"كازاخستان" أكبر دولة حبيسة فى العالم تعصف بها الاضطرابات الآن.. ما الذى يحدث فى البلد التابع سابقا للاتحاد السوفيتى؟.. لماذا أرسلت روسيا قواتها إلى هناك؟.. متى اشتعلت التظاهرات وما السبب وكيف انتهت؟

الأحد، 09 يناير 2022 11:00 م
"كازاخستان" أكبر دولة حبيسة فى العالم تعصف بها الاضطرابات الآن.. ما الذى يحدث فى البلد التابع سابقا للاتحاد السوفيتى؟.. لماذا أرسلت روسيا قواتها إلى هناك؟.. متى اشتعلت التظاهرات وما السبب وكيف انتهت؟ كازاخستان
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حصلت كازاخستان على استقلالها فى عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وتمتلك هذه الدولة بعضا من أكبر احتياطيات النفط فى العالم، وتنتج 1.6 مليون برميل من النفط يوميا واجتذبت استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات، ومع ذلك، فإن تلك الثروة لم تصل إلى السكان الذين يبلغ متوسط دخل الفرد منهم أقل من 2500 جنيه إسترلينى فى السنة.
 
وقد حكم الرئيس نور سلطان نزارباييف كازاخستان لمدة 29 عاما، وهو عضو سابق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي وله صلات قوية بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
 
 
نور سلطان نزارباييف
 
وتم نصب تماثيل لنزارباييف الذى قام ببناء عاصمة جديدة هي أستانة التي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى نور سلطان تكريما له.
 
وقد استقال نزارباييف فى عام 2019 ليفسح المجال للرئيس الحالى قاسم توكاييف، وتُعد الاحتجاجات العامة في كازاخستان غير قانونية بدون تصريح حكومي، وقد تم التعامل مع الإضرابات والمظاهرات السابقة بقسوة شديدة.
 

تظاهرات فى كازاخستان

 
بدأت المظاهرات فى 2 يناير الجارى فى بلدة جانوزين، وهي مركز نفطي وموقع اشتباكات دامية وقعت بين محتجين ورجال الشرطة منذ ما يزيد قليلا عن 10 سنوات.
 
وتقول قوات الأمن إنها قتلت مثيرى شغب فى ألماتى أثناء محاولتها استعادة النظام. كما تقول الشرطة إن المحتجين حاولوا السيطرة على أقسام الشرطة في المدينة.
 
كازاخستان
 

قوات روسية تصل كازاخستان

 
وقال الرئيس قاسم توكاييف: "إن 20 ألفا من رجال العصابات" هاجموا ألماتي وأنه طلب من قوات الأمن "إطلاق النار دون سابق إنذار".
 
وعلى الصعيد الوطني، أفادت الأنباء أن حوالي ألف شخص أصيبوا من بينهم 400 يعالجون في المستشفيات.
 
وقالت وزارة الداخلية إن أكثر من 3 آلاف شخص اعتقلوا، وقد تم إعلان حظر التجول وحُظرت التجمعات الجماهيرية.
 

لماذا بدأت الاحتجاجات؟

 
بدأت الاحتجاجات عندما رفعت الحكومة سقف أسعار غاز البترول المسال، وقام العديد من الكازاخستانيين بتحويل سياراتهم لاستخدام غاز البترول المسال لأنه أرخص من الوقود الآخر.
 
ومع ذلك، قالت الحكومة إن سقف الأسعار يؤدى إلى نقص في غاز البترول المسال ولم يعد بإمكانها زيادة الإمدادات. وقد أدى قرارها بإزالة سقف السعر إلى مضاعفة السعر تقريبا.
 
قوات الأمن فى كازاخستان
 
ويبدو أن المحتجين لديهم شكاوى أخرى حيث ردد البعض اسم نزارباييف، وحاولوا هدم تمثال برونزي له.
 
وكان نزارباييف قد استمر في شغل منصب قوي في الحكومة كرئيس لمجلس الأمن في كازاخستان بعد تنحيه عن منصبه كرئيس، كما بدا أنه يعُد ابنته داريغا لتكون زعيمة في المستقبل.
 
وقد تم عزل نزارباييف من منصبه لتهدئة المحتجين.
 

