تحل اليوم ذكرى استشهاد السبط الإمام الحسين بن على، رضى الله عنهما،فى موقعة كربلاء الشهيرة والتى توافق 12 اكتوبر ميلاديا، يوم العاشر من شهر المحرم.
تظل قضية وجود رأس الإمام الحسين رضى الله عنه، محل خلاف حتى يومنا هذا ، فقد تعددت المصادر واختلفت فى تواجدها فبين كربلاء بالعراق وأخرى فى دمشق وفلسطين والقاهرة، يقول الأديب والمفكر عباس العقاد جملته الشهيرة " فأيٍّا كان الموضع الذى دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو فى كل موضع أهل للتعظيم والتشريف"، بكتابه أبو الشهداء الحسين بن على .
اتفقت الأقوال فى مدفن جسد الحسين عليه السلام فى كربلاء، واختلفت فى موطن الرأس الشريف.
الرأى الأول:
الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها.
الرأى الثانى:
أنه أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص والى يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء.
الرأى الثالث:
أنه و جد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدِفن بدمشق عند باب الفراديس.
الرأى الرابع:
أنه كان قد طيف به فى البلاد حتى وصل إلى عسقلان فدفنه أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج فى الحروب الصليبية.
الرأى الخامس:
بعد إستيلاء الإفرنج بالحروب الصليبية على الرأس بذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة، حيث دفن بمشهده المشهور، قال الشعرانى فى طبقات الأولياء: «إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه فى كيس من الحرير الأخضر على كرسى من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن فى المشهد الحسينى قريبًا من خان الخليلى فى القبر المعرف.
الرأى السادس:
ذكر سبط بن الجوزى فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وأنه لما جىء به بين يدى يزيد بن معاوية قال: «لأبعثنَّه إلى آل أبى معيط عن رأس عثمان.» وكانوا بالرقة، فدفنوه فى بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع، وهو إلى جانب سوره هناك.
فالأماكن التى ذكرت بهذا الصدد ستة فى ست مدن، هى: المدينة، وكربلاء، والرقة، ودمشق، وعسقلان، والقاهرة. وهى تدخل فى بلاد الحجاز والعراق والشام وبيت المقدس والديار المصرية، وتكاد تشتمل على مداخل العالم الإسلامى كله من وراء تلك الأقطار، فإن لم تكن هى الأماكن التى دفن فيها رأس الحسين فهى الأماكن التى تحيا بها ذكراه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة