قال لوران دى بويك، رئيس بعثة المنظمة الدولة للهجرة فى مصر حول مشاركته فى منتدى شباب العالم فى النسخة الرابعة إنه يقدر هذه المبادرة حيث أنها المرة الثانية التى يشارك فيها فى المنتدى، ووصفه بأنه "مبادرة رائعة" لإحضار شباب العالم لإطلاعهم على التحديات الصعبة التى يواجهها العالم، وللمحاولة للوصول معا إلى الحلول.
لوران دي بويك
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على هامش منتدى الشباب أن المنتدى يمنح الصوت للشباب، قائلا إن العالم والمسئولين وعادة ما يكونون كبار السن، يتحدثون دائما عن فئة الشباب ولكن نادرا ما يتم منحهم الفرصة للحديث وللاستماع لهم، ولهذا يمثل المنتدى فرصة فريدة.
وأضاف أنه عندما تجول فى أرجاء مكان انعقاد المنتدى، وجد حوله الشباب فى كل مكان يروجون لمبادراتهم وأفكارهم وابتكاراتهم. وقال: "أهنئ الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى على هذا المنتدى. وأؤمن أن عالم الغد هو عالم الشباب."
وحول دور مبادرة "حياة كريمة" فى محاربة الهجرة غير المنتظمة، قال إن بعثة المنظمة الدولة للهجرة وجميع مكاتب الأمم المتحدة فى محدثات مع الجانب المصرى، حيث أن المبادرة تعالج الأسباب الجذرية التى تجعل الناس يلجأون إلى الهجرة كحل لمشاكلهم. وقال إن مكتبه يعمل بشكل وثيق مع مبادرة حياة كريمة فى هذه القضية، على سبيل المثال، من خلال تحديد القرى التى تكثر بها هذه الظاهرة والبحث عن حلول مثل المدارس أو تحسين البنية التحتية أو تسهيل الوصول إلى الانترنت.
وقال إن هناك كذلك تعاون مع الجانب المصرى تحت مظلة رؤية مصر 2030 معتبرا أن مبادرة حياة كريمة هى دعم لتلك الرؤية. وأشار إلى أن هناك الكثير من المناقشات المشتركة الجارية لتحديد مجالات التعاون وتعزيزها.
لوران دي بويك مع محررة اليوم السابع
وحول الجهود المصرية لمواجهة الهجرة غير المنتظمة، قال لوران دو بوك، إنه منذ عام 2016، كان هناك التزام واضح من الجانب المصرى لمواجهة هذه الظاهرة حيث تم إصدار قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين. وأشاد بإصدار هذا القانون باعتباره فريدا فى المنطقة لأنه يحمى ضحايا التهريب الذين يقعون ضحية المهربين الكاذبين.
وقال إنه بداية من عام 2017، كان هناك تراجع كبير للغاية فى أعداد المهاجرين، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى إلى إيجاد المزيد من الحلول. ولفت إلى أن بعض المبادرات المعنية بملف الهجرة كانت نتاج لمنتدى شباب العالم 2019 فيما يتعلق بإيجاد بدائل للشباب تغنيهم عن الهجرة غير الشرعية.
وقال إن الحكومة المصرية بمختلف وزراتها تتعاون وتشترك فى إيجاد الحلول لهذا التحدى، من خلال الاستثمار فى الشباب والاستماع إليهم، مؤكدا وجود رغبة قوية لمحاربة الهجرة غير الشرعية على الحدود وأيضا معالجة الأسباب التى تدفع للهجرة وإيجاد حلول بديلة.
وأشاد بجهود مصر الحثيثة فى هذا الملف، ووصفها بأنها "مثيرة للإعجاب" وأشبه بـ"معمل للهجرة" يشتمل على كل الجوانب حيث تشترك حوالى 12 وزارة مصرية لمواجهة هذا الملف، الذى يمثل أولوية للحكومة.
وقال حول استضافة مصر لعدد من المهاجرين، إن مكتبه يعمل كذلك مع الجانب المصرى فى هذا الملف لبحث إمكانية تسهيل تعايشهم والعمل داخل البلاد، وقال إن مصر دولة "مضيافة للغاية"، حيث تستضيف أكثر من 6 ملايين شخص ويندمجون فى المجتمع ولا يوجد مخيمات لهم. وأشار إلى أن هناك تعاون لتعزيز التسامح ورفض العنصرية.
وقال إنه بعد المنتدى الأخير لشباب العالم تم إصدار قانون كذلك لرفض العنصرية وصدرت مبادرات كثيرة تعزز مفاهيم التعايش والتسامح.
ووجه رسالة لشباب العالم للمجئ والمشاركة فى المنتدى حيث توجد مبادرات رائعة من قبل المصريين التى يمكن ترويجها حول العالم مؤكدا "أنا لست مصريا ولكنى فخور بكونى فى مصر."
وقال إنه حضر ندوة حول تغير المناخ، وكانوا يتحدثون عن أنه فى غضون 10 أعوام، بعض الجزر والدول فى منطقة المحيط الهادئ ستختفى ، لهذا هناك ضرورة حقيقة لاتخاذ إجراءات جادة. وأشاد بالمبادرات المصرية المطبقة الآن لمواجهة هذه القضية، حيث يتم التعاون مع الدول المختلفة لتبادل الخبرات والأفكار والمبادرات للحد من آثار تغير المناخ.
وحول استضافة مصر لقمة المناخ كوب 27 العام المقبل، قال رئيس بعثة المنظمة الدولة للهجرة، قال إن هناك بالفعل مناقشات حول ما تم فى قمة "كوب 26" المنعقدة فى نوفمبر الماضى فى جلاسجو، خاصة فيما يتعلق بالبعد الإنسانى وليس الاقتصادى والمالى فقط، حيث يوجد أشخاص تعرضت حياتهم بالفعل للخطر وتم تشريدهم بسبب هذه الأزمة. كما تتم مناقشة إمكانية إشراك المواطنين أنفسهم لتحمل مسئولية الحد من آثار تغير المناخ، إلى جانب الحكومات.
وأعرب عن أمله أن تستمر مصر فى مناقشة هذه المسألة فى إطار استضافتها للقمة المناخية، مشيرا إلى أن منتدى الشباب هذا العام سيناقش كذلك دور الشباب والمواطنين فى التخفيف من آثار هذه الأزمة.