تمر اليوم حسب التقويم الميلادى ذكرى انتهاء معركة كربلاء باستشهاد الإمام الحسين بن علي، سيد الشهداء، على يد جيش يزيد بن معاوية، وهو الحادث الفارق فى التاريخ الإسلامي، فما الذى جرى.
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل مقتل الحسين رضى الله عنه"
وكان مقتل الحسين رضى الله عنه يوم الجمعة، يوم عاشوراء من المحرم سنة إحدى وستين.
وقال هشام بن الكلبي: سنة اثنتين وستين، وبه قال على بن المديني.
وقال ابن لهيعة: سنة ثنتين أو ثلاث وستين.
وقال غيره: سنة ستين.
والصحيح الأول.
بمكان من الطّفّ يقال له: كربلاء من أرض العراق وله من العمر ثمان وخمسون سنة أو نحوها.
وأخطأ أبو نعيم فى قوله: إنه قتل وله من العمر خمس أو ست وستون سنة.
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا عمارة - يعني: ابن زاذان - عن ثابت، عن أنس قال: استأذن ملك القطر أن يأتى النبى ﷺ فأذن له فقال لأم سلمة: "احفظى علينا الباب لا يدخل علينا أحد"، فجاء الحسين بن على فوثب حتى دخل، فجعل يصعد على منكب النبى ﷺ.
فقال الملك: أتحبه؟
قال: "نعم!"
فقال: إن أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه.
قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته فى طرف ثوبها.
قال: فكنا نسمع أنه يقتل بكربلاء.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنى عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة - أو أم سلمة -: أن رسول الله ﷺ قال: "لقد دخل على البيت ملك لم يدخل قبلها"، فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتك الأرض التى يقتل بها.
قال: فأخرج تربة حمراء.
وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة.
ورواه الطبراني: عن أبى أمامة وفيه قصة أم سلمة.
ورواه محمد بن سعد، عن عائشة بنحو رواية أم سلمة فالله أعلم.
وروى ذلك من حديث زينب بنت جحش، ولبابة أم الفضل امرأة العباس.
وأرسله غير واحد من التابعين.
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون، أبو بكر، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي، وعلى بن الحسن الرازى قالا: ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني، ثنا عطاء بن مسلم، ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن ابني- يعني: الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره".
قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين.
قال: ولا أعلم رواه غيره.
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا شراحيل بن مدرك، عن عبد الله بن يحيى، عن أبيه: أنه سار مع على - وكان صاحب مطهرته - فلما جاؤوا نينوى وهو منطلق إلى صفين.
فنادى علي: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله، بشط الفرات.
قلت: وماذا تريد؟
قال: دخلت على رسول الله ﷺ ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت: ما أبكاك يا رسول الله؟
قال: "بلى، قام من عندى جبريل قبل، فحدثنى أن الحسين يقتل بشط الفرات".
قال: فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟
قال: "فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا". تفرد به أحمد.
وروى محمد بن سعد: عن على بن محمد، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن عامر الشعبي، عن على مثله.
وقد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن على بن أبى طالب أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل، وهو ذاهب إلى صفين، فسأل عن اسمها، فقيل: كربلاء.
فقال: كربٌ وبلاء.
فنزل فصلى عند شجرة هناك ثم قال: يقتل ههنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة، يدخلون الجنة بغير حساب -وأشار إلى مكان هناك - فعلّموه بشيء فقتل فيه الحسين.