تمر اليوم الذكرى الـ 221 على ميلاد أحد رواد عصر النهضة الفكرية المصرية رفاعة الطهطاوى، من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، وهو ابن مدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، ويعتقد بأن نسبه يعود إلى الإمام الحسين السبط.
وفى التقرير التالى نرصد أبرز كتب رفاعة الطهطاوى، والتي شكلت مع غيرها من كتب رواد عصر النهضة، النواة الأولى للنهضة الثقافية المصرية، ومنها:
تخليص الإبريز في تلخيص باريز
هو الكتاب الذي ألفه رفاعة رافع الطهطاوي عندما رشحه الشيخ حسن العطار إلى محمد علي بأن يجعله مشرف على رحلة التلاميذ إلى باريس فى فرنسا ليكون المشرف عليهم ويرعاهم ويسجل أفعالهم.
ويعد هذا أوفى مصدر مباشر لدراسة البعثة التعليمية المصرية التى أرسلت إلى باريس، واضعا صورة كاملة عن فرنسا في ذلك الوقت، فيحتوى على معلومات تاريخية وجغرافية وسياسية واجتماعية، حيث سجل فيه رفاعة الطهطاوى ما كان يعجبه وما لا يعجبه، ويعقد المقارنات بين أحوال فرنسا وأحوال مصر التي ينبغى إصلاحها، وصدرت أول نسخة عن الكتاب عام 1834م.
مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية
قدم الشيخ المستنير رفاعة الطهطاوي فى هذا الكتاب أفكاره الأساسية في إصلاح المجتمع وتنويره ، بحيث يمكن اعتباره كتابا فى التثقيف السياسي، حيث رأى رفاعة أن قضية التمدن وتطوير المجتمع المصرى ، تتم من خلال إصلاح بعض من عاداته، حيث إن التمدن يتحقق من خلال تهذيب الأخلاق وبث الفضائل بين أفراد المجتمع، وكذلك توفير وتطوير ما أسماه ﺑ «المنافع العمومية» الممثَلة في الخدمات العامة التي تقدمها الدولة ، والصناعة والزراعة والتجارة، بحيث تفيد كافة المصريين ، ونبه خلال كتابه أن عملية التمدن يجب أن يشترك فيها الجميع، ويشير إلى مسئولية البعض عن دفع عجلة التمدن كالحكام والمثقفين، أو من يسموا بالنخبة ، من خلال دعمهم لمشروعات التعليم والثقافة ماديا ومعنويا .
المرشد الأمين للبنات والبنين
يعد من أهم الكتب فى العصر الحديث، ويعكس الكتاب أفكار رفاعة الطهطاوي المتقدمة حول المرأة، وقضية تعليم البنات، ويبين مفهوم التربية وعلاقاتها بالقيم الدينية ودور الأسرة في التنشئة، ويدعوا إلى تطوير وضع المرأة المصرية والنهوض بها على قواعد اجتماعية ثابتة تحرر المرأة من أوضاع التخلف التى ورثتها من العصور الوسطى، ويظل هذا الكتاب أول مبادرة للتأصيل الفكري لهذه القضية.
ديوان رفاعة الطهطاوي
فى كتاب "ديوان رفاعة الطهطاوي" نرى قبسا من أشعاره منها الشعر الذاتي والشعر الوطني والحب والحنين إلى بلده ووطنه مصر و الإشادة بجند مصر وحاكمها الخديو إسماعيل، كذلك نجد شعر الوصف لبعض المظاهر الحضارية الجديدة وأيضا الاشعار التى نظمها في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم و في مدح الأسرة الحاكمة وأيضا الشعر التعليمي هذا إلى جانب سيرته ومكونات ثقافته وإطار الواقع الاجتماعي واللغوى له في دراسة نقدية وتحليلية له ولحياته.
نهاية الإيجاز فى سيرة ساكن الحجاز
يعد أول كتاب وضع في السيرة النبوية في العصر الحديث، كما يعد علامة فارقة، فقد استخدم رفاعة الطهطاوي المنهج العقلى فى تحليل الوقائع والأحداث ، دارسا الواقع الاجتماعي والاقتصادى الذى كان قائما فى شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الدعوة الإسلامية ثم بعد ظهورها، كما يرد الكتاب على الصورة المشوهة التى رسمها الكتاب الغربيون عن الإسلام، و"نهاية الإيجاز فى سيرة ساكن الحجاز" هو أخر مؤلفات رفاعة الطهطاوي، الذى رحل قبل أن ينشره كاملا .