الضابط الأمريكى روبرت أونيل: قمت بعمل نبيل لنتخلص من العقل المنفذ لهجمات 11 سبتمبر.. وأعلنت عن هويتى بعد 3 سنوات من العملية
شاركت فى 400 عملية عسكرية وقتل أسامة بن لادن هى الأهم.. بن لادن" قال لزوجاته الجنود الأمريكان جاءوا من أجلى وليس من أجلكم
الضابط الأمريكى روبرت أونيل: نقلنا بن لادن من باكستان إلى أفغانستان لتصويره وإجراء فحوصات الـ DNA
غزو أمريكا للعراق "قرار خاطئ" وهناك من استغل أحداث 11 سبتمبر للقيام بالغزو.. والانسحاب الأمريكي من أفغانستان تأخر كثيرا
قاتل أسامة بن لادن: زعيم القاعدة لم ينطق بأى كلمة قبل قتله.. وتلقيت تهديدات بالقتل على مواقع التواصل الاجتماعى بعد الكشف عن اسمى
حقق تليفزيون اليوم السابع، انفرادا حصريا بلقاء مع الضابط الأمريكي السابق روبرت أونيل، عضو فريق النخبة الأمريكي وقاتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، فى أول لقاء له مع وسائل الإعلام العربية والمصرية، وكشف الضابط الأمريكي السابق روبرت أونيل، خلال الحوار، عن الكثير من الأسرار والكواليس عن الخاصة عن تفاصيل قتل زعيم تنظيم القاعدة وهى العملية التي تمت فى شهر مايو 2011، كما كشف خلال اللقاء عن تفاصيل مشاركته فى أكثر من 400 عملية عسكرية..
وإلى نص الحوار..
-أريد أن أبدأ بسؤال قد يدور في أذهان الكثيرين.. مقتل أسامة بن لادن حدث في 2 مايو 2011 ولكن تم الإعلان عن قتلك له نوفمبر 2014.. ما سبب صمتك خلال هذه المدة؟
نعم.. تم الإعلان عن نجاحِ المهمة فى الثاني من مايو، وكان معروفا فى دائرتنِا وبين المحيطين بنا ما حدث ولم أرغب أبدا بالقول إنه كان أنا أو فريقى أو أى شخص خرج اسمى من فمى، لأننى حين ذهبت إلى متحف الحادي عشر من سبتمبر فى نيويورك، كنت قادرا على الحديثِ مع عائلاتِ الضحايا الذين ذهبت أرواحهم فى أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
هناك تبرعتُ بالقميص الذى كنت أرتديِه فى عملية قتل أسامة بن لادن، لنؤكدَ للناسِ أنه تم القضاء على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والعقل المدبر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر والهجوم على نيويورك قررتُ الإعلان عن اسمى كمنفذ لعملية قتل "بن لادن" لمساعدة العائلات التى فقدت أبناءها وأقاربهم فى الحادث على الشفاء من ألم فرق ذويهم.
الحقيقةُ أن أحداثَ الحادي عشر من سبتمبر لم تكن مجرد هجوم على الولايات المتحدة الأمريكية فقط ولكنه كان هجوم على حوالى أربع وثمانين دولة كان لديهم ضحايا فى هذا البرج، وكان هذا هجوما علينا جميعا، وهجوم على الأشخاص العادي الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعى فقررتُ تولى المهمة وأخبر الناس، وإن كان من الممكن مساعدة العديد من الناس الذين تأثروا من هذا فسأتولى المسؤولية مرة أخرى وهذا كان سبب قولى إننى من فعلها.
حين عرفت أنك ستواجه أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم.. هل فكرت في التراجع خاصة أن الأمر قد يكون مهمة ذهاب بلا عودة؟
لقد تحدثنا عن ذلك وحين أقول هذا فأنا أقصد الفريق الذى يشمل كل شخص تواجد هناك، فقد كان من الممكن أن يتم إسقاطنا جميعا فالطائرة تستغرق تسعين دقيقة من أفغانستان إلى باكستان فالطيارون وكل ما يساعد فى جعل الطائرة تعمل وكل الموجودين على متنهِا فكرنا إذا هوجمنا فى أى لحظة كنا سنموت جميعا لهذا كانت هذه مهمة "ذهاب بلا عودة"، وهذا معروف لدينا حين قررنا الانضمام إلى البحرية الأمريكية والجيش للدفاع عن الناس من الشرِ الموجود فى العالم.
كان الأمر يستحق.. لأن الناس الأبرياء ليس مفروضًا عليِهم القتال، فى الحقيقة أنا أفضل ألا يكون هناك قتال من الأساس، ولكن هذا شيء كان من الضرورى أن يحدث، وهو أن نحاكم شخصًا قتل العديد من الأبرياء فى العدىد من الأماكن، ولهذا التحقنا بالجيش وشاركنا فى هذه المهمة فإن كان الثمن هو تضحيتنا بأنفسِنا من أجل الآخرين فهو يستحق، ولقد خضنا هذه المحادثة الصعبة بالفعل فإن كنا نعرف أننا سنموت، لماذا نذهب من الأساس وكانت الإجابة هى أننا نفعل ذلك من أجل الآخرين.
من الشخص الذى فكرت فيه في اللحظة التى علمت أنك ستقابل زعيم تنظيم القاعدة ومن تحدثت معه أو راسلته وماذا كتبت أو قلت؟
كتبتُ خطابات لكل شخص من عائلتى، وأصدقائى المقربين، وكنت أتمنى أن يكون لدى وقت أكثر لأكتب أكثر، ولكن ما فعلناه هو "عمل نبيل"، وكان لا بد أن يقوم به شخص ما، وأول شخص فكرت فيه، كان والدى الذى ربانى مع، وأيضا أمى طبعا، ولكن أنا وهو كنا مقربين فقد علمنى الصيد وكرة السلة.
كنت معتاد الحديث معه عن المهمات الكبيرة التى أقوم بها، وكنت أخبره فقط أن لدى عملا اليوم، وكان دائما يقول أتمنى لو أذهب معك و كنت أرد: "وأنا أيضا" وسأتصل بك حين ينتهى الأمر، ولكن هذه المرة قال أتمنى لو ذهبت معك، ولكنى قلت له "لا تقلق يا أبى فانا ذاهب مع زملاِء رائعين"، وكان الأمر وكأنى أشكره على كل ما علمنى إياه، لقد علمنى الكثير لأصبح رجلا، ولم أستطع البوح لهم بما نفعله ولكنى التقطت من صوتهِ أنه مهزوز حقا من الأمر، كان الأمر وكأنه وداع، وهذه حقيقة الأمر فعلا ففى بعض الأحيان يتم وضعك فى موقف ومكان ما ويصبح ذلك أمرا واقعا عليك خوضه.
كيف كان يبدو أسامة بن لادن زعيم القاعدة حين قابلته وما الذى حدث؟
حين قابلنا "بن لادن" كل شىء خطأ كان يحدث لنا، وأعتقد أنه من المهم للناس أن يدركوا أنه حين تضع خطة لفعل شىء، قد لا يتم الأمر كما تريد لأن شيئا آخر حدث؛ أول الأخطاء التى حدثت لنا كان تحطم الطائرة الهليكوبتر فى الساحة الأمامية لمنزل أسامة بن لادن، لقد كنا فى المكان الخطأ، وكان رجال تنظيم القاعدة يدافعون عن أنفسهِم وحدث تبادل لإطلاق النار معهم قبل دخولنا المنزل، وتبادل لإطلاق النار آخر عند سلالم منزل "بن لادن".
بعدها وجدت نفسى فى أعلى الطابق الثالث بالمنزل الذى يتواجد فيه "بن لادن"، كان يقف أمامى أحد زملائى ولأنه كان متقدما أمامى فقد اتجه فى ناحية وأخذت أنا الجانب الآخر، وبسبب ذلك استدرت ورأيت أسامة بن لادن وزوجته أمل بن لادن، ولأنه كان هناك تبادل إطلاق نار بين الجانبين فقد افترضنا، أو أنا افترضت أنه إن كان هناك شخص ما يرتدى سترة متفجرة فلا بد أنه سيكون أسامة بن لادن وعندما رأيته قمت بعمل تقييم سريع له فقد كان أطول مما حسبته وكان أنحف وذقنه لم تكن بهذا الطول الذى نراه فى الصور وكانت رمادية، ومن الطريقة التى وضع بها يده على كتف زوجته بدا الأمر وكأنه يدفعها تجاهي لتهديدي، وفى هذه اللحظة اعتقدت أنها ستفجر الحزام الناسف وستنفجر الغرفة بأكملها، وبناء على قواعد الاشتباك الأساسية كان على أن أُطلق النار فى جبهتِه لأن هذه هى الطريقة التى تتعامل بها مع شخص سيقوم بتفجير نفسِه، واتضح بعد ذلك أنه لم يكن يملك سترة متفجرة ولكن فى ذلك الوقت وبناء على مستوى التهديد العالى كان لا بد أن أفعل هذا.
هل قال أسامة بن لادن لك أي شيء حين قابلته وجها لوجه؟
لم يقل أى شىء، أنا لما أقل شيئا وفى الحقيقة أنا لا أتكلم كثيرا حين أعمل على أى حال، وفى ذلك الوقت لم أكن أعلم ذلك، ولكنى بعد ذلك قرأتُ أنه كان يقول لمن حوله "إنهم ليسوا هنا من أجلكم ... هم هنا من أجلى" ولكن لم يقل شيئا لى.
لماذا كان قتل بن لادن هو خيارك بدلاً من إلقاء القبض عليه والحصول على معلومات مهمة؟
لقد ناقشنا ذلك ولكن بسبب مستوى التهديد والخوف أن يقوم بتفجير نفسهِ أو المنزل وقتلنا جميعا إن كان هناك بمفرده وبدون قميص رافعا يديه لكنت اعتقلته بدلا من قتله، ولكن الطريقة التى واجهني بهِا جعلت أمامه أقل من ثانية لتوضيح موقفِه، ولكنه لم يفعل ذلك مما اضطرني لإطلاق النار عليه، لأنى اعتبرته خطرا على الفريق كله وعلى عائلتِه، والحقيقة أنى تعاملت مع المفجرين الانتحاريين من قبل والطريقة الوحيدة للتعامل معهم هى إطلاق النار على رؤوسهم مباشرةِ لأن الأمر يحدثُ بسرعة كبيرة جدا ولا أتمنى لشخص آخر أن يرى ذلك، ولكن المفجر الانتحاري سريع جدا وعنيف ولو رغبت فى إيقافه فهذه هى الطريقة الوحيدة وكذا كان ذلك اختياري الوحيد.
هل تم تصوير مقتل بن لادن؟ ولو حدث فلماذا لم تنشر صور العملية قط حتى بعد مرور 11 عاما؟
لا أعلم لماذا لم ينشروها، أتمنى لو نشروا بعضا من الصور من داخل المنزل، صحيح أن بعضها مُقبضْ للقلب نوعا ما حيث تم قتله، وعندما استرجعنا جثته ليتم التعرف عليه وكلنا شخصا محترفا لالتقاط الصور مثل محقق جنائى أو ما شابه، وأنا أظُن أن نشر هذه الصور قد يكون مريحاً للبعض وحتى نسدل الستار على الواقعة، لأنى أعرف أن بعض الناس يقولون أن الأمر كله لم يحدث أصلا، وهذا شأنهم ونحن جميعا نعرف أن مسؤولين حكوميين يفعلون أشياء لا نتفق معها وهذا واحد منها وهذا اختيارهم.
كيف كان شعورك عندما نجحت في قتل العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر؟
فى البداية رد الفعل المبدئى هو أن نستطيع أن نتجاوز هذه الليلة، واحتجنا لجمع كل المعلومات الاستخباراتية التى نستطيع أن نجدها فى المنزل، واحتجنا أيضا ان نجد طريقة للخروج من هناك، ولقد كنا محظوظين كفاية لنجد أشخاصا آخرين بهليكوبتر مختلفة، وكان علينا أن نصمد لمدة تسعين دقيقة فى الطيران عبر الحدود فى أفغانستان، وعندما عدنا كان رد الفعل المبدئى كان "لقد فعلناها حقا" وكان أشبه بالخيال فى البداية ولم يستقر فى وجداننا حقا إلا بعد إعلان الرئيس أوباما للعالم قائلاً أننا نفذنا مهمة "قتل أسامة بن لادن" قائد تنظيم القاعدة، ورأينا الناس تحتفل حول العالم واستقر فى وجداننا أن هذا أمر كبير، وأى شىء يحدث الآن لا يبدو تاريخيا ولكننا عرفنا أن هذا سيسجل فى التاريخ وكان الأمر فخرا كبيرا لنا أن نكون جزءا من الفريق الذى نفذ هذه العملية، أن يتم اختيارك كواحد من الأفضل فقد عملت مع أفضل الأشخاص فى العالم وكان فخرا كبيرا لى أن أكون جزءا من ذلك.
لقد قتلت بن لادن في باكستان فلماذا تم نقل الجثة إلى أفغانستان؟
لقد تم نقله إلى أفغانستان، حيث لدينا قواعد آمنة يمكننا الهبوط فيها، وهو الأمر الذى لم نتحقق من وجوده فى باكستان قبل الذهاب لإحضاره لذلك لم يكن لدينا مكان يمكننا أن نصحبه إليه، لذلك أحضرناه وكان لدينا أشخاص هناك يقومون بفحوص الـ DNA والتقاط الصور من أجل إثبات الوفاة لهذا كان لا بد من إحضاره من باكستان إلى أفغانستان.
أنت شاركت في حوالي 400 عملية عسكرية .. ما الفرق بين عملية قتل أسامة بن لادن والعمليات الأخرى؟
بمرور الوقت أعتقد أن هذه المهمة من المهمات التى أعتبرُها ضرورية، واحتجنا للقيام بها بعد ما تم استدعاؤنا لهذا القتال، أما بالنسبة لمهمات أخرى مثل العراق ومناطق أخرى حول العالم، فإنني أتساءل الآن إذا كان علينا فعلها حقا وما كانت فائدتها حقا أو إذا ما كانت فعلا للأسباب الصحيحة، ولكن هذه المهمات العديدة كانت هي السبب فى وجودى فى هذه المهمة، فحقا الشيء الوحيد الجيد الذى يمكن أن أقوله عن هذه المهمات هو أنها جعلتنى جزءا من الفريق فى هذه المهمة لنقتِل أسامة بن لادن.
كيف أثر مقتل أسامة بن لادن على حياتك الشخصية والنفسية؟
لقد تغير كل شىء .. كما قلت المرة الوحيدة التى تنجح فيها الخطط التى نضعها هى عندما نلتزم لكن عندما نفعل شيئا آخر فالخطة تتغير.. الانضمام للبحرية لم يكن ضمن خططى لكنى فعلت وقررت أنى سأظل فيها، لكن بعد ما حدث مع "بن لادن" قررت أنى يجب أن أفعل شيئا آخر.. تغيير الكثير مثل كيف أكسب رزقى وطريقة العيش والتعايش مع ما حدث ومعرفتى أن بعض الناس فى العالم غير موافقين على ما فعلته.
الحقيقة، أنا لم أرد أن يتم الكشف عن اسمى حتى نقطة معينة.. تحولت من شخص عادى يستطيع الذهاب لشراء قهوته إلى شخص يمكن تمييزه وسط الناس لا أعرف كيف التعامل مع الأمر، لكن حتى الآن كانت ردود الأفعال إيجابية.. أعتقد أن العالم سيصبح مكانا أكثر سعادة إذا منعنا الأفعال الشريرة من الحدوث.
هل تلقيت تهديدات بعد الكشف عن اسمك؟
تلقيت تهديدات على مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا يحدث مع كل شخص، وأنا متأكد أن كل شخص لديه "تويتر" يحصل على تهديدات، لا يوجد شىء شخصى ولا يوجد شىء جدى، تهديدات الناس اللفظية تأتى من كل البلدان، وأعتقد أنه أى شخص لا يؤمن بأيديولوجيات الإرهابيين يعتبرونه هدفا لهم، وإذا كنت لا تؤمن بأيديولوجيتهم ستصبح هدفا لهم، ولكن حقيقة الأمر هى أنك لا يجب أن تشتكى، الأشخاص السيئون يمكنهم أن يكونوا على حق مرة واحدة لذلك لا جدوى من التذمر، المفترض تأخذ حذرك مما يحيط بك والبيئة المحيطة ولا تخشى أن تعتنى بنفسكْ، سواء كنت على مركب أو طائرة، لا بد أن تركز مع خطط الطوارئ.
بصفتك ضابطًا سابقًا في البحرية الأمريكية أود أن أسألك عن رأيك في قرار الولايات المتحدة بغزو العراق .. هل كان ذلك صحيحًا؟
لا أعتقد أنه قرار صائب، وأنا كنت جزءا من ذلك، ذهبتُ إلى العراق وحاربتُ هناك وكنت أريد أن أحارب لأنى تدربتُ للقتال وتصديق قادة البلاد، ولكن بالنظر للخلف، أعتقد أنهم استغلوا ما حدث فى الحادي عشر من سبتمبر، لأن العديد من الأشخاص أرادوا غزو العراق بسبب ما حدث فى الماضى، وهذا القرار كانت له تداعيات عديدة على العديد من الأشخاص الذين كانوا فى غنى عن هذا، والأمر فعلاً حزين، فى بعض الأوقات عندما أفكر فى الأشخاص الذين اشتبكت معهم وأتساءل لماذا كنا نتحارب، والحقيقة هى أننا كنا فى حربِ لأننا ولدنا فى مكانين مختلفين ولو التقيتُ بعض هؤلاء الأشخاص الذين حاربتهم فى أماكن أخرى من الأماكن التى زرتها مثل إسبانيا، فماذا لو قابلت هذا الشخص فى إسبانيا لنشرب القهوة .. ربما ضحكنا سويا أو أخبرته نكتة.
وكما ذكرت، الأشخاص فى السلطة لا يجب أن تتبع القطيع ولكن عليك أن تأخذ خطوة للوراء وتأخذ نفسا عميقا، وتسأل نفسك ما الذى نفعله حقا ولماذا، أعتقد أن غزو العراق كان خطأ وأقصد بهذا نحن وما زال الشرق الأوسط يعانى بسبب ذلك.
أعلم أنك مؤيد كبير للرئيس السابق دونالد ترامب.. فما رأيك عندما تحدث بنظرية المؤامرة أن مقتل أسامة بن لادن كان خدعة؟ وما قصة الصورة التي تجمعك به؟
المشكلة التى لدى مع هذا أنه أعاد نشر تغريدة قام بنشرها أحد الأشخاص المؤمنين بنظرية المؤامرة، وأنا أعتقد أنه كرئيس هذا غير ملائم، كما أن الرئيس ترامب لم يقل أنها زائفة، ولكن أعتقد أنه لم يكن عليه فعل ذلك، وبالنظر لأنى من المؤيدين للرئيس ترامب فأنا أدعم العديد من أفكارِه، ولكنى اختلفت معه أيضا فى العديد، وهذا أمر مهم، فإذا كنت فى غرفة مع شخص يتفق معك دائما أو إذا كنت أذكى شخص فى الغرفة فأنت فى الغرفة الخطأ.
لقد اختلفت مع الرئيس ترامب واتفقت مع الرئيس أوباما وهذه طبيعتى، وما أود قوله هو إذا كنت تقول الحقيقة لن تحتاج أن تتذكر الأكاذيب، ولهذا لا يهم أى صحيفة أو قناة أكون عليها سأقول ما أفكر فيه وإذا ما كنت على خطأ أخبرنى لماذا، وسأعترف أنى على خطأ وبالنسبة للصورة الخاصة بالبيت الأبيض فقد عرفتُ ترامب قبل أن يكون رئيسا، فقد قابلته حين كان مسئولا عن مسابقة "ملكة جمال أمريكا"، وذهبتُ إلى مكتبِه فى إحدى العطلات ودعانى أنا وزوجتى للبيت الأبىض على العشاء ولا يهمنى من يكون الرئيس سواء كان "ترامب" أو "أوباما" لكن حين ىدعوك رئيس الولايات المتحدة للعشاء فانكْ تلبى الدعوة.
لماذا وصفت قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان.. بأنه قرار متأخر؟
كان قرارا سيئا؛ لأنه مثل كثير من السياسيين، قام باتخاذه بناء على أرضية سياسية كانوا يقولون، أن إخراج كل القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر سيكون انتصارا سياسيا، وهذا خطأ هائل، لأنه فى الحرب لا تحدد أبدا وقتا لذلك.. ولا أحد يعرف ذلك.
والحرب بأكملها فى أفغانستان، أعتقد أنه كان من الممكن أن ننهى الحرب ونخرج من أفغانستان بحلول ألفين وخمسة أو بعد مقتل أسامة بن لادن، لا أريد أن أجلس هنا وأقول أنه كان ىنبغى أن نفعل هذا أو ذلك، لكن على أية حال، كان قرار المغادرة بهذه السرعة سيئا للغاية / التخلى عن "كابول" أولا منح طالبان الأمن ثم محاولة الانسحاب، فقدنا الكثير من الناس والكثير من الهجمات بدون سبب / فقط بناء على السياسة.. فإذا كنت تتخذ قرارات بناء على إعادة الانتخاب أو أن ىتم انتخابك، فهذا خطأ كبير.
بعد 11 مرور عامًا من قتل بن لادن.. هل تتلقى التقدير الكافى من الولايات المتحدة الأمريكية؟
نعم تلقيتُ التقدير، وكان أمرا جيدا لأنه ليس مهما إن كنت هناك أم لا، كل شخص قد علم أو تأثر بأحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى من لم يكونوا قد ولدوا بعد، أنا قادر على سماع العديد من القصص عن كيف أثر عليهم ذلك اليوم، وكيف أن مهمة قتل أسامة بن لادن، أثرت عليهم، الحقيقة أنه على المدى البعيد ما حدث "شىء إيجابى"، إن كل مرة تفكر فى مساعد الناس وتفكر فى حياتهم اليومية أو شفائهم إنه لشرف لى أن الناس تفكر فى شخصى بتلك الطريقة، وأنا لا أفكر فى نفسى بتلك الطريقة ولكن كل مرة أسمع شيئا جيدا أكون سعيدا، أنه أمر سهل أن تتمكن من كسب الناس بالابتسامة بدلًا من التكشير.
نود أن نعرف المزيد عن كتابيك (The Operator) و(The Way Forward)، ولماذا لم تفكر في ترجمتهما إلى العربية؟
فكرت فعلا فى ترجمتهما إلى اللغةِ العربية، وأعتقد أن ذلك سيكون رائعا؛ لأن هناك الكثير من المهتمين بالكتب يتحدثون العربية ولا يوجد سبب يمنعنى، ومن الممكن أن تساعدونى فى ذلك، كتابى الأول يسمى "المنفذ" وهذا كان أشبه بمذكرات ولكن لا أسمى نفسى "منفذ" لأن أى شخص يستطيع فعل أى شيء /الميكانيكى ومن فى "الماركت" والأم التى تربى الأطفال فإن كنت تفعل لتساعد الناس عندها ىمكن أن تكون "المنفذ"، ولكن هذا الكتاب يتحدث عن بداية التحاقي بالبحرية وحتى مهمة بن لادن وما بعدها.
بعد ذلك كتبت كتاب "الطريق للأمام" مع صديقى "داكوتا ماير" وهو من قوات "المارينز" وحاصل على ميداليةِ الشرف الحقيقة، أنا وهو لم نكن نعرف أننا سننضم إلى الجيش وسيُلقى بنا فى خط القتال، وعندما خرجت أنا من البحرية الأمريكية، وهو خرج من قوات المارينز، كنا نحاول أن نعرف ماذا سنفعل بعد ذلك، لأن الحياة لا تزال أمامى وإذا فكرتى فيها فكل شخص يستمع لهذا الآن ما زال لديه شىء يفعله فى حياته، ويتساءل عن "الطريق للأمام" ولهذا فقد أعطينا رأينا كشخصين من بلدتين صغيرتين، وليس مهما مَنْ تكون الآن سواء كنت رئيسا تنفيذيا لشركة أو تُعد الهمبرجر فى مطعم، كلنا بدأنا من نقطة ما فى حياتِنا وكلنا كنا متوترين وتساءلنا عن الخطوة القادمة.