قد لا يتخيل الكثيرون أن ملكة الكوميديا ماري منيب أشهر وأقدر من جسد دور الحماة على الشاشة كانت في بداياتها مطربة تغنى على المسرح وكتبت عن هذه التجربة في مذكراتها، وقالت الفنانة الكبيرة إنها ووالدتها وشقيقتها جئن من الشام إلى مصر ليلحقن بوالدهن الذي جاء للتجارة وانقطعت أخباره، ولكن الأب سافر إلى الشام في نفس التوقيت ليعيش مع أسرته ولكنه لم يجدها وتوفى بعد وصولهن إلى مصر.
وقضت مارى منيب مع شقيقتها ووالدتها 13 عامًا فى مصر حتى كبرت هى وشقيقتها ونفدت تركة أبيها فاضطرت الأم للعمل خياطة، وكان من بين زبائنها شقيقة المرحوم جبران نعوم مدير فرقة الريحانى، الذى جاء مع شقيقته إلى بيتهم فى إحدى المرات ورأى مارى منيب وعرض على والدتها أن يأخذها للعمل فى فرقة الريحانى، ووافقت الأم ولكن عندما رأى الريحانى مارى منيب وكانت لاتزال صبية صغيرة قال لمدير فرقته: "لا دى صغيرة أوى، دى تودينا فى داهية"، نظرًا لأن القانون كان يمنع تشغيل القاصرات بالمسرح.
وأوضحت مارى منيب أن جبران أخذها إلى فرقة على الكسار الذى كان يستعد وقتها لتقديم مسرحية "قضية رقم 14"، فأسند إلى مارى دور تلميذة بائسة تغنى خلال المسرحية اغنية تقول كلماتها: "يا أخوانا بردانين.. يا أهل الشفقة جعانين.. قوم اصحى يا واد يا سلامة.. سيبنا خلينا نايمين".
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أن الجمهور كان يصفق بحرارة إعجاباً بها وبصوتها، وهو ما جعل أمين عطاالله يأخذها معه إلى الإسكندرية لتمثيل دور خادمة فى إحدى المسرحيات، وكان الدور لا يتعدى جملة واحدة تكررها خلال المسرحية قائلة: "أجيب القهوة ياستى"، وتخرج ثم تعود لتقول نفس الجملة، وفى كل مرة ينفجر الجمهور بالضحك.
وأضافت ملكة الكوميديا أن ضحكات الجمهور كانت تربكها فتتلجلج وهى تقول عبارتها الوحيدة فتزداد مع ارتباكها ضحكات الجمهور وهو ما منحها نجاحاً كبيراً، ثم كون كميل شمبير فرقة مسرحية سافرت إلى الشام، وكان أحد أفرادها فوزى منيب الذى أحبها وتزوجها فى الشام، ثم كون فرقة وأصبحت مارى بطلتها وتركت الغناء لتصبح ممثلة وتتربع على عرش الكوميديا.