زوجة الشهيد عبد الرحمن عادل: كان يتمنى الشهادة مثل زملائه من أجل تراب الوطن

الأحد، 23 يناير 2022 10:39 ص
زوجة الشهيد عبد الرحمن عادل: كان يتمنى الشهادة مثل زملائه من أجل تراب الوطن زوجة الشهيد عبد الرحمن عادل
كتب محمد عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت سولافة إمام زوجة الشهيد مقدم عبد الرحمن عادل، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم جدا بالجانب الإنسانى، مضيفة: تم تكريمنا من قبل، واستشهد عبد الرحمن يوم 6 أكتوبر الماضى، مؤكدة أن موقف استشهاد زوجها كان صعب جدا على أفراد الأسرة، ولكن بالتأكيد مصر تستاهل تضحيات أبنائها، وأن نضحى جميعا بأنفسنا من أجل هذا الوطن.
 
وأضافت زوجة الشهيد مقدم عبد الرحمن عادل، على هامش احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ 70 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن وزارة الداخلية المصرية تهتم جدا بجميع أفراد أسرة الشهيد، وتقدر جدا موقف الأسرة من الجانب الإنسانى. 
 
وأشارت سولافة إمام زوجة الشهيد مقدم عبد الرحمن عادل، إن الشهيد تخرج من كلية الهندسة، وعندما جاءت له التقديم لكلية الشرطة لم يتردد ثانية واحدة فى التقديم لها، وأنه كان يريد أن يكون امتداد لعمه الفقيد فى 67 الملازم مظلوم، وكان يريد أن يضحى بنفسه فداء لمصر، التى تستاهل أن يضحى الجميع من اجلها. 
 
وأوضحت سولافة إمام، أن زوجها تخرج من كلية الشرطة، وخدم فى سيناء لـ 7 سنوات، وكان يتمنى أن يستشهد مثل زملائه من أجل تراب هذا الوطن، ظل فى سيناء لـ7 سنوات ثم بعد ذلك توجه إلى محافظة الإسماعيلية، حيث كتب له الله الشهادة له هناك وأستشهد فى 6 أكتوبر الماضى. 
 
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
 
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة. 
 
هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
 
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
 
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏
 
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏
 
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.
 
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة