أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس التراجع عن خطة خفض الضرائب الكاسحة التى أعلنت عنها من قبل، وأقالت وزير الخزانة كواسى كوارتينج فى الوقت الذى تحاول فيه إنقاذ منصبها فى أعقاب اسابيع الأضطراب فى الأسواق المالية.
وقالت تراس فى مؤتمر صحفى تم ترتيبه سريعا، إنها تتحرك لطمأنة الأسواق بالانضباط المالى لبريطانيا بالحفاظ على الزيادات المخطط لها فى ضريبة الشركات التى قالت من قبل أنها ستخفضها، وأقالت كوارتنج من منصبه كوزير للخزانه، وأعلنت تعيين وزير الخارجية السابق جيريمى هانت محله.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن تراس تحاول استعادة النظام بعد ثلاثة أسابيع من الاضطراب التى أثارتها خطتها لخفض الضرائب المعروفة باسم الميزانية المصغرة. وكان هذا الإعلان قد تسبب فى تراجع الاسترلينى لمستوى قياسى أمام الدولار، ودفع بنك إنجلترا إلى التدخل لمنع حدوث أزمة اقتصادية أوسع.
لكن ربما لا يتبين أن الأمر بسيط، بحسب الوكالة الأمريكية. فقد ردت تراس على سؤال حول ما إذا كان ينبغى أن تستقيل، وقالت إنها بالتأكيد عازمة على المضى قدما فيما وعدت به.
لكن يبدو أن خطوات تراس لن تطمئن حزبها على الأرجح. فقد تراجع الجنيه الاسترلينى 1% بعد تصريح تراس ليصل إلى 1.119 دولار.
ويعد هانت من المخضرمين فى العمل الحكومى وسبق أن عمل وزيرا للخارجية وللصحة. وترشح فى سباق حزب المحافظين دون أن ينجح فى عام 2019، لكن يحظى باحترام على نطاق واسع، وربما يقدم قدرا من الاستقرار الذى تسعى إليه تراس لطمأنة قاعدتها.
وأكدت المصادر بداوننج ستريت للجارديان أن تراس أرادت أن يتحمل كوارتنج مسوئلية تراجعها فى الوقت الذى تسعى فيه إلى تهدئة الأسواق والتوترات التى أصابت نواب حزب المحافظين.
والتقت تراس بكوارتنج، الذى كان من قبل أقرب حلفائها السياسيين والذى شارك فى وضع خطتها للنمو، من أجل إجراء محادثات أزمة فى داوننج ستريت بعد أن قطع رحلته إلى الولايات المتحدة لإجرا ء محادثات مع صندوق النقد الدولى. وأوضحت مصادر بالحكومة أن تراس وكوراتنج لديهما آراء مختلفة حول المدى الذى ينبغى أن تذهب فيه الحكومة لاستعادة عناصر رئيسية فى خطتها لتهدئة الأسواق.
وقالت المصادر أن كوراتنج كان يضعط من أجل تراجع كامل عن سياسة ضرائب الشركات، ورفعها من المعدل الحالى 19% إلى المعدل المخطط له 25%، فى الوقت الذى أراد ت فيه رئيس الحكومة التراجع عن جزء من الارتفاع.
وقالت مصادر بوزارة الخزانة أن كوارتنج كان دائما أكثر استعدادا للتحول عن تراس فيما يتعلق بضريبة الشركات، على الرغم من أنه يتحمل اللوم الأكبر عن تلك السياسات.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة التايمز البريطانية إن أعضاءً كبارا بحزب المحافظين يجرون مناقشات بشأن استبدال ليز ترامب باثنين من قيادات الحزب، وهما ريشى سوناك وبينى ماردونت كجزء من تتويج من قبل النواب.
ومن المتوقع أن تقوم تراس ووزير الخزانة المستشار كواسى كوراتنج فى غضون أيام بإجراء تخفيض مذل فى خطة الضرائب التى أعلنوا عنها قبل أسبوعين فى محاولة لتهدئة الأسواق وإنهاء تمرد متصاعد.
إلا أن حالة عدم اليقين أشعلت مخاوف بأن تراس لن تستطيع إنقاذ رئاستها للحكومة، خاصة فى أعقاب اجتماع للجنة 1922 من نواب المقاعد المخلفية بمجلس العموم.
ويجرى نواب بالحزب مناقشات حول استبدال تراس بـ"مرشح وحدة" بعد أسابيع فقط من اختيارها كرابع زعيم محافظ فى ست سنوات فقط. وعلى العكس من سباق قيادة المحافظين الذى أجرى فى الصيف الماضى، فإن النواب سيقترحون اسم شخص واحد فقط لخلافة تراس.
ووجد استطلاع أجراه يوجوف لصالح التايمز أن نحو نصف من صوتوا لاختيار محافظ فى الانتخابات الأخيرة يريدون من نواب الحزب أن يطيحوا بتراس. وقال 62% من أعضاء الدوائر الشعبية أنهم قاموا بالاختيار الخاطئ فى التصويت لاختيار الزعيم، بينما قال 43% إنهم يريدون من الحزب أن يختار رئيسا جديدا للحكومة، فيما قال 29% إنهم يعارضون الخطوة.
وبين الجمهور العام، يريد 50% الإطاحة بتراس، ويعتقد 9% فقط إن المحافظين اختار الزعيم المناسب هذا الصيف.
وقال أحد كبار أعضاء المحافظين للتايمز إن التتويج لن يكون من الصعب تنسيقه. ففى عام 2019، احتاج المرشحون ثمانية نواب لوضعهم على ورقة الاقتراع. وهذا العام احتاجوا 20، لكن المرة القادمة ستكون الحاجة تقتضى أن يكون هناك مرشحا واحدا فقط. ويتوقعون أن اتفاقا بين سوناك، الذى خسر أمام تراس فى المرحلة النهائية من السباق، وموردانت التى حلت فى المركز الثالث، سيحظى بدعم الأغلبية الكاسحة من النواب المحافظين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة