بعزيمة حرة وإرادة قوية استطاع رامى عماد ابن مدينة بلقاس، أن يحارب الظروف ويصنع الأمل بعدما تحدى إعاقته الحركية منذ طفولته ونجح بالعمل كسائق توك توك، بعد رحلة طويلة من الكفاح بمهن أخرى؛ ليوفر لأسرته وأبنائه حياة كريمة، ضاربا أروع الأمثلة فى الكفاح والصمود والتحدي.
قهر رامي، اليأس والاستسلام منذ طفولته، بعدما تسبب خطأ طبى بإصابته بشلل أفقده القدرة على الحركة تماما، ونجح فى مواصلة تعليمه وعمله معتمدا على ذاته، متشبثا بكل فرصة تجعله يحيا بعزة وكرامة وفخر، صامدا يكافح فى الحياة فى مهنة شاقة؛ ليصنع لأبنائه مستقبلا أفضل.
"الإعاقة الحقيقية هى إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد".. هكذا بدأ "رامي"، صاحب الـ31 عاما حديثه لـ"اليوم السابع"، فقال أنه بالرغم من مرافقة الإعاقة له منذ الطفولة، ومواجهته للكثير من الصعاب والتحديات، إلا أنها لم تكن حاجزا أمام تحقيق كيانه، مشيرا إلى أنه بالتصميم والإرادة استطاع تحقيق ما يريد، وعمل فى أكثر من مهنة، ومارس رياضة كرة القدم التى يعشقها، حاملا على أكتافه مسؤولية رعاية أسرته وأبنائه.
"ربنا دايما معايا".. وتابع أنه كافح فى الكثير من المهن معتمدا على ذاته رغم صعوبة حركته بالعكاز؛ بحثا عن الرزق الحلال، حيث عمل كبائع قطع غيار سيارات ومن ثم عطور فى عدد من المحال، ومن ثم قرر أن يتعلم القيادة ويشترى سيارة معاقين يعمل من خلالها ومن ثم اهتدى لشراء توك توكا؛ ليكمل من خلاله مسيرة الكفاح، حيث تعلم وعمل ومارس حياته الطبيعية ولعب رياضته المفضلة كرة القدم، مؤكدا أن الإعاقة ليست نهاية المطاف.
واستطرد أنه تعرض للكثير من الصعوبات والتحديات فى حياته، بداية من إصابته بشلل الأطفال منذ طفولته بسبب خطأ طبي، ومن ثم معاناته فى الذهاب للمدرسة والجامعة، وتعرضه لمضايقات كثيرة وتنمر، وتعرضه لظروف أسرية منعته من مواصلة تعليمه الأزهرى فى الجامعة، ومكافحته بالعمل فى عدة مهن كان آخرها التوك توك؛ لتوفير حياة كريمة لوالدته وأبنائه، مشيرا إلى أن تلك الصعوبات ألهمته القوة والعزيمة والإصرار وجعلت منه إنسانا قويا قادرا على تحمل العمل بمهنة شاقة تحتاج للقوة والتحمل، معتمدا على ذاته دون انتظار الفرصة أو المساعدة.
وأشار إلى أن أسرته كانت الداعم الأول له منذ طفولته، وخاصة أجداده، حيث اهتموا به معنويا وصحيا وأجروا له عدد كبير من العمليات الجراحية، ليستعيد قدرته على الحركة من جديد، مضيفا أن جده كان يحمله على دراجته البخارية يوميا ليوصله إلى المدرسة، وينتظره حتى خروجه ليعود به للمنزل، ومن ثم قام بصنع عكازين له، يساعداه على الحركة وممارسة حياته الطبيعية، ويمكناه من لعب كرة القدم.
وأوضح أنه كان يتحامل على نفسه ويقف لساعات طويلة على قدميه ممسكا بالعكاز منذ الصباح الباكر يوميا، فترة عمله فى عدد من المحال لبيع قطع غيار السيارات والعطور دون كلل أو ملل، مصرا على الوقوف بشموخ واستكمال عمله، باحثا عن الرزق الحلال الذى يعيله على تربية أبنائه، مؤكدا على أنه سيظل يكافح لآخر نفس ليحيى بعزة وكرامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة