يمر اليوم 38 عاما على رحيل الفنان الكبير عماد حمدى الذى رحل فى مثل هذا اليوم الموافق 28 يناير من عام 1984 بعد حياة حافلة بالفن والأحداث والسعادة والمأساة كان فيها فتى الشاشة الأول وصعد إلى قمة المجد والنجاح والشهرة وانتهت بمأساة حيث أصيب فى نهاية حياته باكتئاب شديد وفقد البصر وعاش حزيناً حتى وفاته.
مسيرة فنية طويلة عاشها الفنان الكبير عماد حمدى منذ شبابه حيث أدى أدوار الفتى الأول فى عدد كبير من الأفلام وتدرج حتى أدى أدوار الأب والجد وقدم عدداً هائلا من الأعمال الفنية ، وكان ولا يزال أحد أهم رموز وعمالقة الفن فى مصر والعالم العربى.
أصيب الفنان عماد حمدى بحالة اكتئاب شديدة فى نهاية حياته خاصة بعد وفاة شقيقه التوأم عبدالرحمن الذى كان يعمل فى السلك الدبلوماسى وكان شديد الشبه والصلة بشقيقه الفنان الكبير، وفقد عماد حمدى بعد وفاة شقيقه البصر وتدهورت حالته الصحية ، وأمام هذه الحالة التى أصابت الفنان الكبير الذى لقب فى بدايات حياته بلقب فتى الشاشة الأول ، حرصت طليقته وأم ابنه نادر الفنانة فتحية شريف على أن ترعاه وتقوم بخدمته خلال هذه المرحلة الصعبة من حياته، بعد طلاقه من الفنانة نادية الجندى.
وعن الفترة الأخيرة فى حياة الفنان عماد حمدى قال ابنه نادر فى حوار لليوم السابع :" بعد طلاق والدى من نادية الجندى، قالت لى والدتى «روح هات بابا يعيش معانا»، وبالفعل عاش والدى معنا لمدة عام، ثم انتقل إلى شقة بنفس العمارة، وكانت والدتى ترعاه حتى وفاتها قبله بتسعة أشهر، وأوصتنى بألا أتركه، فكنت طبيبه وسكرتيره وسائقه، وأذهب معه فى كل مكان، وسميت ابنى الكبير باسمه ».
وتابع :"عمل والدى بعدها فى بعض المسلسلات، وكان آخر أعماله فيلم «سواق الأتوبيس» مع عاطف الطيب، وكان وقتها مريضًا جدًا، فأدى دوره وهو جالس، كما شارك فى فيلم «العار»، ولم يستطع استكماله، فاستعانوا بعبدالبديع العربى لأداء الدور"
وأضاف ابن عماد حمدى :" أصيب والدى باكتئاب شديد بعد وفاة شقيقه التوأم، وانهار انهيارًا تامًا، وظل لمدة 3 سنوات لا يخرج من البيت، وفقد بصره من شدة الحزن، وكانت والدتى تقوم برعايته وخدمته "
وخلال هذه الفترة زار الشيخ الشعراوى الفنان الكبير عماد حمدى عندما علم بما يمر به من حزن واكتئاب.
وعن زيارة الشيخ الشعراوى لوالده قال نادر عماد حمدى :"عرف الشيخ الشعراوى أن والدى يعانى من الاكتئاب، وفى أحد الأيام فوجئ أبى بطرقات على باب الشقة، ففتح ليفاجأ بالشيخ الشعراوى أمامه، وجلس وتحدث معه ليخرجه من الحالة التى كان عليها، وقابلته والدتى وسألته قائلة: "الناس بيقولوا إزاى انتوا منفصلين وعايشين مع بعض، فهل خدمتى وإقامتى معه حرام"، فأجابها بروحه الخفيفة، قائلًا: «لا إنتى فيكى حيل ولا هوه فيه حيل، إنتوا الاتنين مكسرين، وأكبر ثواب بتعمليه إنك بتخدمى أبو ابنك، وهو ليس لديه شىء ليعطيه لك، لا صحة ولا فلوس، إنتى بتخدميه لوجه الله، والله هو الذى يحاسب الناس، ومهما عملتى لن ترضى الناس».
وأشار الابن إلى أن الفنانة شادية التى كنت زوجة لعماد حمدى فى فترة من الفترات كانت دائمة السؤال عنه خلال الفترة الأخيرة من حياته وكذلك مديحة يسرى وهند رستم، قائلاً:" والدى كان خلال هذه الفترة يرفض مقابلة أحد ، ولم يستطع التخلص من حالة الاكتئاب التى أصابته حتى رحيله فى 28 يناير عام 1984"