تتبنى الولايات المتحدة سياسة الترغيب والتهديد فى التعامل مع روسيا، فى ظل زيادة التوترات بين البلدين على خليفة انتشار القوات الروسية قرب حدود أوكرانيا، ومخاوف موسكو من اقتراب الناتو من حدودها.
وتجلى نهج العصا والجزرة فى التصريحات القادمة من المسئولين الأمريكيين والتقارير المنشورة فى وسائل الإعلام الأمريكية، والتى تنوعت ما بين حديث عن آمال المفاوضات التى تنطلق غدا الاثنين فى جنيف بين الطرفين، والتلويح بعقوبات شاملة فى حال غزو روسيا لأوكرانيا.
يتوجه كبار المسئولين الأمريكيين لإجراء محادثات مع نظرائهم الروس غدا، الاثنين، أملا فى مناقشة وضع الصواريخ فى أوكرانيا وحجم التدريبات العسكرية الإقليمية، بحسب ما قال اثنان من مسئولى الإدارة الأمريكية لمجلة بولتيكو الأمريكية.
وستنضم نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندى شيرمان إلى نظيرها الروسى سيرجى ريابكوف فى جنيف غدا لإجراء محادثات ثنائية حول المواجهة فى أوكرانيا. وهنا نحو 100 ألف من القوات الروسية المتمركزة على طول حدود البلد الوقع شرق أوروبا، مما دفع الولايات المتحدة وحلفائها للسعى إلى حل دبلوماسى قبل الغزو المحتمل.
وقال مسئولو الإدارة إن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة قضيتين منفصلتين، الأولى تتعلق بمخاوف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من أن الولايات المتحدة ستضع صواريخ فى أوكرانيا. وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد أخبر بوتين أن أمريكا لا تنوى ذلك، وأن هذا واحد من المجالات التى ربما يسعون للتوصل إلى تفاهم فيها لو أن روسيا مستعدة لتقديم التزام متبادل.
وسيكون الموضوع الثانى هو التدريبات العسكرية التى ساهمت فى تصعيد التوترات بين واشنطن وموسكو. فروسيا كثفت حجم وقوة تدريباتها العسكرية قرب الأراضى التابعة للناتو. وفى حين أن الكرملين يشتكى بشكل مستمر من الوتيرة المتزايدة لتدريبات الناتو فى منطقة البلطيق، والتى تشمل عادة وحدات أمريكية مدرعة ومدفعية متحركة. وتشمل هذه التدريبات أحيانا حلفاء من خارج الناتو مثل السويد وفنلندا، والذين اقتربوا من الحلف فى السنوات الأخيرة. وقامت كل من روسيا والولايات المتحدة أيضا بزيادة عدد رحلات القاذفات ذات القدرات النووية على جانبى حدود أوكرانيا.
ويعتقد فريق بايدن بذلك أن هناك حيزا لمفاوضات حول القيود المتبادلة بشان التدريبات البرية وتلك التى تشمل القاذفات الإستراتيجية. وأوضح مسئولو الإدارة الأمريكية لبولتيكو أنه سيكون هناك مزيد من البنود قيد النقاش.
فى المقابل، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها يعملون على جمع مجموعة من العقوبات المالية والتكنولوجية والعسكرية ضد روسيا، والتى يقولون إنها ستدخل حيز التنفيذ فى غضون ساعات من غزو أوكرانيا حال حدوثه، على أمل أن توضح للرئيس الروسى فلاديمير بوتين الثمن الباهظ الذى سيدفعه لو تم إرسال القوات عبر الحدود.
وفى مقابلات مع الصحيفة، تحدث مسئولون عن تفاصيل هذه الخطط لأول مرة، قبل سلسلة المفاوضات التجارية التى تجرى لنزع فتيل الأزمة مع موسكو فى واحدة من أكثر اللحظات خطورة فى أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. وتبدأ المفاوضات فى جنيف بسويسرا ثم تنتقل عبر أوروبا.
وتشمل الخطط التى ناقشتها الولايات المتحدة مع الحلفاء فى الأيام الأخيرة عزل أكبر المؤسسات المالية الروسية عن المعاملات العالمية، وفرض حظر على التكنولوجيا أمريكية الصنع أو التصميم واللازمة للصناعات الدفاعية والاستهلاكية وتسريع المعارضة فى أوكرانيا التى ستقوم بشن حرب عصابات ضد "الاحتلال العسكرى الروسى" لو وصل الأمر إلى ذلك.
وذكرت نيويورك تايمز إنه نادرا ما تم توضيح هذه الخطوات مقدما، لكن مع الاستعداد لإجراء مفاوضات ومصير حدود أوروبا فى فترة ما بعد الحرب الباردة والتواجد العسكرى للناتو فى القارة أصبحا على المحك، فإن مستشارى الرئيس بايدن يقولون إنهم يحاولون أن يوضحوا لبوتين ما سيواجهه بالتحديد فى الداخل والخارج، أملا فى التأثير على قراراته فى الأسابيع القادمة.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أنه بعد أسبوع الزوبعة، قد يعلن الروس أن مخاوفهم الأمنية لم يتم تهدئتها، ويستخدمون فشل المحادثات كمبرر لعمل عسكرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة