قال وزير خارجية الكويت الشيخ الدكتور أحمد ناصر الصباح ان زيارته اليوم للبنان بصفته الخليجية والعربية تحمل عدة رسائل أولها رسالة تعاطف وتضامن وتآزر مع شعب لبنان الشقيق، وثانيها ان هناك رغبة مشتركة لاستعادة لبنان لرونقه وتألقه، لكون لبنان ايقونة متميزة في العالم العربي، مشددا على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص والا يكون لبنان منصة عدوان لفظي أو فعلي تجاه اي دولة كانت.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني الدكتور عبد الله بو حبيب في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم ان الرسالة الثالثة هي رؤية كويتية وخليجية حيال لبنان، والتي تتمثل في ان يكون لبنان واقفا وصلبا على قدميه، معتبرا ان لبنان القوي هو قوة للعرب جميعا.
وشدد على أهمية ان يفي لبنان بالتزاماته الدولية، معتبرا ان جميع الدول تدعم وتساعد هذا الامر، معبرا عن ثقته من منطلق عروبة هذا الشعب اللبناني الاصيل في تحقيق الآمال والأهداف بأن يكون هناك لبنان اكثر امنا واستقرارا وازدهارا.
وأوضح ان زيارته الى لبنان تأتي بصفتين، الصفة الوطنية كوزير خارجية دولة الكويت، والصفة الاخرى هي الصفة العربية كون الكويت ترأس المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، موضحا ان هذه الزيارة تعد ضمن الجهود الدولية المختلفة كاجراءات لاعادة بناء الثقة مع لبنان.
وأوضح ان هناك خطوات لاجراءات ثقة مع لبنان، مؤكدا انها لا تأتي بين يوم وليلة، بل بخطوات ثابتة عملية، ملموسة، يلمسها جميع الاطراف، وبناء عليها تتقدم الأمور، معتبرا ان الأساس الذي هو المنطلق الكويتي، الخليجي، العربي والدولي يبدأ بالتزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية وقرارات جامعة الدول العربية.
وقال الصباح: "هناك امر مهم للغاية، وهو ان كافة الدول وكل الدول المحبة للبنان لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية، مثلما لا نريد ان يتدخل لبنان في شؤون الدول الاخرى. النأي بالنفس الذي أصبح الآن مرادفا للبنان ولسياسة لبنان هناك ملاحظات بالنسبة لهذا المفهوم، وهناك رغبة عارمة لكل الأطراف الإقليمية والدولية ليكون هذا الأمر قولا وفعلا".
وأوضح ان هناك تنسيق مع كافة الدول الخليجية في هذا التحرك، مشيرا الى انه لم يكن هناك قطع للعلاقات، بل كان هناك سحب للسفراء للتشاور، وبالتالي لم تقطع العلاقات مع لبنان.
واستطرد قائلا ان هناك الآن اجراءات تتم مع كافة الدول، مشيرا الى هناك ملامح إيجابية خلال لقاءه مع رئيس الحكومة اللبنانية اليوم، وقد ترى النور خلال الايام القادمة ويكون هناك انطلاقة أخرى وزخم اخر متفاعل مع لبنان.
ونفى اي ربط بين توقيت هذه الزيارة للبنان مع جلسات التفاوض مع إيران والسعودية في العراق مؤكدا ان هناك اجراءات ضمن الجهود الدولية لإعادة الثقة مع لبنان.
واعتبر وزير خارجية الكويت ان الزيارة هي ضمن خطوات ومقترحات لبناء الثقة، مؤكدا انه سلم رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية هذه المقترحات، وعلى لبنان دراستها ومعرفة كيفية التعامل مع هذه الأمور والمضي قدما فيها.
من جانبه ثمن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب حكمة الكويت ودورها الجامع مشيرا الى ان التجارب اثبتت أن دور الكويت قيمة مضافة في العمق والوجدان العربي الذي يتمسك ويعتز به في اطار التنوع اللبناني.