تحل اليوم ذكرى وفاة الفيلسوف الفرنسى هنرى برجسون الذى يعتبر من أهم الفلاسفة في العصر الحديث، وقد حصل على جائزة نوبل عام 1927، وكان نفوذه واسعا وعميقا، فقد أذاع لونا من التفكير وأسلوبا من التعبير تركا بصماتهما على مجمل النتاج الفكري في مرحلة الخمسينيات، ولقد حاول أن ينقذ القيم التي أطاحها المذهب المادى، ويؤكد إيمانا لا يتزعزع بالروح.
حظى خلال حياته بشهرة واسعة الانتشار في فرنسا أثرت فى دوائر مختلفة فلسفية ودينية وأدبية، وقد أدت شعبية برجسون الكبيرة إلى إثارة جدل في فرنسا، حيث كان ينظر إلى آرائه على أنها معارضة للموقف العلمانى والعلمى الذى يتبناه مسئولو الجمهورية الفرنسية.
نشر برجسون كتابا بعنوان "المدة والتزامن: برجسون وكون آينشتاين" وهو كتاب في الفيزياء، بناء على محادثة جدلية مع العالم ألبرت آينشتاين في الجمعية الفرنسية للفلسفة، وقد زعم الكثيرون أن علمه فى الفيزياء لم يكن كافياً، وأن الكتاب لم يلحق بالتطورات المعاصرة فى مجال الفيزياء، لم ينشر الكتاب في طبعة الذكرى المئوية بالفرنسية فى عام 1951، والتى تتضمن كل ما لديه من أعمال أخرى، ونشرت فقط في وقت لاحق فى عمل يعتبر جامع لمقالات مختلفة بعنوان "مخاليط" واستفاد كتاب المدة والتزامن من تجربة برجسون فى عصبة الأمم، حيث ترأس اللجنة الدولية للتعاون الفكرى التى تضمنت آينشتاين وماري كوري وغيرهما ابتداء من عام 1920.
وقد تناول برجسون بعض الأفكار السياسية الرئيسية وأشاد بالديمقراطية لأنها من بين كل النظم السياسية هى التى تعلو - فى مقاصدها على الأقل - على ظروف المجتمع المغلق، ويرى أن السلام محاولة لتجاوز حالة الطبيعة الموجودة في المجتمع المغلق إذ الأصل في الحروب هو الملكية سواء أكانت فردية أم جماعية.
من مؤلفاته: محاولة فى الوقائع المباشرة للوجدان، المادة والذاكرة، التطور الخلاق، الفكر والمتحرك، الضحك، الطاقة الروحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة