دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى حماية المدنيين المحاصرين نتيجة حروب المدن، مؤكداً أن أكثر من 50 مليون شخص يتأثرون حاليا بالقتال داخل البلدات والمدن، وأن حوالى 90% من هؤلاء القتلى والجرحى، ليس لهم أي دور في التحريض على العنف، موضحاً أن المدنيين يمكن أن يعانوا من أضرار مدمرة في أعقاب ذلك مباشرة وعلى المدى الطويل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد جوتيريش أن العديد من الضحايا يواجهون إعاقات مدى الحياة وصدمات نفسية خطيرة، وغالبا ما تتضرر البنية التحتية للمياه والكهرباء والصرف الصحي، وتتعطل خدمات الرعاية الصحية بشدة، مشيراً إلى أن عشرات المدارس ومنشآت الرعاية الصحية تضررت أثناء القتال بين إسرائيل وحركة حماس في غزة العام الماضي، وأن ما يقرب من 800 ألف شخص حرموا من المياه المنقولة.
وأشار جوتيريش إلى الوضع في أفغانستان، قائلا:"إن هجوما تفجيريا خارج مدرسة ثانوية في كابول في مايو الماضي أدى إلى مقتل 90 طالبا، معظمهم من الفتيات، وإصابة 240 آخرين".. مضيفا: "من أفغانستان إلى ليبيا وسوريا واليمن وما وراءها، يرتفع خطر إلحاق الأذى بالمدنيين عندما يتحرك المقاتلون بينهم ويضعون منشآت ومعدات عسكرية بالقرب من البنية التحتية المدنية".
وأوضح أن حرب المدن تجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم، مما يسهم في تسجيل أعداد قياسية من اللاجئين والنازحين داخليا، بعد أربع سنوات من تدمير 80% من المساكن في الموصل بالعراق، على سبيل المثال، لا يزال ما يقدر بنحو 300 ألف شخص نازحين وتخلق الحروب في المدن أيضا ملايين الأطنان من الحطام الذي يشكل مخاطر على كل من البيئة وصحة الناس، كما أن الذخائر غير المنفجرة تجعل عودة الناس إلى ديارهم خطيرة للغاية".