وصف علماء الآثار الفسيفساء الرومانية التى عثر عليها تحت حقل مزارع في روتلاند ببريطانيا بأنها اكتشاف القرن في بريطانيا، ولكن ماذا تخبرنا عن الأشخاص الذين امتلكوها؟ هذا ما سعى الأثريون البريطانيون للإجابة عليه حيث قالت أليس روبرتس الأستاذة بجامعة برمنجهام إنها تعمدت تجنب النظر إلى الصور المسبقة للفسيفساء الرومانية المذهلة التى وجدت في جزء من فيلا مكشوفة تحت أرض زراعية - بحيث تعكس ردود أفعالها الأولى أمام الكاميرا اندهاشها الحقيقى النابع من القلب.
أما مجلة هيستوريك إنجلاند البريطانية المتخصصة في التاريخية فقد وصفت الفسيفساء بأنها "واحدة من أكثر اللوحات الفسيفسائية روعةً وأهمية التي عُثر عليها في بريطانيا على الإطلاق".
ويحتوي الطابق الذى يحوى الفسيفساء بأبعاد 11 م × 7 م (36 قدمًا × 23 قدمًا) على ثلاث لوحات تظهر لحظة ذروة حرب طروادة حيث يقاتل البطل اليوناني أخيل خصمه في طروادة هيكتور.
وقالت أليس روبرتس لبي بي سي: "العديد من هذه الطوابق بها أنماط هندسية أو تصور إلهًا أو آخرًا فالقصة تم وضعها مثل رسم كاريكاتيرى تقريبًا".
تم العمل على المجمع الذي تم اكتشافه في عام 2020 من قبل فريق من جامعة ليستر لكن ما تكشفه الفسيفساء - المؤرخة بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين - قد يقلب الأفكار الشائعة حول الحياة في ظل الأباطرة الرومان.
ويعتقد جون توماس نائب مدير مشروعات الآثار بجامعة ليستر أن الفسيفساء تشير إلى الكثير حول مدى التغير في حياة المبنى والأشخاص الذين عاشوا فيه، فقد كانت بريطانيا طوال 350 عاما جزءًا من العالم الروماني ، لكن المؤرخين ليسوا متيقنين مما إذا كان الحكم الإمبراطوري قد انتهى بسرعة وعنف أم أنه انحسر ببساطة.
وقال توماس: "الفسيفساء ذات مكانة عالية لذلك كان هؤلاء الناس الذين امتلكوها أغنياء، لقد تم تصميمها بحيث يتم التباهي بها".
وقالت الدكتورة جين ماسيليا محاضرة التاريخ القديم في جامعة ليستر إن الفسيفساء تعطينا نظرة ثاقبة على عقول أسلافنا والعالم.
وأضافت: "صور حرب طروادة منتشرة في كل مكان في الإمبراطورية الرومانية - باستثناء بريطانيا، وقد عزز هذا فكرة أن بريطانيا رزحت تحت شيء من الركود الثقافي ، وافتقرت إلى تطور التعليم في العصر الرومانى، لكن فسيفساء روتلاند تحدت ذلك المعتقد".
وتابعت: "تحتوي الفسيفساء اثنين من المشاهد تضمان تفاصيل ليست من الرواية المألوفة لحرب طروادة - إلياذة هوميروس - بل بالأحرى نسخة مفقودة مما كتب الكاتب المسرحي اليوناني إسخيلوس.. استخدام هذه النسخة المتخصصة إلى حد ما من القصة نادر في الإمبراطورية وغير معروف في بريطانيا".
واستكملت حديثها: "كانت هذه الفيلا جزءًا من المركز الزراعي في وسط شبكة من الفيلات الأخرى ، مع المدن والطرق القريبة.. كان هناك ضيوف يزورونها للترفيه وسط مجتمع كان يتطلع إلى إظهار ثقافته".
الفسيفساء الرومانية
_الفسيفساء الرومانية من زاوية أخرى