ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء الخميس قُداس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالًا بعيد الميلاد المجيد، فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تعد أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط والتى تم تدشينها فى إطار توجُهات الجمهورية الجديدة التى تحرص على إرساء قيم التعايش والمواطنة، وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى التهنئة للأقباط فى الداخل والخارج وإلى قداسة البابا تواضروس الثانى، وشهد عصر الرئيس إعادة لحمة النسيج الوطنى فى مصر، ويشهد التاريخ على الكثير من التطورات التى تؤكد على جهود الدولة المصرية فى إعلاء قيم السلام والمحبة ومساعدة الآخر وقيم العيش المشترك، وقد حرص الرئيس السيسى منذ توليه مقاليد الحُكم، على المشاركة فى احتفالات الأقباط وخاصة عيد الميلاد المجيد والمشاركة فى القداس عبر تواجده بالكاتدرائية فى يوم العيد، فضلًا عن اهتمامه بتطوير وبناء الكنائس فى المدن الجديدة، والعمل على تقنين أوضاعها ومُلحقاتها فى مختلف محافظات مصر، إلى جانب إعادة ترميم وإصلاح وتجديد الكنائس التى تضررت جراء عمليات إرهابية شنتها جماعة الإخوان الإرهابية ومناصريها فى محاولة إلى شق الصف الوطنى وخاصة فيما بعد 30 يونيو من عام 2013، وترصد «اليوم السابع» فى هذا الملف كيف نجحت القيادة السياسية فى إعادة وحدة النسيج الوطنى بالبلاد.
أول رئيس يزور الكاتدرائية
قام الرئيس السيسى بزيارة الكنيسة السنوات الماضية لتهنئة الأقباط ونشر رسالة السلام والمحبة والطمأنينة كما حرص على تقديم واجب العزاء فى شهدائهم بأحداث إرهابية، فكان قد شارك فى الجنازة الرسمية لشهداء الكنيسة البطرسية، والتى أقيمت فى 12 ديسمبر 2016 ويومها أعلن أن العزاء لكل المصريين وقال «لن نترك ثأرنا»، ووجه كلامه لجموع المصريين أن هذه الضربة لن تكسرنا وسنكون أقوياء كالعادة، ويُعد الرئيس السيسى أول رئيس مصرى يشارك الأقباط بالقداس الخاص بعيد الميلاد المجيد، وجاءت أبرز زيارات ومشاركات الرئيسى للكنيسة فى مناسباتهم، كالتالى:
يناير 2015..
أولى زيارات الرئيس السيسى لكاتدرائية العباسية، والتى وجه خلالها حديثه للحاضرين قائلا، «كان ضرورى أجيلكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين».
فبراير 2015..
الزيارة الثانية للرئيس السيسى إلى الكاتدرائية بالعباسية لتقديم واجب العزاء فى شهداء العملية الإرهابية فى ليبيا.
يناير 2016..
زار الرئيس السيسى الكاتدرائية بالعباسية للمرة الثالثة لتقديم التهنئة للبابا تواضروس ومشاركة الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.
يناير 2017..
كانت الزيارة الرابعة للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، وأعلن الرئيس خلال هذه الزيارة بناء أكبر مسجد وأكبر كنيسة بمنطقة الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة.
إبريل 2017..
الزيارة الخامسة للرئيس السيسى للكاتدرائية لتقديم واجب العزاء فى شهداء الحادثين الإرهابيين بكنيستى مارمرقس بالإسكندرية ومارجرجس بأبو النجا فى طنطا.
يناير 2018..
الزيارة السادسة للرئيس السيسى لتقديم التهنئة للبابا تواضروس بمناسبة عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
يناير 2019..
كانت الزيارة السابعة فى ليلة تاريخية عاشتها مصر حيث افتتح الرئيس السيسى مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية.
يناير 2020..
الزيارة الثامنة لمشاركة الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح وسط فرحة كبيرة من جموع الحاضرين.
يناير 2021..
قام الرئيس السيسى عبر الفيديو كونفرانس، بسبب جائحة كورونا، بتهنئة قداسة البابا تواضروس الثانى، والشعب المصرى بعيد الميلاد.
رسالة مهمة خلال 7 سنوات تؤكد على الوحدة الوطنية:
1 - وحدة شعب مصر ونسيجه الواحد لطالما كانت من أقدس ما يعتز به شعبها على مر العصور، وهو ما يتعين التنبه له باستمرار، حيث كان اعتقاد أهل الشر على الدوام أن النيل من مصر يبدأ بإصابتها فى القلب، وهو وحدة شعبها.
2 - الدولة حريصة على أن تقدم النموذج للشعب بغرس مفاهيم الاختلاف والتنوع فى الشكل والفكر والعقيدة كسبيل أساسى للتقدم والتطور، وكحقيقة إلهيّة يجب احترامها وتقبلها فى المجتمع الواحد، أخذا فى الاعتبار ما تدعو إليه كل الأديان من التعايش على الأسس الإنسانية ونشر قيم المحبة والمساواة.
3 - الكثير من المجتمعات الغربية تتطلع للاقتداء بالتاريخ الطويل والتراث العريق لمصر، والذى صبغه العيش المشترك وجسدت معالمه القيم الإنسانية السامية التى رسختها الأديان للتعايش السلمى وقبول الآخر.
4 - أى مواطن ينتمى لهذا البلد لا ينبغى أن يكون لهويته الدينية دور فى تحديد أو تمييز ما له من حقوق وما عليه من واجبات.
5 - مصر لن تسمح لأحد أن يؤثر على وحدتها الوطنية.
6 - لا أحب لفظ فتنة طائفية لأننا واحد وهنفضل واحد.
7 - شجرة المحبة التى غرسناها سويا هى محبتنا لبعضنا البعض وتحتاج للحفاظ عليها وتكبيرها حتى تخرج ثمارها من مصر للعالم كله وهى المحبة والتسامح والتآخى بين الناس وبعضها.
8 - الفتن لن تنتهى، وربنا سبحانه وتعالى سيحفظ مصر من أجل خاطر أهلها.
9 - البلد دى بلدنا كلنا ومحدش ليه زيادة أو نقص.
10 - طول ما إحنا مع بعض محدش يقدر يعمل فينا حاجة.
11 - ربنا أراد إننا نكون فى ظروف صعبة، ولازم ناخد بالنا وننتبه.
12 - نتعامل بشرف فى زمن لا يوجد به شرف ومحدش يجرجرنا هنا أو هنا.
13 - كل سنة وأنتم طيبين جميعا.. الحقيقة الاستقبال بتاعكم استقبال جميل ورائع واحنا والله بنحبكم.. وسنة سعيدة علينا كلنا.
14 - إحنا لازم دايما نبقى مخليين بالنا من علاقتنا ببعضنا البعض، إذا كنتم بتحبوا ربنا حبوا بعضكم.
15 - طول ما الشعب المصرى إيد واحدة وطول ما إحنا مع بعض ماحدش يقدر يعمل معانا أو فينا حاجة».
1. البابا فرانسيس
بابا الفاتيكان أشاد بجهود الرئيس السيسى من أجل تحقيق التعايش بين كل الأديان، مشيرًا إلى أن هذا ظهر من خلال افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة بجانب مسجد الفتاح العليم، ما يعكس إرادة الدولة لترسيخ مبدأ المواطنة.
2. إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسى أكد على تقديره لجهود الدولة المصرية من أجل الاعتراف بكل الأديان، وضمان حرية العبادة والاعتقاد، معرباً عن تطلعه لزيارة العاصمة الإدارية، خاصة فى ظل افتتاح الرئيس للمسجد والكاتدرائية بها.
3. دونالد ترامب
الرئيس الأمريكى السابق أعرب عن سعادته لرؤية أصدقائه فى مصر وهم يفتتحون أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، معلقاً أن الرئيس السيسى يقود بلاده نحو مستقبل أكثر شمولاً.
4. أنجيلا ميركل
المستشارة الألمانية السابقة، أكدت على أن المسيحيين فى مصر يعيشون أوضاعاً جيدة جداً فيما يتعلق بممارسة شعائرهم الدينية، كما يتم تقديم الدعم الحكومى لهم، وهو ما يعد مثالاً يحتذى به.
5. كيرياكوس ميتسوتاكيس
رئيس الوزراء اليونانى، شدد على أن مصر تقوم بدور هام ومحورى فى تعزيز التعايش السلمى والتواصل بين مختلف الأفراد والأديان والثقافات التى عاشت فى مصر لعدة قرون.
6. شارل ميشيل
رئيس المجلس الأوروبى، صرح بأن مصر منارة للإسلام الوسطى المعتدل ولديها جهود لافتة بقيادة الرئيس السيسى لإرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر وتحقيق التقارب والتفاهم بين أبناء كل الأديان.
7. دونالد ترامب
الرئيس الأمريكى السابق أعرب عن سعادته لرؤية أصدقائه فى مصر وهم يفتتحون أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، معلقاً أن الرئيس السيسى يقود بلاده نحو مستقبل أكثر شمولاً.
8. مايك بومبيو
وزير الخارجية الأمريكى، علق بأنه لا شك فى أن الرئيس السيسى قد عبر عن نقطة بوضوح بإنشاء أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط هنا فى هذا المكان، وهو أمر مميز ومؤثر بحق، هذا مكان جميل، وهذه فرصة رائعة لرؤية ذلك، ورمز عظيم للقاهرة ومصر وكل الشرق الأوسط.
9. نيويورك تايمز
ذكرت الصحيفة الأمريكية أن الأقباط استقبلوا الرئيس فى الكاتدرائية بكل ترحيب، حيث تعتبر زيارته بمثابة علامة فارقة، فضلاً عن كونها خطوة جديدة تؤكد على العلاقة الوثيقة بين السيد الرئيس والبابا تواضروس.
مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة
تسابق الدولة الزمن ليصبح واقعاً ملموسا، والذى يشمل الكنائس والأديرة وآبار المياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، علماً بأنه يمتد على 3500 كم ذهاباً وعودة من سيناء حتى أسيوط، بإجمالى 25 نقطة، وعن النقاط التى يمتد بينها مشروع مسار العائلة المقدسة، فهى العريش، والفرما، والزقازيق، وتل بسطا، وبلبيس، ومسطرد، ومنية سمنود، وسمنود، وسخا، ووادى النطرون «دير الأنبا بيشوى – دير البراموس – دير السريان – دير أبو مقار»، وعين شمس «مطرية»، وبابليون مصر القديمة، كما يمر المشروع من المعادى، والبدرشين «منف»، والبهنسا، وبنى مزار، وسمالوط، ودير العذراء بجبل الطير، والأشمونين، وملوى، وديروط، والقوصية، ومير، ودير المحرقة جبل قسقام، وأسيوط جبل درنكة، وساهمت المحافظات ووزارة التنمية المحلية فى المشروع بأكثر من 400 مليون جنيه لتهيئة البنية التحتية وتنسيق الموقع العام المحيط بالآثار وأعمال التنسيق بين الأطراف المشاركة فى المشروع، فيما خصصت وزارة السياحة والآثار 60 مليون جنيه لصالح المشروع، حيث يتم ترميم المواقع الأثرية الواقعة على خارطة مساره، وجار الانتهاء من 11 موقعاً تم منها سمنود بالغربية، وتل بسطا بالشرقية، ومصر القديمة «مجمع الأديان»، والسيدة العذراء بكفر الشيخ. هذا وقد تم إصدار مطويات وكتيبات ترويجية للمشروع بـ10 لغات وفيديو توثيقى تم إعداده باللغتين العربية والإنجليزية، كما تقوم الوزارة بإعداد مخطط استثمارى لعمل مشروعات تخدم المسار مثل إنشاء فنادق الإيكو لودج ومحلات وبازارات وكافتيريات، وهناك إجراءات إدراج مسار العائلة المقدسة على قائمة التراث غير المادى باليونسكو.
قانون بناء وترميم الكنائس
22 قراراً تم إصدارها من قبل اللجنة المعنية بتوفيق وتقنين أوضاع الكنائس المصرية منذ مايو 2018 وحتى يناير 2022، بإجمالى 2162 كنيسة ومبنى تابعاً، بواقع 1186 كنيسة و976 مبنى، وتأتى هذه الجهود تطبيقا للقانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس وذلك فى إطار تفعيل المادة 235 من الدستور، حيث ينص على أن يعمل بأحكامه فى شأن تنظيم أعمال بناء وترميم الكنائس وملحقاتها بالوحدات المحلية والمناطق السياحية والصناعية والتجمعات العمرانية الجديدة والتجمعات السكنية.
وتشير البيانات والاحصائيات الرسمية للمركز الإعلامى لمجلس الوزراء إلى حدوث طفرة غير مسبوقة فى بناء وترميم الكنائس، فقد تم إنشاء 40 كنيسة، بينما يجرى إنشاء 34 كنيسة أخرى، وذلك بالمدن الجديدة، كما تم إحلال وتجديد 75 كنيسة بعد تدميرها فى أحداث العنف الإرهابية عام 2013، فضلا عن افتتاح أكبر كاتدرائية فى منطقة الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة « كاتدرائية ميلاد المسيح»، وذلك فى يناير 2019، كما صدر عدد من القرارات لتخصيص الأراضى لبناء الكنائس بالمدن الجديدة، ففى عام 2014 تم تخصيص أراض لبناء 7 كنائس فى 5 مدن، فى حين تم فى عام 2015 تخصيص أراض لبناء 5 كنائس فى 5 مدن، كما تم تخصيص أراض فى عام 2016 لبناء 9 كنائس فى 8 مدن، بينما تم تخصيص أراض فى عام 2018 لبناء 10 كنائس فى 6 مدن، ويأتى ذلك بينما تم تخصيص أراض عام 2019 لبناء 10 كنائس فى 6 مدن، كما تم تخصيص أراض عام 2020 لبناء 10 كنائس فى 8 مدن، أما فى عام 2021 فقد تم تخصيص أراض لبناء 5 كنائس فى 4 مدن (العبور الجديدة- العاصمة الإدارية الجديدة- القاهرة الجديدة- دمياط الجديدة).
توزيع للكنائس والمباني التي تم تقنينها وتوفيق أوضاعها:
149 كنيسة ومبنى بالقاهرة.
203 كنائس ومبنى بالجيزة.
183 كنيسة ومبنى فى الإسكندرية.
198 كنيسة ومبنى بسوهاج.
349 كنيسة ومبنى بالمنيا.
150 كنيسة ومبنى بالقليوبية.
217 كنيسة ومبنى بأسيوط.
144 كنيسة ومبنى بالشرقية.
113 كنيسة ومبنى بالبحيرة.
93 كنيسة ومبنى ببنى سويف.
53 كنيسة ومبنى بأسوان.
43 كنيسة ومبنى بالغربية.
38 كنيسة ومبنى بالبحر الأحمر.
42 كنيسة ومبنى بالدقهلية.
41 كنيسة ومبنى بالمنوفية.
26 كنيسة ومبنى بالأقصر.
33 كنيسة ومبنى بقنا.
17 كنيسة ومبنى بكل من السويس والإسماعيلية.
13 كنيسة ومبنى بمطروح.
12 كنيسة ومبنى ببورسعيد.
2 كنيسة ومبنى بكل من جنوب سيناء والوادى الجديد.
6 كنيسة ومبنى بشمال سيناء.
8 كنيسة ومبنى بكفر الشيخ.
10 كنيسة ومبنى بالفيوم.
أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط
تعد كاتدرائية ميلاد المسيح أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط حيث تسع 7500 شخص، وهو ما يمثل 3 أضعاف كاتدرائية العباسية، حيث أقمت على ما يقرب من 63 ألف متر مربع، على أن يكون البناء على مساحة 30% من مساحة الأرض، والحد الأقصى لارتفاعها 25 متراً، وتضم الكاتدرائية الكنيسة الكبرى بجانب كنيسة صغيرة، وقاعة مناسبات رئيسية وقاعتين فرعيتين، وغرفاً للمعمودية، واستراحة، كما تحتوى الكنيسة على 4 مصاعد رئيسية، وتمت مراعاة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة فى التصميم المعمارى للمبنى، على أن تتضمن المرحلة الثانية من بناء الكنيسة المقر البابوى، وكنيسة للشعب تسع 1000 مصل، فضلا عن جراج متعدد الطوابق، وجاء تصميم المبنى الجديد مشابها للكاتدرائية القديمة التى توجد فى منطقة العباسية بالقاهرة، حيث صممت على شكل صليب، وتحاط قباب الكنيسة بزهرة اللوتس، وجاء مبنى الكاتدرائية عبارة عن صحن رئيسى مغطى بـ«قبوين متعامدين» قطر كل منهما 40 متراً على شكل صليب.
اليوم السابع