باتت التحديات التي تواجهها البشرية في مكافحة التغيرات المناخية أكبر من أي وقت مضى، فالتقارير الأخيرة جميعها تؤكد أن الوضع قاتمًا للغاية، وتداعيات التغير المناخي ستؤثر سلبًا على دول عدة، وقد تؤدي في النهاية إلى اختفائها تمامًا، أو انعدام وجود حياة بشرية من الأساس فيها، ولن تنفع حينها أي تنمية اقتصادية نشأت بسبب احتراق الوقود الأحفوري الذي ساهم بالفعل في ارتفاع حرارة الأرض قرابة 1.1 درجة مئوية، إذا ما قارنا الوضع بعصر ما قبل الثورة الصناعية، فنجد الآن أن موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة قد تضاعفت، وازدادت وتيرة الكوارث الطبيعية في كل قارات العالم تقريبًا، ما يجعل التطلعات نحو حلول حقيقة خلال “كوب 27” أكبر من أي وقت مضى.
وذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أنه مع قرب انعقاد مؤتمر “كوب 27″، سيلتقي قادة العالم مرةً أخرى وخبراء المنظمات البيئية وغيرها من الهيئات التابعة للأمم المتحدة إضافة إلى رجال الأعمال على ساحل البحر الأحمر في مدينة شرم الشيخ؛ للتباحث حول سبل مواجهة أزمة المناخ المتفاقمة، في وقت من المتوقع أن ترتفع خلاله أصوات مطالبة بتعزيز الدعم للدول النامية لمساعدة ضحايا الكوارث، تذكيرًا للدول الكبرى بأنها ليست المتسببة بالأزمة المناخية في المقام الأول، ولكنها الأكثر تأثرًا بعواقبها، وهنا نشير إلى منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا- ويبلغ عدد سكانهم 500 مليون نسمة تقريبًا-، والمعرضتين لهذا الكم من التغير المناخي دون استعدادات كافية
وتابعت الدراسة أنه تتصل الانبعاثات الضارة المسببة لأزمة تغير المناخ بالنشاط الصناعي والدول الصناعية الكبرى، كما أنها نتاج ممارسات للدول التي حققت تنمية وازدهار على مدار عقود من الزمن، فتاريخيًا، تعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مصدر لانبعاثات الحرارية، بإجمالي تراكمات بين عامي 1913 و2013 أكثر من 10 أضعاف ما ينتج عن انبعاثات الهند، ولكن حاليًا، تعتبر الصين أكبر ملوث باعتبارها أكبر مصدر في العالم للانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بنحو الربع على مستوى العالم، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي عام 2018، فهي أكبر مستهلك للفحم في العالم، ولكنها في المقابل أكبر مستثمر في مصادر الطاقة البديلة.