ذكرت صحيفة "نيوز 24" الجنوب أفريقية اليوم الأربعاء، أن خبراء تغير المناخ فى القارة الأفريقية أكدوا إنه يجب على الدول الأفريقية أن تصل إلى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 "COP27" الذى يعقد الشهر المقبل فى مصر، مع أجندة لإعادة صياغة النقاش حول تغير المناخ من أجل إفادة القارة بشكل أفضل، وهي الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ .
وأوضحت الصحيفة على تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إن أفريقيا هي موطن لحوالي 17% من سكان العالم، لكنها تساهم بنسبة 2% إلى 3% من انبعاثات الكربون، مضيفة إن شرم الشيخ ستستضيف زعماء العالم في كوب 27 وستتم مناقشة الاهتمامات المواضيعية مثل إزالة الكربون، والتكيف والزراعة، والمساواة بين الجنسين، والمياه، والتنوع البيولوجي .
ونقلت الصحيفة عن أحمد الفاضلي، سفير مصر في جنوب إفريقيا وليسوتو وبوتسوانا قوله إن أولوية الدول الأفريقية في القمة هي التأكد من أن الدول الأوروبية والممولين الدوليين يقدمون قروضًا ميسرة.
وأضاف "هيئات التمويل لا تزال في الغالب تقدم قروضا غير ميسرة أكثر من القروض الميسرة، ولهذا ندعو بنوك التنمية متعددة الأطراف إلى إعادة النظر في سياساتها والتكيف مع عالم جديد حيث يجب إعطاء الأولوية لتغير المناخ".
وأشارت إلى أن إفريقيا حصلت على وعد بقيمة 1.7 تريليون راند سنويًا في عام 2009 لتغير المناخ، ولكن في الوقت الحالي، يبلغ التمويل 510 مليار راند (30 مليار دولار)، بينما ستسعى القارة للحصول على محفظة نقود بقيمة 22.1 تريليون راند (1.3 تريليون دولار أمريكي) سنويًا في كوب 27 .
وتابعت أنه يجب توجيه هذا الرقم نحو الكوارث مثل الفيضانات التي حدثت في جنوب إفريقيا، والعواصف الاستوائية والأعاصير التي دمرت مدغشقر وموزمبيق وزيمبابوي وملاوي وحالات الجفاف القياسية في القرن الأفريقي.
وأوضحت إنه قبل كوب27، حضر فرانز تيمرمانز نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى التنفيذى المعنى بتغير المناخ، اجتماعا مؤخرا عقدته الدول الأفريقية في كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأخبر المندوبين أن الاتحاد الأوروبي يعمل بلا كلل للتوصل إلى حزمة من أجل إفريقيا، ومن بين مبادرات الاتحاد الأوروبي الأخرى، مبادرة الدرع العالمي بقيادة ألمانيا لتعزيز تمويل مخاطر الكوارث والتأمين عليها والتي سيتم طرحها في كوب 27.
ومن جانبها، قالت فاتن أجاد، كبيرة مستشاري مؤسسة المناخ الإفريقية حول دبلوماسية المناخ والجغرافيا السياسية، إن الانتقال العادل إلى الاقتصاد الأخضر أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وعلى هذا النحو، يجب على البلدان الأفريقية أن تنظر في الاحتياجات الرئيسية لكل اقتصاد في القارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب إفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي ونيجيريا تمتلك بهذا الترتيب أكبر احتياطيات من الفحم في القارة.
وعلى الرغم من أن الفحم هو أسوء الوقود الأحفوري ومسؤول عن أكثر من 0.3 درجة مئوية من الزيادة البالغة 1 درجة مئوية في متوسط درجات الحرارة العالمية وأكبر مصدر منفرد لارتفاع درجة الحرارة العالمية - لكنه عنصر مهم في اقتصادات تلك البلدان.
ومن ثم، فإن هذه الدول تثير مخاوفها بشأن الإلغاء التدريجي المقترح لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والتي أثيرت في جلاسكو في COP26.
وبدأ العد التنازلي لانعقاد قمة المناخ (COP27)، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ بداية من 6 حتى 18 نوفمبر المقبل، حيث تتجه الأنظار نحو هذه القمة، التي يشارك فيها قادة العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم.
ويعد المؤتمر جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.