يزور مصر اليوم، الأربعاء، للمرة الأولى رئيس المجلس العسكري الانتقالي لجمهورية تشاد وابن الرئيس التشادى الراحل إدريس ديبى، ويلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى وقت تتسم فيه العلاقات المصرية التشادية بالتميز على المستويين الرسمي والشعبي، حيث حرصت تشاد على الاحتفاظ بالعلاقات مع مصر نظرا للدور والمكانة المصرية على الساحة الأفريقية، وذلك منذ أن حصلت مصر على الاستقلال عام 1952.
ومحمد إدريس ديبى إيتنو الشاب البالغ من العمر 37 عامًا، هو ابن الرئيس التشادى الراحل إدريس ديبى، الذى تولى إدارة البلاد بعد وفاة والده فى أبريل العام الماضى، حيث توفى والده متأثرا بجراح أصيب بها خلال معارك مع متمردين بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وفى ضوء زيارة محمد إدريس ديبى، يأتى الحديث عن التميز الذى تشهده العلاقات المصرية التشادية منذ سنوات بعيدة، ويعود تاريخ تشاد إلى عصر الإمبراطوريات، حين قامت أول مملكة عربية إسلامية في تشاد في القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي، بحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات.
وفى 11 ديسمبر 2019 شارك الرئيس التشادى الراحل فى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، وأشاد وقتها الرئيس السيسى بالعلاقات الوطيدة بين مصر وتشاد، لا سيما فى ظل الأهمية الكبيرة التى تحتلها فى منطقة الساحل الإفريقى، ذات الاتصال المباشر بالأمن القومى المصرى.
والعام الماضى، أشاد سفير دولة تشاد فى مصر الأمين الدودو عبد الله بالعلاقات المصرية التشادية، في المرحلة الحالية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أنها ممتازة على المستوى الدبلوماسى والسياسى، وفى أوج مراحلها عبر التاريخ وفوق الامتياز فى المستوى السياسي تحديدا.
وتوالت الزيارات بين الزعيمين، ففى 2010 قام الراحل إدريس ديبى أتنو بزيارة لمصر على رأس وفد تشادى رفيع المستوى زار خلالها مشروعات شرق العوينات، بهدف التعرف على الرؤية المصرية فى تطوير الزراعة والاستفادة من الخبرة المصرية لتطبيقها فى تشاد.
وفى نوفمبر 2014 قام رئيس تشاد السابق بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي واستحوذت الأوضاع في ليبيا بجزء هام من اللقاء، وفى 2017 قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة لتشاد، استقبله إدريس ديبى، وبحثا الجانبان سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية، حرصت الدولة المصرية على توثيق أواصر التعاون الاقتصادى مع القارة السمراء، وكان لتشاد جزءا كبيرا من الاهتمام، حيث كلف الرئيس السيسى سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، ووزيرة الصحة، بعقد عدة اجتماعات مع نظارئهم التشاديين فى إطار زيارة الوفد المصرى إلى العاصمة التشادية انجمينا، لحثت تعزيز الاستثمارات المشتركة، فى البناء والتشييد والطاقة المتجددة، ومجالات البنية الأساسية والأدوية، وتعميق العلاقات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجارى وإقامة مجلس رجال أعمال مصرى تشادى لفتح اسواق خارجية للصادرات المصرية بين مصر وتشاد، إضافة إلى التعاون فى مجالات الثروة الحيوانية والنقل البرى والطيران والموارد المائية والرى.
ووصف وزيرا الاقتصاد والتنمية والبنية التحتية فى تشاد العلاقات الوطيدة التى تجمع مصر والتشاد بالكبيرة، وكانت ضمن أولويات مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى العمل على تطوير البنية الأساسية فى افريقيا ومنها تشاد.
وبشأن التبادل التجارى، فقد ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر وتشاد ليسجل 23.5 مليون دولار خلال 2018، مقابل 6.9 مليون دولار خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الأفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى، وأوضح التقرير أن صادرات مصر إلى تشاد ارتفعت إلى 21.5 مليون دولار خلال 2018، مقابل 6.6 مليون دولار خلال 2017.
ولفت إلى أن الواردات ارتفعت إلى 2.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 267 ألف دولار خلال 2017. وأشار التقرير إلى أن الميزان التجارى حقق فائضًا لصالح مصر بنحو 19.4 مليون دولار خلال 2018، مقابل 6.3 مليون دولار خلال 2017.
وبشأن التعاون الطبى أرسلت مصر فى 2019 فريق طبي إلى تشاد، ضمن تنفيذ مبادرة مصر لعلاج مليون أفريقي من "فيروس سى"، وفى 2020، تم ارسال فريق طبي مصري ليفتتح وحدة الفيروسات الكبدية تحت شعار "تحيا مصر إفريقيا"، بالعاصمة التشادية "أنجيمينا"، كما انطلقت قافلة الأزهر الطبية والإغاثية إلى دولة تشاد للوقوف على المستلزمات الطبية الناقصة في مستشفيات تشاد وتم شحنها مع القافلة، لتيسير عمل أطباء القافلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة