تمر اليوم الذكرى العاشرة على رحيل الأديب والكاتب الكبير إبراهيم أصلان، إذ غاب عن عالمنا فى 7 يناير عام 2012، عن عمر ناهز حينها 76 عاما، وهو أحد أبرز كتاب جيل "الستينات" فى مصر، كانت روايته "مالك الحزين" وهى أولى رواياته التى أدرجت ضمن أفضل مائة رواية فى الأدب العربى وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبة فقط.
ميز أسلوبه بالبساطة والسلاسة، واستمد أعماله وحكاويه الرائعة من البيئة التى يحياها، ووصف النقاد طريقته في السرد بالساحرة، وتعتبر رواية مالك الحزين هي أشهر رواياته خاصة بعدما تحولت فيما بعد إلى فيلم "الكيت كات" الذى حقق نجاحا باهرا، وإخراج المخرج الكبير داوود عبد السيد، تعتبر الرواية من أفضل 100 رواية عربية.
مالك الحزين
رواية مالك الحزين، رغم قصر عدد صفحاتها إلا إنها غزيرة التفاصيل، دقيقة الوصف، تقمص فيها إبراهيم أصلان دور مخرج مسرحى محنك، يخرج مسرحية واقعية كل أدوارها بطولة مطلقة من خلال تسليط الضوء على خط أحداث كل شخصية بالتبادل بحيث يصير الباقيين مجرد أدوار ثانوية. لا يجب مقارنتها بفيلم "الكيت كات" الذى التزم بخط واحد وشخصية واحدة فقط فى حين أن الرواية غرس فيها إبراهيم أصلان بذور أكثر من عشر شخصيات ورواها بملامح غاية فى الوضوح والسلاسة فأورقت حديقة أدبية غناء فى قلب إمبابة.
حجرتان وصالة
فى "حجرتان وصالة" يأخذنا إبراهيم أصلان بأسلوبه الفريد إلى عالم من المواقف اليومية التى تبدو شديدة العادية وقابلة للحدوث فى أى بيت ولأية أسرة، لكن أصلان بلغته الدفّاقة وسخريته يضفي عليها نوعًا من السحر، ويفجر من المعانى والدلالات ما يجعل هذه الحكايات تعيش فى ذاكرة القارئ طويلًا.
تضم "حجرتان وصالة" ثمانى وعشرين حكاية منزلية عن زوجين، أودع فيها أصلان خبرة نادرة فى تخليق نوع من القصص لا تكاد تبدأ قراءته حتى تكتشف فى الكاتب والكتابة والحياة اليومية درجات من الدهشة ربما لم تلتفت إليها أبدًا.
عصافير النيل
تدور الرواية حول عبد الرحيم (فتحى عبد الوهاب) شاب قادم من الريف لتحقيق ذاته، يسكن فى حى شعبى ويحدث له صراعات نتيجة اختلاف العادات والتقاليد التى تربى عليها فى الريف وبين الناس الذى يحتك بهم فى الحى الشعبى وبالرغم من الصراعات التى كان فيها فأنه وقع فى حب امرأة من الحى الشعبى وبالرغم من اختلافات فى الطباع إلا أن المرض الخبيث جمع بينه وبين المرأة.
وردية ليل
فى هذه المشاهد الأولى، يمد إبراهيم أصلان يده ليوارب الأبواب، ويمضي بنا إلى الحنايا المأهولة بنقر من أهل الليل.. الحنايا العامرة بدفء القلوب عندما تتجاور، يلملم الأشجار والأحزان ونجوم الليالي، ويجمع ابتسامات الرجال وآمالهم، ويلامس جراح الروح بأطراف الأصابع برفق، ولكن دون وجل لينتهى بنا، بقدرة الفنان ومهارة المبدع، إلى عالم كامل غير مسبوق، يغنينا، ويملأ نفوسنا بفيضٍ من الأسى والبهجة والتراحم.