كيف تدخلت روسيا؟

 
تم إرسال مظليين روس إلى كازاخستان بناء على طلب من رئيسها للمساعدة في تحقيق "استقرار" البلاد، وقد تم إرسال هذه القوة تحت سلطة منظمة معاهدة الأمن الجماعى (سي إس تي أو).
 

ما هى 

منظمة معاهدة الأمن الجماعى ؟

 
منظمة تضم مجموعة من الدول هي روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا وطاجيكستان وقرغيزستان وأرمينيا، وقد تم تشكيلها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
 
وألقت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تترأسها أرمينيا حاليا، باللوم في المشاكل التي تشهدها مدينة ألماتي على "غزو تشكيلات رجال العصابات المدربين من الخارج".
 
الجيش الروسى
 
ويُعتقد أنه تم إرسال 2500 جندى إلى كازاخستان، من دول أخرى فى منظمة معاهدة الأمن الجماعى، ولكن معظم هذه القوات من روسيا.
 
وتقول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إن تلك القوات هي قوة لحفظ السلام ستحمي المنشآت الحكومية والعسكرية مثل خطوط أنابيب الغاز والقواعد العسكرية الروسية ومحطة الفضاء الروسية في بايكونور.
 

ماذا فعلت حكومة كازاخستان لتهدئة المظاهرات ؟

 
فقد أجلت رفع سقف أسعار غاز البترول المسال، وحددت أسعار جميع وقود المركبات لمدة 6 أشهر، كما تم إقالة وزراء، وقال الرئيس قاسم توكاييف إن الحكومة فشلت فى تنفيذ "إحدى مهامها الرئيسية وهى إبقاء التضخم تحت السيطرة".
 
و قول بن جودوين، رئيس قسم التحليلات في بريسم بوليتيكال ريسك مانيجمنت، إنه حتى إذا سحقت قوات الأمن الاحتجاجات في ألماتي فقد تستمر لفترة أطول في جانوزين حيث أن لهذه المدينة تاريخ في الإضرابات والمظاهرات المناهضة للحكومة.
 
وفي غضون ذلك، تساءلت الولايات المتحدة عما إذا كانت قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي مدعوة بشكل شرعي إلى البلاد.
 
وقال البيت الأبيض إنه سيراقب أي انتهاكات لحقوق الإنسان وأى أعمال يمكن أن تؤدى إلى "الاستيلاء على المؤسسات الكازاخستانية".
 
بدوره، أعتبر رئيس لجنة حماية سيادة الدولة فى مجلس الفيدرالية الروسى، أندريه كليموف، في تصريحات، أن موسكو لا تمتلك أى أسباب تدعوها للرضا عما يحدث في كازاخستان، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الأحداث خلق بؤر توتر على حدود روسيا.
 
قال كليموف فى لقاء مع وكالة "فان" الروسية: "لقد حذرنا العديد من زملائنا في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتى من أننا، في لجنة حماية سيادة الدولة، نتلقى معلومات حول محاولات التدخل في شؤونهم الداخلية".
 
وتابع السيناتور الروسي قائلا: "طلبنا أن تؤخذ هذه المعلومات على محمل الجد! ومع ذلك، كان رد فعل الجميع مختلفا"، على حد تعبيره.
 
ونوه السيناتور الروسي إلى أنه في الوقت الحالي، "ظهرت الكثير (من المؤشرات) على السطح وهناك احتمال لحدوث انقلاب في كازاخستان"، معبرا عن استعداده لتكرار الأطروحات التي حذر منها سابقا مرة أخرى.
 
في كازاخستان وليس هناك فقط، بل في جميع أنحاء بلدنا، هناك متطلبات (تحركات) مسبقة لتنفيذ مثل هذه الخطط، لأن هدف الغرب هو خلق بؤر توتر على حدود روسيا... وهم حتى لا يخفون ذلك!.
 
واعتبرت وكالة "فان" في أحد محاورها أن التحريض على أعمال الشغب في كازاخستان، يمكن أن يكون قد حدث في الوقت الحالي من قبل بعض القوى التي تريد التأثير على عملية التفاوض بين الدبلوماسيين الروس والغربيين.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة