سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 يناير 1986..«أخبار اليوم» تنشر حوار مجلس تحريرها مع «هيكل» استعدادا لنشر مقاله «بصراحة» أسبوعيا على صفحاتها

الثلاثاء، 04 يناير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 يناير 1986..«أخبار اليوم» تنشر حوار مجلس تحريرها مع «هيكل» استعدادا لنشر مقاله «بصراحة» أسبوعيا على صفحاتها محمد حسنين هيكل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت صحيفة «أخبار اليوم» برئاسة الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة، يوم 14 ديسمبر 1985 بإعلان كبير: «مفاجأة قريبا - الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يكتب «بصراحة» أسبوعيا فى أخبار اليوم»، فأثار ضجة كبيرة، ليس فقط لعودة «هيكل» إلى الكتابة فى الصحافة المصرية بعد انقطاع 11 عاما، بدأ منذ أن غادر رئاسة تحرير الأهرام بقرار الرئيس السادات يوم 2 فبراير 1974، وإنما لأن مقاله الشهير «بصراحة» كان علامة مميزة للأهرام كل يوم جمعة، بعد توليه رئاسة تحريرها عام 1957، وبدأ كتابته فى 1 أغسطس 1957 بعنوان «السر الحقيقى فى مشكلة عُمان»، ولم ينقطع عنه طوال 14 عاما باستثناءات قليلة لظروف اضطرارية، وكان آخر مقال له «الظلال والبريق» يوم 1 فبراير 1974.
 
ولأن الإعلان كان مفاجئا، ثارت التكهنات، وقيلت آراء، ونشطت تحليلات، وفى 21 ديسمبر 1985 نشرت «أخبار اليوم» فى صفحتها الأولى مقالا صغيرا بلا توقيع كشفت فيه، أن إعلانها أحدث دويا هائلا شعبيا وعربيا وعالميا، وأن الاتصالات لم تنقطع تستفسر عن موعد عودة هيكل للكتابة، وتعجبت من أن البعض سارع بتحميل الموضوع فوق ما يحتمل، وذلك بتحليلات وإساءات منهم بالغت إلى حد توقع إجراء تغييرات فى السياسة الاقتصادية بمصر، وأكد المقال، أن «أخبار اليوم» هى التى سعت إلى هذه الخطوة، وتقول للملايين من قرائها الذين تصوروا أن هيكل سيبدأ مقالاته هذا الأسبوع، أن تنفيذ هذه الخطوة سيأخذ وقتا أطول مما توقعوه.
 
ذهب مجلس تحرير أخبار اليوم يتقدمهم إبراهيم سعدة، رئيس التحرير، إلى «هيكل» فى مكتبه لإجراء حوار معه قبل نشر مقالاته، ونشر على ثلاث حلقات، أولها فى 4 يناير، مثل هذا اليوم، 1986، وكشف فيه أسرارا كثيرة عن نشاطه الصحفى فى الفترة التى تلت خروجه من «الأهرام» وغيابه عن القارئ المصرى، وعن عروض العمل التى تلقاها من الخارج، والدعوات التى رفضها للإقامة خارج مصر ومن ضمنها دعوته من العاهل الأردنى الملك حسين للإقامة فى الأردن، وكذلك دعوته للإقامة فى لندن، ثم دعوته بعد خروجه من السجن فى حملة سبتمبر 1981 إلى الكتابة فى مصر، وذكر فى ذلك استجابته لطلب الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس تحرير المصور، وسلمه فى نوفمبر 1983 ستة مقالات، لكنها عادت إليه عن غير طريقه مع طلب رقيق بأفضلية تأجيل نشرها فى داخل مصر وخارجها، كما ذكر أن محفوظ الأنصارى رئيس تحرير الجمهورية، دعاه إلى الكتابة، لكنه قدر أن ظروفها لا تحتمل، عكس ما كان يرى «الأنصارى».. أما عن عرض «أخبار اليوم» الذى قبله فقال، إنه ناقش إبراهيم سعدة فى المحاذير التى يمكن أن تعترض الموضوع.. وأضاف: «ثارت ضجة ثم عرفت يوم الثلاثاء 17 ديسمبر أن هناك نية للتأجيل، ثم أبلغت يوم 18 ديسمبر أن هناك بالفعل رأيا يرى بأفضلية التأجيل لثلاثة أو أربعة شهور حتى يهدأ الضجيج».
 
كانت آخر حلقات الحوار يوم 18 ديسمبر، 1986، وفى نفس العدد أكد «سعدة» فى مقاله «أهلا بهيكل» بالصفحة الثانية، قائلا: «لم يصدر قرار سياسى بعودة الأستاذ محمد حسنين هيكل إلى الكتابة فى صحيفة مصرية، ولم يتلق رئيس تحرير «أخبار اليوم» أمرا غير قابل للمناقشة - كما وصفته صحيفة حزبية معارضة - بنشر مقالات هيكل فى الصحيفة، وهو الأمر الذى زعموا أننى حاولت المستحيل للتهرب من تنفيذه».
 
وكشف: «الذى حدث بالضبط أن مبادرة من جانبى طرحتها على هيكل - وفى حضور الزميلة سناء السعيد - ليكتب فى أخبار اليوم، وبعد مناقشة طويلة وافق على العرض، واشترط شرطين لا ثالث لهما، الأول: لا مساس بما يكتبه، والثانى: أن يأتى الرد على كتاباته فى العدد التالى وليس فى نفس العدد، ووافقت على ذلك بلا تردد، وكان الأستاذ هيكل كريما عندما رفض أن يتقاضى مليما واحدا مقابل ما سيكتبه فى «أخبار اليوم»، ليس هذا فقط بل إن الصحف والمجلات التى تصدر فى معظم الدول العربية التى طلبت منه أن تنشر مقالاته فى نفس اليوم مع أخبار اليوم، لم يعط موافقة إلا بعد استئذان «أخبار اليوم» أولا، وأن تعلن أن نشر مقالاته تم باتفاق مع «أخبار اليوم».
ذكر «سعدة»: «قامت الدنيا ولم تقعد - حتى هذه اللحظة - فور الإعلان عن عودة هيكل للكتابة بعد انقطاع 11 سنة، ما أكثر ما قيل كرد فعل لهذا الإعلان، ما أكثر الذين حاربوا عودة هيكل للكتابة، وما أكثر ما ردده البعض من شائعات وأكاذيب وتأكيدات بمنع هيكل من الكتابة، وكلها مجرد أضغاث أحلام وأوهام لم يستطع أصحابها الفكاك منها حتى هذه اللحظة».. واختتم «سعدة» مقاله بالقول: «قلم كاتبنا الكبير محمد حسنين هيكل سيظهر فى أخبار اليوم فى موعد أقرب مما ينتظرونه.. وأهلا بهيكل». 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة