استعرض الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقريرًا حول مشاركة وفد مصري رفيع المستوي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من رؤساء الجامعات المصرية، في فعالية "الاستثمار في المستقبل: فرص الاستثمار في التعليم العالي في مصر" بمعرض إكسبو دبي 2020.
ضم الوفد المصري، الدكتور أيمن عاشور نائب الوزير لشئون الجامعات (مشاركة أونلاين)، وحضور د. أحمد الجوهري رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، ود. عصام الكردي رئيس جامعة العلمين الدولية، ود. معوض الخولي رئيس جامعة المنصورة الجديدة، ود. أيمن الباز رئيس قسم الهندسة الحيوية بجامعة لويفيل، ود. أنور اسماعيل مساعد الوزير للمشروعات القومية، ود. محمد الشرقاوي معاون الوزير للتمويل والاستثمار.
وأفاد التقرير بأن الفعالية تناولت التعريف بقطاع التعليم العالي في مصر، كمركز للتعلم والاستثمار للطلاب الدوليين، وعرض فُرص الاستثمار في التعليم العالي من خلال المشروعات القومية التي يتم تنفيذها بمختلف الجامعات المصرية، كما تم استعراض دور الوزارة والجامعات في تطوير وتنمية القوي البشرية للمستقبل، من خلال إتاحة التخصصات المطلوبة لسوق العمل وتعزيز المهارات الشخصية والتقنية والرقمية واللغوية للطلاب.
وعرض د. أيمن عاشور استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال الفترة المقبلة، من حيث الرؤية والأهداف الرئيسية وما إذا كانت تحتاج لضخ المزيد من الاستثمارات في المستقبل، مشيرًا إلى أن مصر تعُد الأولى في جذب الاستثمار من خارج القارة الإفريقية، حيث بلغ قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر 20% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر للقارة، موضحًا أن عدد الطلاب المُقيدين في المؤسسات التعليمية المصرية سيرتفع من 3.4 مليون طالب إلى 5.6 مليون بحلول عام 2032، مما يتطلب التوسع في إنشاء الجامعات والمؤسسات التعليمية؛ لاستيعاب تلك الزيادة ومواكبة المُتطلبات المُستقبلية لسوق العمل.
وأشار نائب الوزير إلى أن مصر شهدت طفرة كبيرة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بدعم غير مسبوق من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ العديد من المشروعات في الجامعات الحكومية والتكنولوجية والأهلية وأفرع الجامعات الدولية، فضلًا عن التطوير المُستمر للجامعات القائمة، والارتقاء بمكانة الجامعات المصرية في التصنيفات العالمية، والتطوير المُستمر للمناهج الدراسية.
وقدم د. أحمد الجوهري عرضًا حول كيفية تطوير مهارات الطلاب المعرفية والشخصية بجانب تطوير البنية الأساسية والتحتية بالجامعات، مشيرًا إلى أن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا تعُد جامعة بحثية ذات طموح لتنمية بيئة أكاديمية تخدم مصر والدول المُحيطة، حيث تدعم الجامعة منظومة البحث العلمي، وتُطبق أسلوب التعليم على الطريقة اليابانية، وتقدم برامج أكاديمية فريدة وتُحقق التفاعل الوثيق مع المؤسسات الصناعية، وتُجري البحوث العلمية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مستعرضًا اسهامات الجامعة البحثية والأكاديمية.
وأشار د. عصام الكردي إلى أهمية تطوير البحث العلمي وتشجيع الابتكار، في ظل وجود طاقم عمل متميز يُساهم في إنجاح المنظومة الجامعية، مؤكدًا أهمية الاعتماد على نماذج تعلم مرنة تُراعي التعاون مع المؤسسات الصناعية لمواكبة مُتطلباتها من الخريجين، وتأهيلهم لسوق العمل المحلية والإقليمية والدولية، مستعرضًا ما تتميز به جامعة العلمين الدولية وما لديها من برامج دراسية متميزة في مختلف التخصصات.
واستعرض د. معوض الخولي تجربته في تطوير الهيكل الاكاديمي لجامعة المنصورة الجديدة، والتي تعد تجربة نموذجية للاستثمار في التعليم العالي، مشيرًا إلى أن التعليم العالي يعُد أحد العوامل الرئيسية لتحريك الإنتاجية والنمو الاقتصادي من خلال الابتكار، موضحًا أن التعليم العالي يُعتبر استثمارًا له عائد ومكاسب مُستقبلية، وتنعكس هذه القيمة بوضوح على مستوى الأفراد والمجتمع، مؤكدًا على وجود علاقة إيجابية الاستثمار في التعليم والنمو الاقتصادي في جميع دول العالم، حيث يُشير تقرير للبنك الدولي إلى أن التعليم يُحقق عائدات أكثر أهمية للمجتمعات الإنسانية.
وأكد د. أيمن الباز على أهمية تعاون الجامعات المصرية مع نظيراتها الدولية، مُستشهدًا باتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين جامعة العلمين الدولية وجامعة لويفيل الأمريكية، في مجال الهندسة، وذلك لإنشاء برنامج مُشترك في تخصصي (الهندسة الحيوية) و(علوم وهندسة الحاسب)، حيث يحصل الطالب عند إكتمال مُتطلبات البرنامج، على درجة علمية مزدوجة، ويقوم أساتذة من جامعة لويفيل بالتدريس، ويمنح هذا البرنامج فرصة تدريب للطلاب المتفوقين خلال الدراسة، وفرصة عمل بعد إنتهاء الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستعرض د. أنور اسماعيل جهود الدولة في إنجاز المشروعات القومية بالجامعات الأهلية والتكنولوجية وتطوير الجامعات الحكومية، بالإضافة إلى تهيئة البنية التحتية لجذب الاستثمار الخارجي في قطاع التعليم العالي في مصر، مشيرًا إلى أهمية التعاون والشراكة مع القطاع الخاص من أجل تحقيق أهداف التنمية المُستدامة.
وقدم د. محمد الشرقاوى عرضًا حول أهم الفرص والتحديات في مجال التعليم العالي، مشيرًا إلى خطة الدولة لزيادة إتاحة فرص الالتحاق بالتعليم العالي، وتحسين وتحديث البرامج التعليمية، لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذلك السعي نحو إبرام الاتفاقيات والشراكات الدولية مع الجامعات الدولية المرموقة، بهدف نقل الخبرات ورفع كفاءة مقدمي الخدمة التعليمية.
وعلى هامش الفعالية، قام الوفد المصري بزيارة جامعة دبي، لبحث سُبل التعاون المُشترك مع الجامعة، وكان في استقبال الوفد د. عيسي البستكي رئيس الجامعة، الذي أكد أن تطوير الكوادر البشرية يعُد أساس مسيرة التنمية خاصة في مجال الاقتصاد المعرفي والمُستدام، مشيرًا إلى أن إكسبو دبي 2020 يُمثل محطة فارقة في المسيرة التنموية لدولة الإمارات العربية المتحدة، خاصةً بعد أن أصبح مُلتقى دولي لتبادل المعرفة ومناقشة جميع الأفكار بين الجامعات، للخروج بأفضل الحلول وتلبية احتياجات سوق العمل من خلال برامج تعليمية وتخصصات جديدة.