تمر اليوم ذكرى رحيل المستكشف الإيطالى ماركو بولو، إذ توفى فى 8 يناير 1324م في البندقية، وهو تاجر ومستكشف من البندقية كان هو وأبوه نيكولو وعمه مافيو أول الغربيين الذين سلكوا طريق الحرير إلى الصين - والتي أطلق عليها اسم كاثاي - وكانت له علاقات دبلوماسية مع قوبلاى خان أكبر ملوك إمبرطورية المغول وحفيد جنكيز خان.
وعلى الرغم من أنه لم يكن أول الأوروبيين الذين اكتشفوا الصين ومناطق آسيا، ولكن قيمته الحقيقية في أنه أول من دون في كتابه الشهير "رحلات ماركو بولو" الكثير مما رآه خلال رحلته المختلفة والممتدة عبر قرابة 24 عاما قضاها في الصين وشرق آسيا، وهو بذلك أول من وضع وصفا دقيقا لما هو الشرق بكل عظمته وفكره وثقافته، ولكن لعل أهم ما ساهم به "ماركو بولو" يكمن في أنه مهد الطريق بشكل موثق أمام حركة التجارة الأوروبية مع الشرق وفتح المجال أمام المهتمين بهذا النشاط داخل الدول الأوروبية، وهو ما ساهم بدوره في تنشيط حركة التجارة والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب بشكل لم يكن متاحا من قبل.
وقد بدأت الرحلة الشهيرة من القدس إلى شمال فارس وهنا أورد "ماركو بولو" في كتابه ما سمع عنه حول قلاع "الحشاشين" وهو أول من دون عنهم في الكتب اللاتينية، ومن اللاتينية اشتق لفظ القتلة الذين يقومون بالاغتيالات نسبة إلى "الحشاشين"، ومن شمال فارس إلى جنوبها شرح "ماركو بولو" ما رآه من العجائب والآثار والقبائل والمسائل الأخرى، وعند وصوله إلى ميناء هرمز اكتشفت الأسرة أن السفن لا يمكن لها إتمام الرحلة لضعف بنيانها، بالتالي تم الاتفاق على أن تقدم الأسرة على السفر عبر الطريق البري إلى الصين.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن "ماركو بولو" لم يقدم على رحلة أخرى، بل إنه استقر في مسقط رأسه لمدة 25 عاما، وأصبح شخصية معروفة ولها قيمتها سواء كأحد التجار أو كشخصية عامة، ومات في عام 1324 عن عمر يناهز السابعة والستين عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة