مشاهد من حفل عيد الشرطة.. بكاء الرئيس خلال الاستماع إلى أبناء الشهداء.. ضابط يتعهد: هنجيب حق زملائنا.. وأسر الأبطال: فخورون بتضحيات أبنائنا.. ودماء فلذات الأكباد أقل ما نقدمه لمصر

الأحد، 23 يناير 2022 02:20 م
مشاهد من حفل عيد الشرطة.. بكاء الرئيس خلال الاستماع إلى أبناء الشهداء.. ضابط يتعهد: هنجيب حق زملائنا.. وأسر الأبطال: فخورون بتضحيات أبنائنا.. ودماء فلذات الأكباد أقل ما نقدمه لمصر الرئيس السيسي
محمود عبد الراضي ـ محمد عبد العظيم ـ سمير حسني ـ محمد عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، احتفال عيد الشرطة، وذلك بمجمع الاحتفالات والمؤتمرات بمقر أكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة والقيادات الأمنية وأسر الشهداء.

 

ووضع الرئيس السيسي فور وصوله لأكاديمية الشرطة، إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري، وعزفت موسيقى الشرطة السلام الجمهوري لدى وصول الرئيس لأكاديمية الشرطة.

 

"نفسي أطلع ضابط زي بابا".. بهذه الكلمات تحدث أبناء شهداء الشرطة فى فيلم تم عرضه باحتفالية عيد الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحدث أبناء الأبطال عن آخر مشاهد شاهدوا خلالها آبائهم، مؤكدين أنهم افتقدوا الجلوس معهم، وأنهم يدخلون غرفهم ويتحدثون لصورهم، لكنهم يعلمون أنهم فى مكان أفضل.

 

ووجه أبناء الشهداء رسائل مؤثرة، قائلين: "وحشتونا أوى"، وقال أحد أبناء الشهداء:" نفسى أقولك عملت أيه في المدرسة.. نفسي أشوفك وأقولك بحبك.. يارب تكون مبسوط في الجنة.. نفسي أحضنك".

 

"أبويا ما ماتش شهيد في جنته حي".. هكذا غنى أبناء الشهداء أمام الرئيس السيسي في حفل عيد الشرطة، حيث شهدت الاحتفالية تأثر الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاستماع إلى كلمات أبناء الشهداء، حيث استعرضت الاحتفالية ذكريات عدد من أبناء الشهداء مع ذويهم قبل الاستشهاد.

بكلمات تحمل الفخر والاعتزاز، أعرب أسر شهداء الشرطة عن خالص فخرهم بتكريمهم فى حفل عيد الشرطة رقم 70، الذى يخلد معركة الإسماعيلية الشهيرة.

 

وقالت أرملة الشهيد عبد الرحمن عادل، إن مصر تستحق الضحية والفداء، والشهيد امتدادا لشهداء فى أسرته على رأسهم عمه فى حرب 1967، والرئيس السيسى يرسم البسمة على وجوه أسر الشهداء.

 

وأردفت أرملة الشهيد، أن البطل كان لها بمثابة الزوج والأخ والقدوة، وكان يغرس دور الفداء والتضحية فى أبنائه، الذين يحاولون السير على دربه، فخورًا بما قدم من تضحيات للوطن.

 

وأعربت الحاجة فتحية السيد أرملة الشهيد مساعد شرطة عبد المحسن منشاوي، عن سعادتها البالغة بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لشهداء الشرطة، قائلة: "تكريم الريس شرف لينا كلنا.. فخورة إنى حرم الشهيد".

 

وأكدت أرملة الشهيد: "على قد ما إحنا زعلنا على فقد الشهيد على قد ما إحنا سعداء إن محدش سابنا.. الشهيد كان بطل فى سبيل الله والوطن"، واختتمت بقولها: "ربنا يحميهم ويحمى مصر".

 

بدوره، قال والد الشهيد أيمن إبراهيم، إنه يشعر بالفخر تجاه ما تقوم به مصر فى مواجهة الإرهاب، فخورًا بما قدمه ابنه من تضحيات، قائلا: أقل شيء نقدمه لبلادنا، وكل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لاهتمامه بأسر الشهداء الأبرار.

 

وبدوره، قال الضابط عماد حسين طه، إن الضباط الذين يعملون في سيناء يتمتعون بأخوة ومحبة كبيرة، وهناك "عهد بينا اللي يستشهد أخوه يجيب حقه"، وأقسمنا ما يدخلوها أبدًا، وذلك على هامش حفل عيد الشرطة في ذكرى معركة الإسماعيلية بحضور الرئيس السيسي.

 

وشارك أبطال مسلسل الاختيار 2 فى حفل عيد الشرطة بحضور الرئيس السيسي، مؤكدين على جهود الشرطة وتضحياتهم العظيمة من أجل هذا الوطن، مؤكدين على دور الفن في نقل جهود الشرطة، وأن الاختيار لم يكن مجرد اسم بل واقع، مؤكدين أنهم اختاروا مصر.

 

وعرضت احتفالية عيد الشرطة فيما تسجيليا تضمن جهود وزارة الداخلية في عام 2021 في العديد من القطاعات، حيث تراجع الإرهاب ووجهت ضربات مؤثرة لجماعة الاخوان الإرهابية وضبط عدد من الشبكات القائمة على نشر الشائعات والتحريض على العنف، حيث تم ضبط 120 بؤرة إرهابية و 290 قطعة سلاح الى – خرطوش – جرينوف – سلاح آر بي جي، 38 عبوة تفجير وحزام ناسف وقنابل يدوية ومفجر وكمية من الذخائر وقذائف آر بي جي، وضبط العديد من اللجان المالية القائمة ، إدارة مصادر التمويل وبحوزتهم 153 مليون جنيه، ضبط 77 كيان تجارى متورط في تقديم الدعم المادي لتنظيم الاخوان الإرهابي بقيمة سوقية تقدر بـ 3 مليار جنيه.

 وحول ضبط الجرائم الجنائية، انخفضت معدت معدلات ارتكاب الجرائم بنسبة 13.2 %، وتم ضبط 1776 تشكيل عصابي، وتنفيذ 24.5 مليون حكم قضائي من بينها 111.6 الف حكم جنائي، وضبط 51.3 الف قطعة سلاح ناري منها 4505 بندقية الية، 25 جرينوف و 74 ورشة لتصنيع الأسلحة النارية.

 

وعن جهود ضبط جرائم المخدرات، تم ضبط 90.7 ألف قضية، و21.2 طن لمخدر الحشيش، و2391 كيلو جرام لمخدر الهيروين، و308.7 طن لمخدر البانجو، و805 كيلو لمخدر الاستروكس، و24 مليون قرص لعقار الكبتاجون، وتقدر القيمة المالية للمواد المخدرة المضبوطة 5 مليار و834 مليون جنيه، وقيمة المبالغ المالية لجرائم غسل الأموال المتحصلة من الاتجار بالمواد المخدرة 3 مليار و38 مليون جنيه.

 وحول جرائم الأموال العامة، تم ضبط 1953 قضية في جال النصب والتزوير، و343 قضية اتجار في النقد وتحويلات غير مشروعة.، و 600 قضية توظيف أموال ورشوة واستغلال نفوذ و 261 قضية اختلاس واستيلاء على المال العام.، ليصل اجمالى المبالغ التي تم ضبطها نقديا ومستنديا اخطرت الجهات القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية الى 4.652 مليار جنيه.

 وعن جرائم التهرب الضريبي والجمركي، وصلت قيمة تعاملات مالية مخفاة الى 152.37 مليار جنيه.

وعن جرائم سرقات التيار الكهربائي، تم سداد أكثر من 3.163 مليار جنيه لصالح خزينة الدولة.

وتم تقديم عدد من العروض الفنية، شارك فيها أبطال مسلسل الاختيار، وتم عرض محاكاة حقيقية لضبط عناصر تشكيل عصابى شديد الخطورة لتهريب وتصنيع والإتجار بالمواد المخدرة، وعرضت المحاكاة كيفية متابعة هذه التشكيل العصابى شديد الخطورة، وكيفية ضبطه والوصول إلى أماكن التشكيل العصابي بدقة، عن طريق استخدام أحداث الوسائل التكنولوجية، والوصول إلى مكان تهريب المواد المخدرة، ومراقبة هذه العناصر الإجرامية، وكيفية تحقيق التعاون بين القطاعات الأمنية المختلفة من أجل القبض على هذا التشكيل العصابي، وتم عرض مشاهد لتدريب القوات على الاقتحام والاشتباك مع التشكيلات الإجرامية، وكذلك نقاط المراقبة المختلفة لهذا التشكيل، وغرفة العمليات التى تتابع محاولة الاقتحام، وتأمين عملية الاقتحام بشكل كامل، حتى تم القبض على هذا التشكيل العصابى شديد الخطورة، واستخدام أجهزة متطورة معتمدة دوليا للسيطرة على المجرمين، ليؤكد رجال الأمن شعار "لازم نفضل عيون الوطن".

 

وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
 
وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة. 
 
هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسبابا أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
 
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
 
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏
 
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏
 
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.
 
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة