مصر والإمارات "تنسيق متواصل وشراكة ممتدة".. الرئيس السيسي يزور الإمارات للتأكيد على موقف مصر الداعم.. علاقات اقتصادية بين البلدين تتجاوز المليارات.. ومكافحة الإرهاب ونبذ التطرف أهم المبادئ المشتركة بين البلدين

الأربعاء، 26 يناير 2022 03:20 م

الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى

بيشوى رمزى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علاقات ترقى إلى مستوى الشراكة، تجمع بين مصر ودولة الإمارات، ربما تترجمها الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبو ظبي، خاصة إذا ما نظرنا إلى التوقيت، باعتباره محورا هاما ينبغي أن يوضع في الاعتبار عند مناقشة هذه الزيارة، حيث تأتي في توقيت يبقى بالغ الحساسية في المرحلة الراهنة، مع تنامي التهديدات المحدقة بالمنطقة، والسعي الدائم نحو تحقيق أكبر قدر من التنسيق بين الدولتين في إطار شراكة ممتدة، لتصبح رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسى للإمارات بمثابة رسالة صريحة، ليس فقط للتعبير عن دعم الإمارات، ومنطقة الخليج، في ضوء علاقات كبيرة ومتميزة وممتدة منذ سنوات طويلة، خلقت رابطا بين الأمن القومى المصري، وأمن تلك المنطقة الهامة، في العالم العربي.

وتعليقا على الزيارة، لفتت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، إلى أن الرئيس السيسي ناقش تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون مع الشيخ محمد بن زايد ، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في اتصالا هاتفيا في يناير الجاري، أعرب فيه السيسي، عن دعم مصر لدولة الإمارات في كل ما تقوم به من إجراءات وخطوات لضمان أمنها وسيادتها في مواجهة الإرهاب، مؤكداً ارتباط أمن دولة الإمارات واستقرارها بالأمن القومي المصري وذلك امتداداً للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

ولعل العلاقة بين مصر ودولة الإمارات تحمل العديد من المحطات، بدءً من تأسيس الدولة العربية الشقيقة في السبعينات من القرن الماضي، حيث كانت مصر أكثر الدول دعما لها، بينما كانت من أوائل الدول التي اعترفت بها فور تأسيسها بينما كانت أبو ظبي أحد أكثر الدول التي ساندت مصر في إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، استعداداً لحرب التحرير في أكتوبر 1973.

ولكن بعيدا عن البعد التاريخي، تبقى العلاقة بين مصر، في إطار جمهوريتها الجديدة، ودولة الإمارات، ذات سمات مميزة للغاية، ربما تتجلى بوضوح في لقاءات الرئيس السيسي، مع قادة الدولة العربية، وعلى رأسهم ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد، وكذلك نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، وهو ما تترجمه عدد اللقاءات بين الرئيس السيسي وبن زايد، والذى تجاوز الـ25 لقاء، خلال 7 سنوات فقط.

وأما عن الجانب الاقتصادي، فيعد السوق الإمارتي الوجهة الأولى للصادرات المصرية ويستقبل سنوياً نحو 11% من إجمالي صادرات مصر للعالم، بينما تتجاوز الاستثمارات الإماراتية في السوق المصري 7 مليارات دولار، لتصبح الإمارات ثانى أكبر شريك تجاري لمصر.

وبحسب ما ذكرت وكالة "وام" الإماراتية، في تقرير سابق لها، فإن مصر في عام 2020 مثلت أكبر شريك تجاري للإمارات في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنن حجم التجارة بين البلدين بلغ 15.09 مليار درهم (4.11 مليار دولار) في عام 2020 ، بزيادة 22 في المائة من 12.32 مليار درهم (3.36 مليار دولار) في عام 2019.

وأوضحت أن إجمالي الصادرات المصرية إلى سوق الإمارات العربية المتحدة بلغ 10.58 مليار درهم (2.88 مليار دولار) في عام 2020 ، مقارنة بـ8.12 مليار درهم (2.21 مليار دولار) في عام 2019.

وإلى الجانب العلاقات الاقتصادية المتميزة، يبقى التنسيق بين الجانبين، في مختلف القضايا الإقليمية بمثابة ركيزة أساسية في العلاقات بينهما، في إطار مبادئ مشتركة وخطوط عريضة، تقوم على مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف والعنف والتحريض عليهما، ضرورة حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي، وذلك عبر محاربة الجماعات المتطرفة والإرهابية.

وبحسب ما نشرت صحيفة "العين" الإماراتية، فإن سياسات مصر والإمارات تشير إلى حرصهما على محاربة تلك الجماعات ومكافحة أفكارها الهدامة، كما تحركت القاهرة وأبوظبي نحو التركيز على تجديد الخطاب الديني، والفهم الحقيقي للدين بعيدا عن عوامل المغالاة والتشدد التي تنتهي غالبا بالطريق المؤدي نحو الكراهية والعنف، وأهمية دور التعليم وتعزيز التسامح والسعادة بجانب مشاركة الشباب والدور الإيجابي للأسرة والمرأة والثقافة والوسطية الدينية. في مشاركة واسعة بين الجهات المسؤولة في البلدين.