ذكرت دراسة "إنتاج الهيدروجين ودورة فى عملية تحول الطاقة" لمنظمة "أوابك"، أن المفوضية الأوروبية كشفت عن استراتيجيتها حول الهيدروجين في منتصف عام 2020، والتي تتلخص رؤيتها في التوسـع في إنتاج الهيدروجين المتجـدد (الهيدروجين الأخضـر) وخلق سـوق تجـاري للهيدروجين في أوروبا.
وأضافت، الدراسة التى أعدها المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بالمنظمةونشرت بمجلة النفط والتعاون العربى، أنه ووفقا للاستراتيجية الأوروبية، من المستهدف في المرحلة الانتقالية على المدى القريب والمتوسـط، أن يتم التوسـع في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون "الهيدروجين الأزرق" (المنتج من الغاز الطبيعي مع تقنية اصطياد وتخزين الكربون).
وتابعت الدراسة ،أن ذلك بغية العمل على تقليل الانبعاثات، والتأسيس لسوق تجاري واعد للهيدروجين في المستقبل. كما ستنطوي تلك المرحلة الانتقالية على اتخاذ إجراءات لدعم اختراق الهيدروجين في عدة قطاعات أخرى غير قطاع الكهرباء مثل قطاع النقل، وذلك عبر توسيع استخدامه في حافلات النقل الجماعي، والسكك الحديدية، والمقطورات، والقطاع الصناعي عبر استخدامه في إنتاج المواد الكيماوية.
وأضافت الدراسة، أنه على المدى الطويل، فسيتم التوسع في إنتاج الهيدروجين المتجدد (المنتج بشكل رئيسي من طاقة الرياح والطاقة الشمسية) وذلك على نطاق تجاري واسع بعد بلوغ التكنولوجيا للنضوج المطلوب. وقد وضعت المفوضية الأوروبية أهدافاً واضحة المعالم بأطر زمنية محددة للتوسع التدريجي في استخدام الهيدروجين ضمن منظومة الطاقة الأوروبية، حيث سيتم ذلك على ثلاث مراحل والتي كانت كالتالى ..
المرحلة الأولى خلال الفترة (2020-2024)، وتهدف لإنتاج ما يصل إلى 1 مليون طن/السنة من الهيدروجين الأخضر لنزع الكربون من قطاع الصناعات الكيميائية المعتمدة على الهيدروجين الرمادي.
المرحلة الثانية خلال الفترة (2024-2030)، وتهدف إلى إنتاج نحو 10 مليون طن/السنة من الهيدروجين الأخضر.
المرحلة الثالثة خلال الفترة (2030-2050) والتي تهدف إلى تطوير سوق تجاري للهيدروجين في أوروبا.
وأشارت الدراسة، ألى أهمية الاستراتيجية الأوروبية للهيدروجين والتى تأتى كون أوروبا سـتصـبـح سـوقاً رئيسيا للهيدروجين، ونظراً لعدم كفاية الموارد المحلية لتلبية الطلب المتوقع، فمن المتوقع أن تحتاج إلى استيراد الهيدروجين أو الأمونيا من الخارج لدعم التوسـع في استخدام الهيدروجين في القطاعات الاقتصــادية المختلفة فأوروبا تحتاج لبناء نحو 40 جيجاوات من أجهزة التحليل الكهربائي بحلول عام 2030 وقد تضطر إلى تنفيذها في مناطق من خارج أوروبا.
وهو ما قد بدأ العمل عليه بالفعل من خلال قيام بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا بتنفيذ مشاريع مشتركة مع المغرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستيراده. وتظهر الخطط المعلنة 35،34، 37،36 قيام عدة دول أوروبية بإعلان أهداف تقوم على التوسـع في بناء أجهزة التحليل الكهربائي لتتماشى مع الاستراتيجية الأوروبية.
فبحلول عام 2030، تخطط ألمانيا لبناء نحو 5 جيجاوات، وفرنسـا 6.5 جيجاوات، وهولندا 3-4 جيجاوات، والبرتغال 2 جيجاوات، وإســـــبانيا 4 جيجاوات، بإجمالي 21.5 جيجاوات مقارنة بهدف المفوضية عند 40 جيجاوات بحلول عام 2030.
