سادت اليوم حالة من الحزن على أسرة الراحل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، بعد رحيل ابنته زينب، إثر أزمة قلبية مفاجئة، حسب ما أعلنت الكاتبة الكبيرة صافيناز كاظم عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك نبأ وفاة الراحلة، قائلة: "زينب ابنة أحمد فؤاد نجم تلحق بأبيها".
والشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، تزوج العديد من المرات، وله ثلاث بنات: عفاف، ونوارة، وزينب، وكانت أولى زوجاته فاطمة منصور التي أنجب منها عفاف، وأشهرهن الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم، وأنجب منها نوارة التي تعمل بالمجال الصحفي، وممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة هي أميمة عبد الوهاب والدة زينب.
الشاعر المصرى الكبير أحمد فؤاد نجم، الذى رحل فى 3 ديسمبر من سنة 2013، بعد رحلة حقيقية مع الحياة، عاشها فى الشعر والأغنيات والسجون والمقاهى، تحول مع الوقت إلى ظاهرة ثقافية كبرى.
كان أحمد فؤاد نجم شاعرًا كبيرًا امتازت قصائده بالحس السياسى، وشكل مع الفنان الشيخ إمام ثنائي مهم فى تاريخ الأغنية العربية، وحققا نجاحا ملحوظا، ولا تزال أغنياتهم حتى الآن ناجحة ومسموعة، وكانت قضاياهم فى مجملها سياسية ووطنية وقومية.
كتبت عنه فى مقالة سابقة "لم يكن أحمد فؤاد نجم مجرد شاعر يقول كلاما حماسيا أو كلاما ذكيا للتعليق على السياسيين وأفعالهم، بل كان شاعرا يقول ما يحس به بشكل شخصى، ليس مشغولا أن يرد العالم خلفه أقواله، ومع أن الجميع ردد أشعاره وأغنياته وحتى تعليقاته وحكاياته الشخصية لكنه، فى الحقيقة، لم يسع لذلك ولم يكن هدفه الشو الإعلامى أو الظهور والدعاية، وما يؤكد ذلك أنه دفع من عمره سنوات طويلة فى السجن بسبب كلماته، وذلك هو الاختبار الحقيقي.
كان أحمد فؤاد نجم صاحب كاريزما له حضور، فرغم جسده النحيل منحه الله عينان يقظتان دائما يشعر الجالس معه أن هاتين العينين تقلبان في روحه.
وعن أعمال أحمد فؤاد نجم، فكانت بداية مشوارة الأدبى فى عالم الشعر عندما أصدر دوانه الأول، وكان له قصة حيث تم إصداره وهو داخل السجن، وتعود بداية القصة عندما كان يعمل الفاجومى "أحمد فؤاد نجم"، في إحدى المعسكرات الإنجليزية لمساعدة الفدائيين المصريين في تنفيذ عملياتهم ضد الاحتلال، لينتهى عمله هناك بعد أن تم إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية، حيث دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها، واستجاب نجم ليتم تعينه بعد ذلك من خلال حكومة الوفد في ورش النقل الميكانيكى كعامل.
وخلال عمله في تلك الورش اكتشف أن هناك سرقات تحدث من خلال عدد من المسئولين عن المعدات، حيث يتم سرقتها من الورش، وعندما قام الفاجومى بالاعتراض على ذلك، قام هؤلاء المسئولين باتهامه بالتزوير في استمارات الشراء، وهذا ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
وخلال قضاء مدة العقوبة وبالتحديد خلال العام الثالث اشترك الفاجومى في مسابقة ثقافية وهى مسابقة الكتاب الأول وكان وقتها ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، وبالفعل فاز نجم بها، ليكتب ميلاد أول ديوان بعنوان "من الحياة والسجن" وهو وراء القضبان، وساعده على انتشار الديوان ويصبح معروفًا بعد ذلك هو كتابة مقدمة ديوانة بقلم الكاتبة والأدبية الكبيرة سهير القلماوى وكانت من السيدات الأوليات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربى، ويصبح الفاجومى شاعرًا مشهورًا والبداية كانت داخل السجن.