فيلسوف وكاتب إنجليزى عرف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على " الملاحظة والتجريب "، هو فرانسيس بيكون، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 22 يناير من عام 1561م، وقد عرف عنه أنه من الرواد الذين انتبهوا إلى عدم جدوى المنطق الأرسطى الذى يعتمد على القياس، فماذا كانت فلسفته؟
كان يرى "بيكون" أن الفلسفة قد ركدت ريحها، واعتراها الخمود فى حين أن الفنون الآلية كانت تنمو وتتكامل وتزداد قوة ونشاطا على مر الزمن، كما أدرك أن انحطاط الفلسفة يرجع إلى عدة عوامل: "خلفت النهضة الأوروبية روحا أدبية جعلت الناس يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني، واختلاط الدين بالفلسفة، واعتماد الناس فى أحكامهم على الأدلة النقلية وأخذهم بأقوال السالفين دون نظر فى صحتها من عدمه".
كما رأى أن رجال الفلسفة أثر فى انحطاط الفلسفة، إذ خرجوا بها عن موضوعها واعتمدوا فيها على الثرثرة الكاذبة، وتعصب الناس وتمسكهم بالعادات القديمة والعقائد الموروثة، وعدم التثبت فى دراسة الأمثلة والطفرة فى الوصول إلى نتائج.
وأدرك بيكون بأن العيب الأساسى فى طريقة التفكير لدى فلاسفة اليونان والعصور الوسطى إذ ساد الاعتقاد بأن العقل النظرى وحده كفيل بالوصول إلى العلم، ورأى أن الداء كله يكمن فى طرق الاستنتاج القديم التى لا يمكن أن تؤدى إلى حقائق جديدة، فالنتيجة متضمنة فى المقدمات، فثار ضد تراث أفلاطون وأرسطو بأسره وظهر له بأن الفلسفة المدرسية شيء مليء بالثرثرة، غير واقعى وممل للغاية، كما أنها لم تؤد إلى نتائج، وليس هناك أمل فى تقدم العلوم خطوة واحدة إلا باستخدام طريقة جديدة تؤدى إلى الكشف عن الجديد وتساعد على الابتكار لما فيه خير الإنسانية، وقد حمل الفلسفة التقليدية وزر الجمود العلمى والقحط العقلى ويستغرب عجزها عن الإسهام الفاعل فى رفاهية الإنسان وتقدمه وسعادته، وقد اعتقد بيكون أنه قد وجد الطريقة الصحيحة فى الصيغة الجديدة التى وضعها للاستقراء، ويقصد به منهج استخراج القاعدة العامة "النظرية العلمية" أو القانون العلمى من مفردات الوقائع استنادا إلى الملاحظة والتجربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة