مناورات مستمرة تشهدها الأراضى الأوكرانية وسط حالة من الشد والجذب بين روسيا والمجتمع الدولى، خاصة بعد اقدام موسكو على ضم أراض بعد استفتاء اثار جدلًا عالميًا واسعًا، اعتبرته الأمم المتحدة "غير قانوني".
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الأربعاء، بأغلبية 143 صوتًا مقابل 5 أصوات مشروع قرار يدين ضم روسيا "غير القانوني" مناطق أوكرانية بعد أن استخدمت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار مماثل فى مجلس الأمن الدولي.
ويدين القرار "تنظيم روسيا الاتحادية استفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا" و"محاولة الضم غير القانوني" التى أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضى لـ4 مناطق أوكرانية. ويدعو كل وكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية إلى عدم الاعتراف بأى تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو "بالتراجع الفورى وغير المشروط" عن قراراتها.
وتزامن الاعتماد الأممى مع سلسلة جديدة من الدعم الذى أعلنته الولايات المتحدة ودولًا غربية لأوكرانيا، حيث قال الرئيس الأمريكى جو بايدن أن تصويت الجمعية العامة "رسالة واضحة" إلى روسيا بأنها لا يمكنها أن تمحو دولة ذات سيادة من الخريطة.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن التصويت بإدانة روسيا يشكل تذكيرا قويا بأن معظم الدول تقف مع أوكرانيا.
بدوره، تعهد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن بتوفير منظومات دفاع جوى لكييف فى أسرع وقت ممكن. وقال أن بلاده ملتزمة بدعم أوكرانيا على المدى الطويل بكل ما تحتاجه، مضيفا أن أعضاء مجموعة الاتصال الخاصة بهذا الأمر متفقون بشأن ذلك.
فيما قال منسق الاتصالات فى مجلس الأمن القومى الأميركى جون كيربى أن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل العمل لمد أوكرانيا بوسائل للدفاع الجوى لتمكينها من حماية نفسها.
وفى لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الخميس أنها ستزود أوكرانيا بصواريخ إضافية مضادة للطائرات، بما فى ذلك، وللمرة لأولى، ذخيرة قادرة على إسقاط صواريخ كروز.
وقالت الوزارة -فى بيان لها- إنها ستزود كييف "فى الأسابيع المقبلة" بصواريخ "آمرام" لاستخدامها من قبل نظام الدفاع الجوى "ناسامس" الذى تعهدت واشنطن بتزويد أوكرانيا به.
كما ستقدّم المملكة المتّحدة، بحسب البيان، إلى أوكرانيا 18 مدفع هاوتزر، تضاف إلى 64 مدفعا مماثلا سبق لكييف أن تسلّمتها من لندن.
بدورها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت أن بلادها سترسل 3 وحدات إضافية من نظام "آيريس تي" للدفاع الجوى إلى أوكرانيا.
كما أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن بلاده ستسلم كييف رإدارات وأنظمة دفاع جوى خلال الأسابيع المقبلة، مضيفا أن فرنسا تعمل بالتعاون مع الدانمارك لتأمين شحنات إضافية من مدافع هاوتزر للقوات الأوكرانية.
أما كندا فأعلنت مساء الأربعاء أنها ستقدم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 34 مليون دولار تشمل قذائف مدفعية وأنظمة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية وملابس شتوية وطائرات مسيرة مزودة بكاميرات عالية الدقة.
ميدانيا، وبحلول فجر الخميس، أعلنت أوكرانيا استعادة مناطق جديدة فى جنوب البلاد وشرقها، فى حين قالت روسيا أن قواتها صدت هجمات بمناطق عدة. فيما واصلت القوات الروسية لليوم الرابع على التوالى حملتها الجوية والصاروخية على الأهداف الأوكرانية.
وأكد رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية فى خيرسون استعادة السيطرة على 5 بلدات فى المنطقة، وهى واحدة من المناطق الأربع التى أعلنت روسيا نهاية الشهر الماضى ضمها إليها.
وفى الجبهة الجنوبية، أسقط الجيش الأوكرانى 4 مروحيات روسية، وفق ما جاء فى بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية. أما فى الجبهة الشرقية فى إقليم دونباس (شرق)، فاستعاد الجيش الأوكرانى 7 بلدات جديدة فى مقاطعة لوغانسك، بينما سقط قتلى وجرحى فى تبادل للقصف بين القوات الروسية والأوكرانية على دونيتسك.
فى المقابل، أعلن الجيش الروسى أنه صد هجمات أوكرانية فى مناطق دونيتسك ولوجانسك بدونباس، وخاركيف (شمال شرق) بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير مقر للقوات الأوكرانية فى مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).
فيما قال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف أن روسيا ترى إشارات من الولايات المتحدة بأنها تعتزم مواصلة إمداد أوكرانيا بالأسلحة، مما يجعل النزاع "أكثر إيلاما" بالنسبة لكييف.
وأضاف بيسكوف "نسمع تصريحات رسمية من الإدارة والجيش الأمريكى حول نيتهم مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة وإطالة أمد هذا الصراع فعليا، مما يجعله مؤلما قدر الإمكان للجانب الأوكرانى فى الوقت الحالي"
وتابع: "السلطات الأمريكية تعتزم الاستمرار فى إلقاء اللوم على روسيا وإدانتها، بينما تغض الطرف عن جرائم نظام كييف، وتتجاهل تماما ما يفعله نظام كييف فى تلك المناطق التى أصبحت بالفعل جزءا من روسيا، الولايات المتحدة متورطة بشدة فى هذه القضية".
وأردف قائلا "هذا واضح بالعين المجردة.. بحكم الأمر الواقع غرقت الولايات المتحدة بالفعل فى هذا الصراع.. بالأمس، علمنا بمثل هذه النوايا (تزويد أنظمة دفاع جوى متطورة إلى كييف) من البيانات الرسمية، وهذا سيجعل الصراع أطول وأكثر إيلاما للجانب الأوكرانى، لكنه لن يغير وضع أهدافنا والنتيجة النهائية".
وتابع أن بحث قمة مجموعة السبع إمكانية تسليم الأصول الروسية إلى أوكرانيا، هو "تصرف قطاع طرق" و"محاولة مكشوفة لجعل السرقة مشروعة"، وفقا لروسيا اليوم.