كونك "باحثًا" كانت واحدة من أسوأ الوظائف التي يمكن أن تتخيلها، ففي عام 1592 عينت أبرشيات لندن "نساء عاصيات" ليكن "باحثات عن الموتى" حيث كان دورهم فحص كل جسد لتسجيل سبب الوفاة، في زمن الطاعون، كان هذا أمرًا مزعجًا وخطيرًا بشكل خاص لأن هؤلاء النساء كان عليهن البحث عن وجود تلك العلامات المنبهة لوجود الطاعون في الجثث.
كان على الباحثين عن الطاعون تجنب الطرقات المزدحمة وحملوا صولجانات حمراء حتى يتمكن الناس من الابتعاد ومع ذلك ، لم يكن كل شيء سيئًا فلقد تم دفع أجورهم مقابل كل جثة ، لذلك كان يكون الطاعون مصدر دخل.
بعدها تغيرت أسباب الوفاة بشكل لا رجوع فيه عبر الزمن، ففي غضون بضعة قرون انتقلنا من عالم كان من المرجح أن يصيب فيه المرض أي شخص في أي عمر إلى عالم يشكل الغذاء الزائد فيه مشكلة في العديد من البلدان، لماذا تغيرت أسباب الموت كثيرا؟ كيف كان الناس يموتون قبل قرن من الزمان بشكل رئيسي من الأمراض المعدية ، بينما اليوم الأسباب الرئيسية للوفاة في الدول الصناعية هي أمراض القلب والسكتة الدماغية؟ وماذا تكشف أسباب الموت المتغيرة عن الطريقة التي عاشت بها الأجيال السابقة؟
يقدم الأستاذ في جامعة مانشستر أندرو دويج في كتابه "تاريخ الموت" صورة مذهلة للموت عبر التاريخ إذ يبحث في أسباب الموت عبر التاريخ - من الأمراض المعدية إلى الأمراض الوراثية.
كما يضم الكتاب القصة الطويلة لاكتشاف فيتامين سي ودوره في الوقاية من الاسقربوط ؛ والمهاجر الأيرلندي الذي فتح أول مغسلة لفقراء ليفربول، وبذلك قام بتثقيف الجمهور حول أهمية النظافة في مكافحة الأمراض؛ والقائم على الكنيسة الإنجليزي الذي وجد كنيسته الجديدة مجهزة بهاتف، فأسس برنامج Samaritans لمساعدة أولئك الذين يعانون من مشكلات عاطفية.
كتاب تاريخ الموت_