أحمد كمال سرور.. ربما لا يعرف الكثيرون هذا الاسم رغم أهميته ، فهو أحد أوائل المذيعين بالإذاعة المصرية وكان يتحدث ثلاث لغات هى العربية والأنجليزية والفرنسية، وكان أحد نجوم الميكرفون اللامعين فى مصر والعالم فى الثلاثينات والأربعينات وهو الذى أذاع نعى الملك فؤاد على العالم وخبر تولى فاروق عرش مصر ونبأ إبرام معاهدة عام 1936 ، وغيرها من اخبار هامة فى تلك الفترة.
ليس هذا فحسب بل إن أحمد كمال سرور كان أحد المذيعين البارزين فى هيئة الإذاعة البريطانية " بى بى سى"، حيث كان أول مذيع يقوم بقراءة نشرة البي بي سي العربية عام 1938، وسعت إليه الإذاعة البريطانية ليعمل لديها فسافر إلى لندن خلال الحرب العالمية الثانية وعمل مراسلاً حربياً ثم سافر إلى فرنسا عام 1940 وظل ينقل أخبار المعارك إلى أن سقطت فرنسا وعاد ليعمل فى انجلترا لفترة حتى عاد إلى القاهرة من جديد.
وللمذيع أحمد كمال سرور قصة غريبة حيث انتهى به المطاف فى مستشفى المجاذيب، وبدأت القصة عندما عاد إلى مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وشعر بعيون الإنجليز تراقبه فى كل مكان فتقدم بشكوى للأمن العام شرح خلاله بعض المواقف الصدامية بينه وبين الإنجليز خلال إقامته فى لندن وبعد عودته للقاهرة ، وكان الانجليز وقتها يتحكمون فى مقاليد الأمور بمصر، وما كادت تصل شكواه إلى إدارة الأمن العام حتى توجه إلى بيته أحد ضباط القلم السياسى وأخبره أن مسئولاً كبيرا يري مقابلته حتى يحقق معه فى موضوع الشكوى، وما أن ذهب مع الضابط حتى وجد نفسه أمام طبيب وقع عليه كشفاً طبياً وكتب تقرياراً فاقتادوه بعدها إلى مستشفى الأمراض العقلية وظل بها 3 سنوات حتى ذهب محرر من مجلة الكواكب وأجرى معه حوار عام 1953 ، فوجده بكامل أناقته وعقله وهدوءه، وأخبر الصحفى بأنه لم يكن أول مذيع فى الإذاعة المصرية فقط بل أنه كان كاتباً صحفياً وسكرتيراً لتحرير مجلة الإذاعة ، كما أنه ألف وأخرج ما يقرب من 350 تمثيلية إذاعية، كما وجد الصحفى لدى هذا المذيع الحبيس المظلوم تلال من الكراسات التى تحتوى على 23 مسرحية وتمثيلية إذاعية وقصة مكتوبة بحرفية وبلغة أدبية كتبهم خلال فترة بقائه فى مستشفى المجاذيب، وناشد أحمد كمال سرور وقتها حكومة الثورة لإطلاق سراحه.
وضعته المخابرات البريطانية بمستشفى المجاذيب..مأساة أول مذيع بالإذاعة المصرية
وضعته المخابرات البريطانية بمستشفى المجاذيب..مأساة أول مذيع بالإذاعة المصرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة