أعربت المتحدثة باسم المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة رافينا شامداسانى، اليوم الثلاثاء، عن القلق البالغ من أن بعض الهجمات الروسية على أوكرانيا أمس استهدفت على ما يبدو البنية التحتية المدنية الحيوية، حيث تعرضت العديد من الأعيان المدنية، بما في ذلك العشرات من المباني السكنية والبنية التحتية المدنية الحيوية- ما لا يقل عن 12 منشأة للطاقة- للتلف أو التدمير في ثماني مناطق.
وقالت المسؤولة الأممية -في مؤتمر صحفي- إن الضربات ربما تكون قد انتهكت مبادئ سير الأعمال العدائية بموجب القانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن الأضرار التي لحقت بمحطات وخطوط الطاقة الرئيسية قبل الشتاء القادم تثير المزيد من المخاوف بشأن حماية المدنيين، ولا سيما التأثير على الفئات الضعيفة من السكان.
وأضافت أن الهجمات الصاروخية الروسية التي شنتها القوات المسلحة الروسية، أمس، على مدن في أنحاء أوكرانيا خلفت ما لا يقل عن 12 قتيلا وأكثر من 100 جريح في كييف ودنيبرو وزابوروجيا وفي منطقتي كييف وسومي، مشيرة إلى أن موقع وتوقيت الضربات التي حدثت عندما كان المواطنون يتنقلون إلى العمل ويأخذون الأطفال إلى المدرسة كان صادما.
وشددت على أن الهجمات التي تستهدف المدنيين والأشياء التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، وحثت روسيا على الامتناع عن المزيد من التصعيد واتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية.
وأكدت أن بعثة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا ستواصل تأكيد المعلومات المتعلقة بالخسائر المدنية الناجمة عن هذه الهجمات، فضلا عن توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في جميع أنحاء البلاد.
من جهتها.. طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر- في بيان، اليوم- بحماية أرواح المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
وأعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء احتمالية ارتفاع حصيلة القتلى والمصابين في صفوف المدنيين في أوكرانيا، مشيرة إلى أن تعطل الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية مع قدوم فصل الشتاء أو أثنائه قد يفاقم الاحتياجات الإنسانية إلى حد كبير.
وشددت اللجنة الدولية على أن القانون الدولي الإنساني ينص على ضرورة مراعاة الآثار التي تخلفها الأعمال العدائية على المدنيين وعلى البنية التحتية المدنية عند التخطيط لأي عمليات عسكرية، وكذلك تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة ذات الآثار الواسعة النطاق في المناطق المأهولة، ما لم تتخذ التدابير الكافية للتخفيف من آثارها.
في السياق.. أفادت السلطات الأوكرانية، وفقا لقناة (روسيا اليوم)، اليوم، بسماع دوي انفجارات في مقاطعات "كييف وأدسا ونيكولايف ومدن فينيتسا وروفينا وكريفروف"، مشيرة إلى إطلاق صافرات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا.
بدوره.. قال حاكم منطقة "زابوريجيا" الأوكرانية، أولكسندر ستاروخ- حسبما ذكرت وكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية- إن شخصا واحدا لقي حتفه جراء قصف روسي للمدينة الواقعة جنوب شرقي البلاد في ساعة مبكرة من اليوم.
وأضاف ستاروخ أن 12 صاروخا من طراز "إس-300" استهدفت منشآت عامة من بينها معرض لبيع السيارات ومدرسة ومستوصف طبي.
وتابعت: "القوات الروسية تواصل ترويع المدنيين في زابوريجيا، أصاب اثنا عشر صاروخًا من طراز (إس -300) منشآت عامة، وسقط صاروخان على معرض سيارات، مما أدى إلى مقتل شخص كما اندلع حريق، وتمكن موظفو خدمة الطوارئ الحكومية من إخماده، بينما استهدفت صواريخ أخرى مؤسسة تعليمية، وعيادة خارجية".
في سياق متصل.. أعلنت سلطات مدينة زابوروجيا إصابة مدني جراء قصف أوكراني استهدف مخزن للحبوب جنوب المقاطعة، مشيرة إلى سقوط قذيفة أوكرانية قرب مخزن للوقود النووي المستهلك لمحطة زابوروجيا النووية.
من جانبها.. أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك عن مقتل مدني وإصابة 19 آخرين بينهم أطفال إثر استهداف الوحدات الأوكرانية مدن بالجمهورية خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، مؤكدة أن القصف ألحق أضرارا بالبنية التحتية في دونيتسك، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي على نحو 8 آلاف منزل.
وأضافت أن مدن دونيتسك وماركيفك تعرضت أيضا لقصف أوكراني، فجر اليوم، باستخدام مدفعية من عيار "الناتو".
وكانت عدة انفجارات قد هزت العاصمة الأوكرانية (كييف) صباح أمس وعددًا من المدن الكبرى في أنحاء البلاد؛ إذ أفاد مسؤولون محليون بمقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة عشرات آخرين، وتأتي هذه الضربات بعد يومين من انهيار جزئي للجسر الوحيد الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 30 سبتمبر 2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: "لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا" بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة، والتي قال أمينها العام أنطونيو جوتيرش إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثله المجتمع الدولي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة