أحيت الولايات المتحدة أمس، الخميس، الذكرى الأولى لوحد من أكثر الأحداث قتامة فى تاريخها الحديث، وهو اقتحام الكونجرس الأمريكى من قبل حشد من مؤيدى الرئيس فى هذا الوقت دونالد ترامب احتجاجا على هزيمته فى الانتخابات الرئاسية.
أيام قليلة بعد هذا الحدث، وغادر ترامب البيت الأبيض، وابتعد عن المشهد السياسى الرسمى، لكن بعد عام من الحدث الذى خلف خمسة قتلى، وزاد الانقسام السياسى فى الولايات المتحدة، فإن ترامب لا يزال حاضران وبقوة داخل الحزب الجمهورى، ويعد الشخص الأكثر تأثيرا فيه، بما يشير بقوة إلى دور أكبر له خلال الفترة المقبلة.
ورصدت تقارير الصحف الأمريكية، هيمنة ترامب القوية على الحزب الجمهورى، فقالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه قبل عام وفى نفس اليوم عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول فى أعمال شغب عنيفة، استهدفت رمز الديمقراطية الأمريكية، كانت قيادة الحزب الجمهورى مجتمعة فى فلوريدا. وفى واشنطن، كان المستقبل السياسى لترامب أكثر قتامة، ويتراجع بسرعة بعد خسارته الانتخابات، وكان كبار العاملين معه يستقيلون احتجاجا، وابتعد حلفاء رئيسون عنه وقامت شركات السوشال ميديا بحظره.
لكن بعد عام من هذه الأحداث، فإن الحزب الجمهورى لا يزال حزب ترامب، وحول أكاذيبه عن سرقة الانتخابات إلى مقالة إيمانية بل واختبار يسعى لفرضه على سباق انتخابات 2022 مع المرشحين الذين يدعمهم. وهو أكثر المؤيدين المطلوبين للحزب، وأكبر جامع للأموال والأفر حظا فى استطلاعات مرشحى الحزب للرئاسة فى 2024.
وبرغم ما يثيره من انقسامات، إلا أن قوته لا تضاهى داخل الحزب الجمهورى بعد عام من اقتحام الكونجرس، وهى شهادة على تمسكه الصارم بولاء القاعدة الحزبية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست، إنه مع إحياء الولايات المتحدة للذكرى الأولى لأحداث اقتحام الكونجرس الأمريكى، فإن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب دفع أغلبية حزبه إلى تأييد كامل لمزاعمه بشأن تزوير الانتخابات، وفى نفس الوقت قاد الجهود المستمرة لتبييض العنف الذى وقع فى هذا اليوم من قبل حشد موالى له.
وتوضح الصحيفة، أنه فى الوقت الراهن، يخوض 163 جمهورى على الأقل، ممن أيدوا مزاعم ترامب الانتخابات فى مناصب فى الولايات والتى من شأنها أن تمنحهم سلطة على إدارة الانتخابات، وفقا لإحصاء أجرته الصحيفة.
وتشمل القائمة 69 مرشح لمنصب الحاكم فى 30 ولاية، وأيضا 55 مرشح فى مجلس الشيوخ الأمريكى، و13 مرشح لمنصب المدعى العام فى الولايات، و18 مرشحا لمنصب وزير خارجية الولاية فى المناطق التى يكون فها شاغل هذا المنصب هو أرفع مسئول فيما يتعلق بالانتخابات.
وكان هناك خمسة مرشحين على الأقل لمجلس النواب موجودين خلال اقتحام الكونجرس من بينهم الجاسون رسدل من نيوهامبشير، الذى يتهمه المسئولون الفيدراليون بشرب النبيذ داخل المبنى فى هذا اليوم.
وقال ريدل فى مقابلة إن ترامب هو بالتأكيد الشخص الأكثر تأثيرا فى الحزب، لكنه لا يتوقع أن يحصل على تأييد منه لأنه سيكون مثيرا للجدل للغاية. وأضاف إنه يريد أن ينأى بنفسه عن مثيرى الشغب، معربا عن ترحيبه بفكرة أن يعيد الرئيس ترشيح نفسه.
وتابع ريدل قائلا إنه لو حكم عليه بالسجن عن أى جريمة تتعلق بالسادس من يناير، فإن سيترشح من السجن، وسيكون هذا دافعا له.
ومن بين الجمهوريين العشرة الذين صوتوا لـ عزل ترامب فى يناير الماضى بتهمة التمرد، يواجه كل واحدا منهم منافس أساسى على الأقل. فالنائب توم رايس على سبيل المثال يواجه على الأقل 10 معارضين أساسيين فى سعيه لإعادة الترشح، كما أنه تم معاقبته من قبل الحزب فى ولايته، ولم يتم دعوته إلى مؤتمر هام.