رسائل وزير الداخلية بحفل عيد الشرطة.. اللواء محمود توفيق: نسطر ملاحم وطنية لتطهير البلاد من الإرهاب.. نتصدى للجرائم الإلكترونية والجماعات المتطرفة.. تطبيق سياسة عقابية جديدة وإطلاق مبادرات اجتماعية

الأحد، 23 يناير 2022 01:45 م
رسائل وزير الداخلية بحفل عيد الشرطة.. اللواء محمود توفيق: نسطر ملاحم وطنية لتطهير البلاد من الإرهاب.. نتصدى للجرائم الإلكترونية والجماعات المتطرفة.. تطبيق سياسة عقابية جديدة وإطلاق مبادرات اجتماعية اللواء محمود توفيق وزير الداخلية
محمود عبد الراضي ـ محمد عبد العظيم ـ سمير حسني ـ محمد عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، إن معركة الإسماعيلية الخالدة عكست وفاء الشرطة المصرية بعهدها، بأن تحفظ لمصر أمنها وأمان شعبها، وجسدت تلاحم رجال الشرطة مع أبناء الشعب المصرى دفاعا عن الحق والواجب ، فى صمود وطنى حمل كل معانى البطولة والفداء لرفعة الوطن واستقلاله.

وأضاف وزير الداخلية في كلمة له باحتفالية عيد الشرطة: لقد كان عطاء الشرطة وسيظل متصلا بملحمة العمل الوطنى، واليوم وقد أنتجت خطوات الإصلاح والتنمية بقيادة الرئيس السيسى حصادا زاخرا بالإنجازات تحرص الوزارة لمواكبته، وانتهاج استراتيجية شاملة للإرتقاء بالمنظومة الأمنية وتحقيق نقلة نوعية فى شتى مجالات العمل الشرطى، من خلال بذل المزيد من الجهد والإرتكاز على الأسس العلمية فى التخطيط الأمنى، ومواصلة الإرتقاء بإعداد العنصر البشرى وتطوير معدلات وآليات الأداء".

وأردف وزير الداخلية: يأتى دور أجهزة وزارة الداخلية بإعتبارها إحدى ضمانات مرحلة التحول نحو آفاق التنمية والإزدهار، ومنطلقا لسياساتها وإجراءاتها التنفيذية فى التعامل مع كل ما يفرضه الواقع من تحديات.. وهنا يسطر رجال الشرطة مع رفقاء دربهم من القوات المسلحة أعظم الملاحم الوطنية بإصرارهم وعزيمتهم على تطهير البلاد من آفة الإرهاب، وهو ما تجلت نتائجه فى تصاعد جهود الوزارة فى الكشف عن بقايا البؤر والعناصر الإرهابية وتوجيه الضربات الأمنية الإستباقية الدقيقة لمخططاتها وتجفيف مصادر تمويلها، مع استمرار اليقظة الأمنية والمتابعة الدقيقة للمتغيرات فى حركة وأنماط الأنشطة الإرهابية على المستويين الدولى والإقليمى، واتخاذ الإجراءات الأمنية الوقائيه لمنع امتدادها إلى داخل البلاد".

 

وتابع: تتكامل الجهود الأمنية المتواصلة، بالتصدى للجرائم الإلكترونية وإساءة إستغلال التكنولوجيا الحديثة، والتى باتت تسعى التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية لتوظيفها وتطويعها لبث فكرها المسموم وترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة وتحريض المواطنين خاصة الشباب حديثى السن، لإرتكاب أعمال العنف والتخريب ضد مقدرات الدولة، أملا فى تحقيق مخططاتها الآثمة ولو على أنقاض الدول ومصير الشعوب".

واستطرد وزير الداخلية: تنفيذا لإستراتيجية وزارة الداخلية  لفرض واقع آمن مستقر، جاء مسار الجهود الأمنية ليشمل مكافحة الجريمة بكافة صورها، ويأتى الإنخفاض المتميز والمتتالى لمعدلات ارتكاب الجريمة انعكاساً للجهود المضنية والأداء الإحترافى لرجال الشرطة بمساندة جماهيرية فاعلة، ونتاجاً لجهود الدولة فى تحقيق التنمية الشاملة، والقضاء على المناطق الخطرة والعشوائية التى كانت تشكل مناخاً خصباً للإنحراف السلوكى والأنشطة غير المشروعة".

 

وتابع: انعكاساً لما تشهده المنطقة من تداعيات سياسية وأمنية.. فقد برز إرتفاع معدلات محاولات إغراق البلاد بالمواد المخدرة التقليدية والتخليقية ذات الأثر شديد الخطورة على الجهاز العصبى للإنسان، وتضطلع أجهزة البحث والمعلومات بالوزارة بالرصد المبكر لتلك المحاولات والتصدى لها فى مهدها، والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها قبل أن تنال من الساحة المصرية أو تحويلها كمحطة للتهريب إلى دول المنطقة".

وقال الوزير: إيمانا بأهمية الأمن كركيزة جوهرية لحقوق الإنسان حرصت السياسة الأمنية على ترجمة ثوابت الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان فى شتى مجالات العمل الأمنى، وهو ما تجسده الخطوات العملية التى اتخذتها الوزارة فى تطبيق مبادئ الفلسفة العقابية الحديثة الهادفة إلى إعادة بناء شخصية المحكوم عليهم وتقويم سلوكهم، عبر برامج تأهيلية تم صياغتها بمشاركة نخبة من المتخصصين تستهدف تحصين النزلاء من معاودة الإنحراف، بما يمكنهم من إعادة الإندماج ضمن أفراد المجتمع وإمتداد أوجه الرعاية اللاحقة لهم ولأسرهم عقب الإفراج عنهم لدعمهم فى تصحيح مسارهم.

وأضاف" وإنطلاقاً من أن الجمهورية الجديدة التى أسستموها سيادة الرئيس لا تقتصر على بناء القدرات الإقتصادية والتكنولوجية المتميزة فحسب بل هى مفهوم شامل لدولة عصرية يحظى فيها الجميع بما فيهم اللاجئين إليها بالحق فى حياة كريمة، وإمتداد هذا الحق لمن ضل الطريق وإنحرف عن السلوك القويم وتنفيذاً لتوجيه سيادتكم بإعادة صياغة منظومة المؤسسات العقابية من منطلق الحق الإنسانى للمذنب بألا يعاقب عن جرمه مرتين وأن يكون له فرصة أخرى فى الحياة عقب قضاء فترة عقوبته فقد إضطلعت الوزارة بتحويل السجون إلى مراكز للإصلاح والتأهيل وإستحداث مركزين وفقا لأحدث النظم المعمارية والإلكترونية وأعلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان وذلك مقابل إغلاق عدد "15" سجنا عموميا ويتم حاليا تشييد عددا من المراكز المماثلة لتكون بديلة عن باقى السجون القائمة، وبالتوازى تحرص الوزارة على الإسهام بفاعلية .. فى المبادرات المجتمعية لتخفيف العبء عن كاهل أهلنا من محدودى الدخل وتطويع التقنيات الحديثة لتبسيط إجراءات كافة الخدمات الجماهيرية وإستحداث نظم خدمية متكامله تمكن ذوى الهمم والمرضى وكبار السن من الحصول على خدماتهم دون عناء".

 

ووجه وزير الداخلية حديثه لأعضاء هيئة الشرطة ، قائلا : تحية لكم وأنتم توفون بإخلاصكم العهد لشعب مصر وتبذلون الجهد والدم فى سبيل إعلاء الحق والدفاع عن أمن الوطن، وفى هذه المناسبة التى يحفظها التاريخ لرجال الشرطة نتذكر بكل العرفان شهدائنا من الشرطة الأبية وقواتنا المسلحة الباسلة على إمتداد التاريخ وإختلاف المواقع ذاكرين فضلهم وعظيم، عطائهم كما نتوجه بتحية إعزاز .. لمصابينا الأبطال داعيا المولى عز وجل لهم بالشفاء حتى يعودوا لصفوف الواجب.

 

 

ووجه توفيق حديثه للرئيس السيسي قائلا: أثبتت الأحداث الداخلية والدولية رشد رؤيتكم ، حيث عبرتم بمسيرة الوطن إلى آفاق التنمية والإستقرار وبخطوات ثابتة وطموحة نحو محددات الجمهورية الجديدة، وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين وتجديدا للعهد.. يؤكد رجال الشرطة بأن يظلوا بإذن الله تحت قيادتكم الحكيمة أوفياء للوطن وحراسا لأمنه بكل العطاء والتضحية قادرين على إنجاز المهام فى حفظ أمن الوطن والمواطن".

 

وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
 
وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة. 
 
هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسبابا أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
 
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
 
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏
 
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏
 
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.
 
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة