فتيات نيبال.. يحملن على الأيدي، ولا تلمس أقدمهن الأرض ولا يمشين عليها أبدًا، يتم عزلهن عن الحياة العامة ويبقين فى المعبد، ولا يتكلمن مع أى شخص، وفوق هذا، لا تعطى أية تعابير أو ردود أفعال بملامحها، فلا تبتسم ولا تبكى.. وإذا حدث وابتسمت فقد تموت.. وهكذا يعتقدون!
كومارى.. مجموعة من الفتيات الصغار قادهن الحظ ليصبحن آلهة فى نيبال، حيث ينتشر تقليد عبادة الفتيات الصغيرات بين البوذيين والهندوس هناك.. فمنذ مئات السنين يسيرون على هذا التقليد؛ فيختارون طفلة صغيرة تجسد روح الإله وتعيش بين البشر، وتكون من الفتيات وليس الذكور، لاعتقادهم أن الحياة تولد من رحم المرأة..
فتيات نيبال أغرب ديانة فى العالم
فتيات نيبال.. الفتاة المقدسة
تلقب الفتاة "المقدسة" بـ"كومارى" أى "العذراء"، لكن بمجرد بلوغها تعود مرة أخرى إلى عضو عادى فى المجتمع، وينزعون منها التقديس الذى منحوها إياه.. ويأتون بطفلة أخرى "كومارى" بدلا منها.
لكن السؤال.. ما معايير اختيار الآلهة العذراء؟
الاختيار يتم فى طقوس سرية ووفق شروط قاسية وصارمة وغير عادية، فهناك 32 بندًا أساسيًا في قائمة المعايير قبل أن ترتقى الفتاة الصغيرة إلى مستوى يجعلها آلهة، فمن بينها أن رموشها تشبه رموش البقر، وأفخاذها أفخاذ الغزال، وصوتها صوت البط، وأن تتمتع بلون العينين المناسب، ولا تعرف الخوف مطلقًا، وتكون فائقة الجمال وبشرتها صافية وغيرها..
طقوس عبادة فتيات نيبال
طقوس أغرب ديانة فى العالم
وتزيّن الطفلة "كومارى" بمساحيق التجميل، ولا يُسمح لها بأن ترتدى سوى الملابس الحمراء، كما تُرسم على جبينها عين ثالثة لتدل على مكانتها الإلهية، كما يُسمح لها بالخروج من المعبد والتعامل مع الناس فى الخارج 13 مرة فقط فى العام.
كومارى قادهن الحظ ليصبحن آلهة فى نيبال
لكنها تفقد رمزيتها، ويتغير كل شىء فى حياتها، حين تصل الطفلة المقدسة سن البلوغ، فيخصص لها احتفال يدوم 12 يومًا للإعلان عن تقاعدها.
كومارى آلهات بمعايير غير عادية
كومارى.. حياة مقسمة بين الألوهية والبشرية
وتعود بعدها إلى الحياة العادية التى لم تعرفها أبدًا فى سنوات الألوهية، وتستطيع أن تخرج للشارع وتمارس حياتها الاجتماعية، وتذهب إلى المدرسة التى منعت منها أيضًا، لكن قد تواجه معاناة فى المشى بعد ذلك، لعدم تحركها لسنوات.
