ترك رحيله المفاجئ والمفجع صدمة بين عائلته وأهل بلدته، ما جعل المهندس محمد جمال الوروارى حديث الشارع الإسماعيلاوى بعد وفاته فى حادث الطريق الأوسطى، الذى وقع ظهر الأربعاء، فى الاتجاه القادم من منطقة التجمع إلى طريق الفيوم.
عُرف محمد بأخلاقه الرفيعة وسمعته الممتدة من مركز أبو صوير حيث مسقط رأسه وحياته إلى مراكز مجاورة، بينما تتناقل صفحات السوشيال ميديا مواقف من حياة المهندس الذى كُشفت الكثير من مواقف الخير التى كان يفعلها قبل وفاته سرًا.
أقارب محمد تحدثوا لـ "اليوم السابع"، عن الراحل وتفاصيل حياته ودراسته، وكيف ترك خبر وفاته صدمة لا تزال الأسرة وأصدقاؤه لم يستوعبوها، لكنها سنة الحياة.
وكشف سامح الوروارى، شقيق المهندس محمد الورواري، 39 عامًا، عن جانب من تلك التفاصيل وما رافق الحادث الآليم.
وقال سامح الوروارى، شقيق الضحية، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن شقيقى هو الأكبر بين أشقائه، ويعمل مهندس بترول بإحدى الشركات فى منطقة التجمع الخامس، وأثناء توجهه لأحد المصانع فى حلوان، وقع الحادث الأليم، فاحترقت سيارته.
أضاف، شقيق ضحية حادث الطريق الأوسطي، أن شقيقه، لديه 4 أطفال بينهم رضيعة من ذوى الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى أن الأسرة تعيش فى حالة ذهول منذ وقوع الحادث، مؤكدًا أن شقيقه كان يعمل خير كثير لم نعلم عنه شيء إلا بعد وفاته، وكان أحن واحد فى عائلتى.
وأكد شقيق الضحية، أن شقيقه درس بمدرسة التكنولوجيا 5 سنوات بالإسماعيلية، قبل أن يلتحق بكلية الهندسة والتعدين، وتخرج وعمل مهندس بترول فى العديد مشروعات اكتشافات البترول الجديدة، ثم سافر ضمن بعثة الشركة للعديد من الدول العربية والأوروبية بسبب خبرته ومهاراته، مشيرًا إلى أن الضحية ارتبط بعلاقات قوية مع كافة العاملين فى الشركة، وهو الابن الأكبر بين أشقائه هانى وحسن وسامح، وهانى مدير أحد فرع فى البنك الأهلى بالإسماعيلية، وسامح موظف بهيئة قناة السويس.
وقال سعيد الوروارى، عم ضحية الحادث، إنهم يعيشوا فى حالة ذهول منذ معرفة والتأكد من خبر مصرعه فى الحادث، مشيرًا إلى أن زوجة الضحية فشلت فى الوصول إليه منذ وقوع الحادث ومع انتشار صور للحادث، شاهد سيارة تشبه سيارة الفقيد الراحل، فعلى الفور تم التوجه إلى مكان الحادث وتم التأكد من وجود سيارته، ثم توجهت الأسرة إلى مستشفى حلوان وتم التعرف على قسمين وتم إنهاء إجراءات الدفن وشيعت جنازته فى العاشرة من صباح أمس ولا تزال تتلقى الأسرة العزاء منذ أمس وحتى اليوم.
وشيع المئات من آهالى عزبة الوراورة بمركز ومدينة أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية، جثمان المهندس محمد جمال الورواري، 39 عامًا، ضحية حادث الطريق الدائرى الأوسطي، الذى وقع ظهر الأربعاء، فى الاتجاه القادم من منطقة التجمع إلى طربق الفيوم، وأسفر عن إصابة 8 أشخاص ووفاة شخص، على مثواه الأخير بمقابر العائبة، وسط حزين كبير، طيبة وحسن خلق الضحية الذى رحل وترك 4 أطفال بينهم رضيعه من ذوى الاحتياجات الخاصة.
وتلقت أسرة المهندس محمد جمال الورواري، العزاء فى فقديها، وسط توافد آلاف المواطنين من قرى الإسماعيلية فى عزاء مهيب له.
وأصدرت النيابة العامة، بيانًا حول الحادث قالت فيه، أنها أُخطرت ظهيرةَ يومِ الأربعاء، بوقوع حادث مرورى بالطريق الأوسطى اتجاه الجيزة -بدائرة حلوان- باصطدام سيارة نقل تجرّ مقطورة بثلاث عشرة سيارة كانت متوقفة فى الطريق لإزالة آثار حادث سابق به، حيث اندفعت السيارة المتسببة فى الحادث بسرعة وفوجئت بتوقف السيارات عند أحد المنحنيات فاختلت عجلة القيادة من سائقها واصطدمت بالسيارات المتوقفة مما أسفر عن اشتعال ثمانى سيارات منها -اشتعل بعضها كليًّا وبعضها جزئيًّا- ووفاة شخص وإصابة ثمانية آخرين، وأنه قد تم التحفظ على قائد السيارة النقل المتسببة فى الحادث ونقل المصابين للمستشفيات لعلاجهم، فتولت النيابة العامة التحقيقات.
وانتقلت النيابة لموقع الحادث لمعاينته، وللمستشفيات لمناظرة جثمان المتوفى وسؤال المصابين واستجواب المتهم المتحفظ عليه، وقررت النيابة العامة ندب الإدارة العامة للأدلة الجنائية والمهندسين الفنيين لمعاينة مسرح الحادث والسيارات المشتعلة به بيانًا لسبب اندلاع الحريق بها، وحصر تلفياتها وبيانها، وعرض المتهم المتسبب فى الحادث على مصلحة الطب الشرعى لأخذ عينة منه بيانًا لمدى تعاطيه موادَّ مخدرة من عدمه، وجارٍ استكمال التحقيقات.
وتشير النيابة العامة إلى تكرار وقوع الحوادث المرورية بمحل الواقعة من سابق تلقيها إخطارات بها نتيجةَ حجبِ زاوية الرؤية فى المنحنى الذى وقع عنده الحادث، ولذلك تناشد النيابة العامة المختصين بالانتقال لمعاينة هذا الموقع وبيان حقيقة سبب تكرار وقوع الحوادث المرورية به، وإصلاح ما فيه من عيب أن وُجد؛ حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات.
ومع ذلك تؤكد النيابة العامة استقصاءَها فى تحقيقاتها الخطأ الذى قد ينسب إلى المتهم من تجاوزه السرعة المقررة قانونًا حالَ سيره بهذا المنحنى، ومدى تأثير ما أُشير إليه من حجب الرؤية على المتهم أثناء قيادته لبيان مسئوليته الجنائية عن الحادث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة