تصدرت الشرطة النسائية المشهد في أرض العروض، أثناء احتفالية كلية الشرطة لتخريج دفعة جديدة، حيث ظهرت العناصر النسائية وهن يقدمن تدريبات احترافية، على اجتياز الموانع لمسافات كبيرة، فضلا عن تسلق الحبال والمباني لعدة أمتار وطوابق مرتفعة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما قدمت الشرطة النسائية عروضا على الحراسات الخاصة لأول مرة، واقتحام أوكار الجريمة، والتعامل باحترافية شديدة مع المواقف الطارئة، ما ينم عن الجرعات التدريبة المكثفة التي تلقتها الشرطة النسائية بأكاديمية الشرطة.
وخلال الحفل، رحب اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "أصدق معانى الترحيب.. وكل الاعتزاز والتقدير بتشريف سيادتكم والحضور الكريم الاحتفال بيوم الخريجين لتوثيق لحظات غالية فى حياة نخبة من صفوة شباب هذا الشعب العظيم وهم يقفون فى شموخ أمام حضراتكم .. بنظرات واعدة وعزيمة لا تلين.. مدركين نبل رسالتهم.. مستشعرين فى إعلاء صوت الواجب مبتغى العزة والكرامة مقتدين بمن سبقهم فى قيم الولاء والانضباط لتتواصل على مر العصور مسيرة أجيال متتالية من رجال الشرطة تضرب أروع الأمثلة فى التضحية والفداء من أجل ترسيخ دعائم الدولة ومواجهة أية محاولات للعبث بمقدراتها".
وأضاف وزير الداخلية، خلال كلمته فى حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "ومن دواعى الفخر مواكبة احتفال اليوم .. لذكرى نصر أكتوبر المجيد والذى جسد رمزاً لقدرة المصريين على صنع التاريخ ويسعدنى وهيئة الشرطة أن نتوجه بالتحية إلى قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسيفه راجين المولى عز وجل التوفيق للمزيد من التكاتف والتكامل بين جناحى الأمن بالأمة المصرية فى دفع مسيرة العمل الوطنى لتحقيق العبور نحو آفاق الجمهورية الجديدة.
وتابع وزير الداخلية: "تتقدم مصر بقيادتكم .. نحو الإنجازات والتطوير فى كافة المجالات برؤية متكاملة للمستقبل تستند على العلم والعمل لتحقيق تطلعات شعب عريق وغد أفضل للأجيال القادمة عبر مشروعات تنموية وحضارية كبيرة تمت بإرادة وطنية تقضى على الصعاب وتدحر التحديات مما كان له عظيم الأثر فى قدرة الدولة على التعامل مع تداعيات أزمتين عالميتين متتاليتين عانت منهما الشعوب ولا تزال وأخلت بمقدرات أقوى اقتصاديات العالم.
وقال اللواء محمود توفيق، تتأكد ثوابت الاستراتيجية الأمنية لوزارة الداخلية فى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار كركيزة لا بديل عنها لحفظ المقومات الأساسية لمسيرة العمل الوطني وإنجازات المجتمع ومكتسباته من خلال قراءة دقيقة للمتغيرات التى يفرضها الواقع الدولي والإقليمي والتصدي الحاسم والإستباقى لكافة أشكال الجريمة وإجهاض المحاولات اليائسة والمتواصلة للتنظيمات الإرهابية ومن يدور فى فلكها لاستهداف استقرار المجتمع عبر أسلوب التشكيك والتحريض ونشر الشائعات والتى تمنى بالفشل فى ظل يقظة أمنية ووعى شعبي بالأهداف الحقيقية لتلك المخططات الآثمة.
وأكمل وزير الداخلية: "تضطلع الوزارة فى سبيل تحقيق مفهوم الأمن الشامل .. بالتحديث المستمر لكافة مفردات منظومة مواردها البشرية لإعداد رجل شرطة عصري لديه المقومات القادرة على استيعاب ومجابهة التطور اللامحدود فى الجريمة وذلك عبر برامج تدريبية تخصصية تعتمد على استخدام المعدات والتقنيات الحديثة وأساليب المحاكاة الواقعية لسيناريوهات العمل الأمني بما يحقق الاستمرار فى التفوق والريادة الأمنية، مشددا على أن أهم محاور الارتقاء بآليات العمل بوزارة الداخلية ترتكز على تنمية القدرات و المهارات الفنية الأمنية خلال مرحلة إعداد رجل الشرطة حيث اضطلعت الوزارة بدعم البرامج التدريبية لطلبة وطالبات الأكاديمية بالاستعانة بخبراء دوليين من الدول الصديقة والمنظمات الدولية المعنية بما يسهم فى سرعة انتقالهم للحياة العملية عقب تخرجهم وأداء مهامهم وفقا لأحدث النظم العالمية.
واستكمل وزير الداخلية: "وإدراكا لأهمية تكامل القدرات العلمية .. مع مهارات العمل الأمنى للتفاعل المدرك مع المجتمع وتحدياته ومواجهة عالم الجريمة الذى بات يوظف التكنولوجيا المتقدمة كاداه للنشاط الإجرامي والإرهابي فقد انتهجت الوزارة منظومة متكاملة لتوظيف معطيات العلم فى خدمة أغراض الأمن عبر تطبيق برنامج تدريجي يستهدف تزويد ضباط الشرطة بالدرجات العلمية العليا التي تؤهله لتطبيق السياسة الأمنية الحديثة.. اليوم تكتمل جوانب هذا البرنامج .
حيث يقف أمام حضراتكم جميع الخريجين من طلبة كليات الحقوق وقد حصلوا على درجة الماجستير فى القانون وكذا حصول خريجي قسم الضباط المتخصصين على دبلوم الدراسات العليا فى المجالات المرتبطة بالعمل الأمني كما تضطلع كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة بتيسير إجراءات حصول الضباط على الدراسات العليا فى المجالات القانونية والأمنية، وفى ضوء المستوى المتميز للشرطة المصرية .. فى مجال الحماية المدنية وأعمال الإنقاذ وتزامنا مع انضمام الوزارة لعضوية الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة تم استحداث برنامج تدريبي متكامل لطلبة كلية الشرطة ومعاهد معاوني الأمن فى تخصص الحماية المدنية لتأهيلهم للالتحاق بفريق البحث والإنقاذ الدولي التابع للوزارة فور تخرجهم وبما يدعم قدرات الشرطة المصرية ويعزز مكانتها الدولية فى هذا المجال.
وأكمل وزير الداخلية: "انطلاقا من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان .. فقد أصبحت مبادئ حقوق الإنسان محورا رئيسيا فى آليات أداء العمل الأمنى يعتمد على منهج علمى يتم تدريسه بمختلف المعاهد التدريبية بالوزارة والفرق التخصصية لضباط الشرطة كما يجرى إعداد مناهج متطورة وفقا لأحدث النظم الدولية فى مجال التعامل مع النزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.
وتنفيذا لتوجيهكم سيادة الرئيس .. بأهمية شمول المناهج التدريبية لآليات التعامل مع ذوى الهمم لاسيما الذين يعانون من إعاقة غير ظاهرة قد يؤدى عدم اكتشافها مباشرة إلى تعرضهم للإيذاء النفسى فقد تم إدراج مادة أساسية بأكاديمية الشرطة ومعاهد معاوني الأمن وبالدورات التدريبية اعتبارا من العام الدراسي والتدريبي الحالى لتزويد رجال الشرطة بالخبرات اللازمة فى هذا المجال وبما يعظم الدور الإنسانى للشرطة لدى كافة شرائح المجتمع.
وأوضح الوزير قائلا: "نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لأجهزة الدولة ومؤسساتها التى تتعاون مع وزارة الداخلية فى سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة كما أتوجه بتحية إعزاز وتقدير لأرواح شهداء مصر الأبرار ولأبنائنا من مصابى الواجب من رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين لم يبخلوا بحياتهم ودمائهم فى الدفاع عن أمن وطنهم.. واليوم ونحن نشهد تخريج دفعة جديدة ..من ضباط وضابطات الشرطة يسعدنى أن أتوجه بالتهنئة إلى السادة أولياء الأمور شركاء هذا النجاح والذين كانوا خير داعمين لمسيرة أبنائهم.
وقال وزير الداخلية: "أديتم اليوم قسما عزيزا .. تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشعبه حاملين رسالتكم بالذمة والصدق والإخلاص ماضين لنصرة الحق والعدل متمسكين بالشجاعة والمثابرة والإقدام فى مواجهة التحديات فإجعلوا من قسمكم عقيدة راسخة ومنهج عمل لحماية أمن واستقرار الوطن متحلين بروح العمل الإنساني فى أداء مهامكم فإن تقديم العون وتوفير الأمن والطمأنينة للمواطن هو جوهر رسالتنا الأمنية النبيلة".
وقال الوزير في نهاية كلمته: "سيشهد التاريخ لسيادتكم .. بكل التقدير والعرفان الحرص على تدعيم أركان الدولة المصرية والسعي الدائم لدفع مسيرة التنمية الوطنية فى ملحمة عمل تتكامل فيها الجهود المؤسسية وتتفاعل معها جموع المصريين حتى تحيا مصر حياة عزيزة كريمة وتعلوا رايتها خفاقة فوق أحقاد الطامعين.. فتحية لكم سيادة الرئيس .. قائدا لمسيرة نهضة الوطن ونحن فى جهاز الشرطة على عهدنا مع سيادتكم نمضى خلف قيادتكم الحكيمة نبذل الجهد والدم وفاء للعهد لتصبح مصر أكثر قوة وعزة ويحيى شعبها العظيم آمنا مطمئنا.
ومن جانبه رحب اللواء هاني أبو المكارم، مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة، متابعا: "بدأ تخرج الطلاب بحلم بأن يكونوا ضباط مدافعين عن الوطن غايتهم تحقيق الأمن والأمن.. مرحبا بك سيادة الرئيس بين رجالك".
وأضاف خلال حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة، بحضور الرئيس السيسي: "نفذت الأكاديمية استراتيجية جادة محددة الأهداف واضحة المقاصد منها تطوير مجمع التدريب التكتيكي بالأكاديمية، حيث تم ربطه بمركز للتحكم والسيطرة بما يكفل متابعة المتدربين في آن واحد وصولا إلى نتائج تدريبة متميزة.. وفى إطار دعم خطط الدولة فى التحول الرقمي تم الانتهاء بنجاح من تصميم وإعداد برنامجا لطلاب كلية الشرطة يعمل على تقديم صورة وصفية تحليلية متكاملة لكل طالب بدون تدخل بشري".
وتابع رئيس أكاديمية الشرطة: "تم تطبيق نظام التخصص الوظيفي.. وتجهيز 6 فرق للبحث والإنقاذ من الفئة الخفيفة الحماية المدنية.. وإعدادهم لتعزيز الشراكات الدولية وإعداد الكوادر في مجال التدريب وحفظ السلام.. وتم اعتماد المركز التدريبي من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي باعتباره أحد المراكز المتميزة لتدريب كوادر المكون الشرطي في تلك العمليات.. وهو نموذجا مشرفا يليق بمكانة مصر ودورها".
وأعلن رئيس أكاديمية الشرطة عن تخرج 1273 طالبا من طلاب كلية الشرطة بينهم 48 طالبا وافدا من فلسطين وتشاد بنسبة نجاح 98.9 %.. وتخريج 1084 من الحاصلين على ليسانس الحقوق بنسبة نجاح 99.9 %.. جميعهم على درجة الماجستير في القانون.. وتخريج 258 طالبا وطالبة من الضباط المتخصصين بنسبة نجاح 100 %.. وحصلوا جميعا دبلوم إدارة الأزمات والكوارث.. وتخريج 156 ضابطا من الحاصلين على الدبلومات الشرطية.. ونجح مركز بحوث الشرطة في تدريب 932 متدربا يمثلون 41 دولة أفريقية هذا العام.
a