احتجاجات عنيفة تشهدها كازاخستان الدولة الواقعة فى آسيا الوسطى، ما دفع الرئيس توكاييف إلى إعلان حالة الطوارئ فى العاصمة الكازاخية، نور سلطان، وألما اتا، كبرى مدن الدولة.
ونزل الآلاف إلى الشوارع فى الدولة الغنية بالنفط للتعبير عن استيائهم من ارتفاع الأسعار والأداء الحكومي، وأشعل فتيل الاحتجاجات ارتفاع أسعار الغاز في البلاد، لكن الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين لم تسهم في تهدئة غضبهم.
وأقال رئيس كازاخستان قاسم-جومارت توكاييف اليوم الأربعاء، الحكومة في محاولة لتهدئة غضب المتظاهرين، ونشرت رئاسة الجمهورية على موقعها الإلكتروني مرسوما رئاسيا، نقلته وكالة أنباء كازين فورم الرسمية، جاء فيه أن رئيس الجمهورية، قبل استقالة حكومة رئيس الوزراء عسكر مامين وكلف نائب رئيس الوزراء علي-خان سميلوف تصريف الأعمال ريثما تشكّل حكومة جديدة.
وأعلن توكاييف حالة الطوارئ في ألماتي ومقاطعة مانغيستاو اعتبارًا من اليوم الأربعاء وحتى 19 يناير الجاري، على أن يسري خلال هذه الفترة حظر تجول ليلي يبدأ في الساعة 11 ليلًا وينتهي في السابعة صباحًا.
كما أعلن رئيس كازاخستان قاسم جمارت توكاييف، فى خطاب للشعب هو الثانى من نوعه منذ يومين، أنه سيتولى من اليوم منصب رئيس مجلس الأمن، مؤكدا عزمه على اتخاذ إجراءات حازمة لاستعادة النظام العام ولن يغادر البلاد تحت أى ظروف.
وقال توكاييف، حسبما نقلت "روسا اليوم"، إنه من اليوم يتولى مهام رئيس مجلس الأمن وهو المنصب الذي كان الرئيس السابق نور سلطان نزاربايف قد عين له مدى الحياة.
وأضاف توكايف في خطاب للشعب هو الثاني من نوعه منذ يومين، إنه سيبقى في العاصمة وسيكون مع الناس "مهما كانت الظروف"، متعهدا بتقديم حزمة جديدة من المقترحات في أقرب وقت لتجاوز الأزمة الحالية.
احتجاجات كازاخستان
وقال توكاييف إنه خلال المواجهات الأخيرة سقط عدد من الضحايا بين عناصر قوات الأمن، مؤكدا أنه اعتبارا من اليوم تعتزم السلطات التصرف بأقصى درجة من الحزم ضد منتهكي القانون خلال الاحتجاجات.
وقال إن هناك "متآمرين بدوافع مالية" وراء الاحتجاجات في البلاد، وكذلك وعد الرئيس الكازاخي بتقديم مقترحات جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة لتسوية الأوضاع في البلاد.
كازاخستان
وقالت وكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن آلاف المتظاهرين فى كازاخستان يحاولون اقتحام مكان إقامة الرئيس فى ألما آتا.
وأفادت الوكالة نقلا عن صحيفة "فلاست" المحلية، أن بعض المتظاهرين انفصلوا عن الحشد القريب من مبنى البلدية وتوجهوا إلى المقر الرئاسي. وكتبت الصحيفة: "الدخان فى كل مكان، وسمع دوي انفجارات قنابل صوتية وطلقات الرصاص".
وأكدت وكالة "سبوتنيك" في كازاخستان سماع أصوات إطلاق نار في منطقة المقر الرئاسي في ألما آتا.
احتجاجات كازاخستان
وفي وقت سابق، أكدت وكالة "سبوتنيك"، اشتعال النيران في ألما آتا في فرع منطقة أويزوف لحزب "نور أوتان" الحاكم، في كازاخستان.
وبحسب وكالة "سبوتنيك"، تم تحطيم نوافذ الطابقين الأول والثاني في المبنى. ولم يظهر بعد رجال الإطفاء أو الشرطة.
وأفادت "سبوتنيك"، بأن المتظاهرين اقتحموا مبنى "أكيمات" (البلدية) في ألما آتا وأضرموا النار فيه، وغادر رجال الشرطة الساحة بالقرب من "أكيمات
ورصد حجب عدد من الصفحات والمواقع الإعلامية في البلاد، بالإضافة إلى ذلك، بدأت السلطات بحجب تطبيق "تليجرام" في جميع أنحاء البلاد بالإضافة إلى حجب برامج كسر التشفير "VPN" وغيرها، وقامت شركة "تيليكوم" المشكل الرئيسي للإنترنت في البلاد بحظر الشبكة مؤقتا.
وكانت تطبيقات المراسلة تلجرام وواتساب توقفت عن العمل في البلاد مساء أمس الثلاثاء.
توكاييف
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية، صباح اليوم الأربعاء، عن اعتقال أكثر من 200 شخصا، وذلك خلال احتجاجات غير مرخصة فى العاصمة ألما آتا، حسبما نقلت "سبوتنيك" الروسية.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا رسميا قالت فيه إن "الاعتقالات شملت العديد من المواطنين، وذلك بسبب أعمال عنف ضد مسؤولين حكوميين وأعمال شغب وهجمات على مبان حكومية".
وأكدت الداخلية أن الشرطة اتخذت الإجراءات التى ينص عليها القانون لمواجهة انتهاكات النظام العام واحتجاز المخالفين، وكذلك ضمان سلامة وطمأنينة السكان.
وأضاف بيان وزارة الداخلية أن نحو 95 شرطيا أصيبوا بجروح وألحقت أضرار بـ 37 سيارة تابعة للأمن الكازاخستاني في العاصمة ألما آتا".
وأشارت الوزارة إلى أن الأشخاص الذين استسلموا للدعوات الاستفزازية يشكلون تهديدا لسلام وأمن السكان، حيث قامت مجموعات معينة من المواطنين بإغلاق الطرق، وقطع حركة المرور، وتعطيل النظام العام".