نجحت فتاة سيناوية فى التوصل لاستحداث مفردات التراث السيناوى الخاص بأعمال التطريز على القماش، ليتناسب مع الملابس العصرية بكل مجالات تصميمها واستخدامها.
ويعد التطريز السيناوى على الأقمشة من أهم الحرف التى تجيدها فتيات وسيدات سيناء، ويتوارثنها حتى اليوم عن الجدات من خلال استخدام الإبرة والخيط فى التطريز على القماش، وتصميم وحدات زخرفية منوعة على الأثواب والعبايات والشيلان وغيرها من اكسسوارات منوعة.
والمطرزات السيناوية أصبحت ذات شهرة عالمية، وتلقى إقبالا على شرائها فى المعارض المنوعة، وتتسابق على حياكتها فتيات وسيدات وعرضها للبيع.
قالت "رهف سهيل أحمد" الحاصلة بكالوريوس العلوم والتربية قسم الاقتصاد المنزلى، وماجستير فى الاقتصاد المنزلى تخصص ملابس ونسيج، وتعمل مدربة فى مجال التفصيل والخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية، لـ " اليوم السابع"، أنها سخرت خبرتها فى هذا المجال فى الاتجاه لتطبيق العلم فى خدمة التراث، معتمدة على ما قدمته أيدى وعقول الجدات فى الماضى ليكون بشكل عصرى حتى لا يندثر ويتواصل استخدامه.
أضافت أنها نالت درجة الماجستير فى اطروحتها العلمية الخاصة باستحداث التراث السيناوى بوحداته المتميزة والمميزة لشمال سيناء من كلية التربية النوعية بجامعة بنها، وكانت رسالتها تحمل عنوان "القيم الجمالية لأسلوب التطريز السيناوى والاستفادة منه لعمل تصميمات لفساتين السهرة".
وأشارت أنها استخدمت الوحدات الزخرفية بألوانها المتعارف عليها تراثيا، ودمجها مع فساتين السهرة، وهذا ما لم يتم عمله أو استخدامه من قبل، وهذا اتاح لها إنتاج موديلات لفساتين السهرة مميزة بالطابع السيناوى.
وقالت أنها استخدمت بعض من الخيوط والأقمشة المختلفة للمقارنة بين المظهر الخارجى لإظهار مدى جمال وثقل التراث السيناوى، كما استخدمت خيط القطن والحرير والصوف على بعض الخامات المختلفة التى تناسب فساتين السهرة منها الستان والالترا موضة والشيفون والكريب وهم أكثر الخامات شيوعًا فى فساتين السهرة.
وتابعت أنها لتوضيح الفرق بين كلا من اختلاف نوع الخيوط على الخامات المختلفة قامت بالتجربة على 27 موديل باستخدام برامج : Adobe illustrator، وSubstance painter، وClo3d.
ولفتت إلى أنها فى رسالة الماجستير، أوصت باستخدام التطريز السيناوى فى فساتين السهرة فى مجال الصناعات الصغيرة، وتطوير تقنيات إنتاج ملابس السهرة بأسلوب التطريز السيناوى فى مجال الصناعة، والاهتمام بإجراء المزيد من الدراسات فى هذا المجال للتعرف على أساليب مختلفة للتوليف بين أنواع الخيوط والأقمشة المختلفة وتنفيذ فساتين السهرة المعاصرة، وتنظيم دورات تدريبية فى مجال التطريز السيناوى باستخدام خيوط وخامات جديدة لإحياء التراث والاستفادة منه.
وأكدت على ضرورة تعميم وإدراك مادة التطريز السيناوى بالكليات الفنية المتخصصة لإحياء التراث وتجديده، وإقامة معارض دورية خاصة بالملابس التراثية والتطريز السيناوى من خامات جديده متعددة بالكليات المتخصصة.
وأوضحت أنه سبب اتجاهها لهذا البحث أو الدراسة، لنشر التطريز السيناوى فى نطاق اوسع من نطاق انتشاره وتعارف الجامعات عليه من خلال رسائل علمية متداولة لدى الجامعات، وأن تواجدها فى محافظة شمال سيناء كان عامل مساعد لنقل الفكر والتراث من خلال وحدات التطريز.
وقالت أن أشهر وحدات تطريز فى سيناء هى "العرق والحاجز والمياه"، وبعض من الأشكال المتعارف عليها فى سيناء تستخدم للتطريز كالعرائس والورود، لافتا أنه يمكن استثمار هذا الفن من خلال توسع دراسته فى الجامعات والمعارض المقامة فى الجامعة أو خارج الجامعة.
وأوضحت أنه يشتهر فى التطريز السيناوى اللون الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق، وأنه تقوم السيدات فى سيناء بتعليم التطريز لمن لهم شغف لهذا الفن ولكن يوجد متمرسات فى التطريز يقمن به بكل دقة واحتراف، وأنها فخورة أنها استخدمت الوحدات الزخرفية السيناوية فى فساتين السهرة وتطويعها فى ملابس لم تطوع بها من قبل وقد تم تطويرها فى ملابس الخروج أو الشال أو الشنط.
وقالت من خلال تطبيق الدراسة سوف يتحقق النظر إلى الوحدات الزخرفية السيناوية لتطوع وتستخدم فى العديد من الملابس والموديلات، ولن تكون قاصرة على فئة معينة ككبار السن أو الشباب أو المحجبات وغير المحجبات فستكون متاحة لجميع الفئات، وهذا فى حد ذاته تثبيت ونجاح فى إحياء التراث القديم بشكل عملى يحقق الفائدة ويحفظ أرث إبداع الجدات.
وقالت إن العمل فى إنتاج المطرزات السيناوية ليس الكل بارع فيه، فهو يحتاج لفكر وإبداع ودقة متناهية، وتجيد السيدات والفتيات البدويات فى الصحراء هذا اللون من فن التطريز بكل ألوانه، وكان فى الماضى يستخدم على الأثواب والأقنعة، ولكل قبيلة ومنطقة وحدات زخرفية والوان خاصة بها تعرف وتورث جيلا بعد جيل.
وتابعت أنه فى الحاضر، تم الإستفادة من كل هذا الإرث الجميل لإبداع سيدات سيناء، واصبحت كثير منهن تعمل فى التطريز ومن خلال فرص البيع المتاحة والمعارض يتم تسويق الإنتاج بكل انواعه العصرية والمستحدثة لتناسب هذا الوقت.
وقالت إنها من خلال عملها فى التدريب، تلاحظ الإقبال الكثيف من الفتيات الصغيرات فى السن على تعلم وامتهان حرفة تطريز الوحدات الزخرفية، لما تحققه من عائد لمن يحترفنها وتجعل منهن ماهرات فى صناعة وإعداد ملابس غير تقليدية كثيرا ما نشاهدها تعرض فى أماكن عالمية وجميعها تخرج من تحت انامل بنات أرض الفيروز.
ازياء عصرية ببصمة سيناوية
ثوب مطرز
فن تبدعة سيناوية
من انواع الملابس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة