هما دول ولادك يا مصر.. أسر شهداء الشرطة فى عيدهم الـ70: فخورون بتضحيات أبنائنا.. دماء فلذات الأكباد أقل ما نقدمه لمصر.. ويشكرون الرئيس السيسى: رسم البسمة على الوجوه.. وأبناء الأبطال يكملون المسيرة

الأحد، 23 يناير 2022 11:05 ص
هما دول ولادك يا مصر.. أسر شهداء الشرطة فى عيدهم الـ70: فخورون بتضحيات أبنائنا.. دماء فلذات الأكباد أقل ما نقدمه لمصر.. ويشكرون الرئيس السيسى: رسم البسمة على الوجوه.. وأبناء الأبطال يكملون المسيرة أسر شهداء الشرطة يعربون عن خالص فخرهم بتكريمهم فى حفل عيد الشرطة رقم 70
محمود عبد الراضي ـ محمد عبد العظيم ـ سمير حسني ـ محمد عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بكلمات تحمل الفخر والاعتزاز، أعرب أسر شهداء الشرطة عن خالص فخرهم بتكريمهم فى حفل عيد الشرطة رقم 70، الذى يخلد معركة الإسماعيلية الشهيرة.

وقالت أرملة الشهيد عبد الرحمن عادل، إن مصر تستحق الضحية والفداء، والشهيد امتدادا لشهداء فى أسرته على رأسهم عمه فى حرب 1967، والرئيس السيسى يرسم البسمة على وجوه أسر الشهداء.

وأردفت أرملة الشهيد، أن البطل كان لها بمثابة الزوج والأخ والقدوة، وكان يغرس دور الفداء والتضحية فى أبنائه، الذين يحاولون السير على دربه، فخورًا بما قدم من تضحيات للوطن.

وأعربت الحاجة فتحية السيد أرملة الشهيد مساعد شرطة عبد المحسن منشاوي، عن سعادتها البالغة بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لشهداء الشرطة، قائلة: "تكريم الريس شرف لينا كلنا.. فخورة إنى حرم الشهيد".

وأكدت أرملة الشهيد: "على قد ما إحنا زعلنا على فقد الشهيد على قد ما إحنا سعداء إن محدش سابنا.. الشهيد كان بطل فى سبيل الله والوطن"، واختتمت بقولها: "ربنا يحميهم ويحمى مصر".

بدوره، قال والد الشهيد أيمن إبراهيم، إنه يشعر بالفخر تجاه ما تقوم به مصر فى مواجهة الإرهاب، فخورًا بما قدمه ابنه من تضحيات، قائلا: أقل شيء نقدمه لبلادنا، وكل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لاهتمامه بأسر الشهداء الأبرار.

وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

 

وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة

 

هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

 

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

 

وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

 

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

 

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

 

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة