعات المعززة لمن يحتاجونها، حيث إن أخذ جرعتين كاف لمن لا يعانون من أمراض مناعية حيث توفر مناعة جيدة.
وشدد على أنه لا بد أن نطعم الناس التي لم تتلق اللقاح نهائيا، وإذا توافرت الجرعات المعززة يمكن أن نعطيها للأشخاص الأكثر احتياجا لها، موضحا أن الجرعة الثانية مهمة جدا؛ لأن الجرعة الأولى تعطى مناعة حوالى من 30% إلى 50%، وتستمر من 5 إلى 6 أشهر، وفى الغالب لا أحد يسأل على الجرعة المعززة خلال السفر، ولكن يتم السؤال عن الجرعة الثانية.
وقال الدكتور أحمد سالمان، إن تاريخ الأوبئة بصورة عامة عندما تزيد تحورات الفيروس، إما أن تقل شراسته حتى يتوطن، أو يختفى مثل الإنفلونزا، حيث يصبح الفيروس ضعيفا.
وأضاف أنه قد نحتاج إلى لقاح جديد إذا رأينا متحورات جديدة أخرى تظهر وتضعف أمامها اللقاحات الموجودة، وكل اللقاحات مبنية على كورونا الأصلى وليس على المتحورات؛ لأنها ما زالت فعالة ضد كورونا.
وأكد أنه يمكن المزج بين اللقاحات الأربعة الموجودة حاليا، مضيفا، أنه تم نشر دراسة أكدت أنه يمكن أخذ لقاح استرازينيكا، وأخذ جرعة معززة من لقاح فايزر، أو جونسون، أو موديرنا، أو استرازينيكا نفسه.
وأشار الدكتور أحمد سالمان، إلى أن هناك لقاحات تجرى حاليا على السرطان، مضيفا، أن هناك لقاحا يركز على الحماية من سرطان الرئة، ويمكن أن يعطى للناس لمنع الإصابة بالسرطان، ويمكن إعطاؤه لمرضى السرطان كعلاج بعد الإصابة، حيث يساعد الجسم على التخلص من السرطان، ويقلل الفرص للإصابة مرة أخرى، أو ارتداد الورم، وقد أثبت كفاءته على الفئران، وبذات التجارب السريرية على لقاح السرطان ضد سرطان الرئة على البشر منذ 3 أيام، وسيتم إعلان النتائج خلال من 3 إلى 6 أشهر بجامعة أكسفورد.
وأكد أن جامعة أكسفورد تجرى تجارب على لقاح للملاريا، وهناك لقاح على فيروس C، وآخر على وعلى الإيدز، موضحا أن لقاح الملاريا في المرحلة الثالثة من التجارب، ونأمل أن يعتمد العام القادم.
وأشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد لقاح معتمد للملاريا، ولكن هذا اللقاح يحقق فعالية تصل إلى 77%، وهو أول لقاح يتخطى لــ50%، وطريقة تصنيعه لا تعتمد على الناقل الفيروسى وهى طريقة مختلفة ليس من فيروس حى ولكن بطريقة أخرى، تعتمد على تحفز الجهاز المناعى بصورة كبيرة، موضحا أننا في المراحل الثالثة من التجارب السريرية.
وينصح سالمان الجميع بتلقى لقاح كورونا إذا لم تكن قد حصلت على اللقاح، مؤكدا أهمية الجرعات المعززة، وخاصة مع ظهور متحور أوميكرون، وخاصة لكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
وأوضح أن اللقاحات يمكن استخدامها ضد أمراض كثيرة ليس فقط للأمراض المعدية، ولكن أيضا منع حدوث هذا المرض أو تحوره داخل الجسم.
وقال، بالفعل هناك لقاحات سرطانية قيد التجارب السرطانية مثل لقاح البروستاتا والذى تم الإعلان عنه، وحاليا يتم إجراء التجارب على لقاح ضد سرطان الرئة، ومتوقع الإعلان عنه وبالفعل، حيث بدأت المرحلة السريرية منذ 3 أيام، وفى انتظار إعلان النتائج من 3 إلى 6 أشهر يتم الإعلان عن نتائج التجارب السريرية.