فى الوقت الذى تتصارع فيه جبهتا جماعة الإخوان المنشقتان على التمويلات وتقسيم الغنائم وإدارة الداخل الإخوانى، وهما كل من التنظيم الدولى للجماعة بلندن بقيادة إبراهيم منير، ومجموعة محمود حسين، ظهر منافس ثالث أكثر دموية وشراسة، محاولاً أن يجد لنفسه مكاناً بين التيارين المتصارعين منير فى لندن المسيطر عملياً على مفاصل الجماعة المالية، وحسين المسيطر على أموال الجماعة.
التيار المقصود هو "تيار التغيير" الذى الآن ما بين أمرين، الأول أن يلملم شتات الإخوان فى الداخل المصرى ويجمعهم نحو هدف واحد وهو نشر العنف والتظاهر فى محاولة يائسة للتشويش على المشهد الحالى فى مصر، وما تشهده الدولة من نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية وثقافية شهد لها الجميع، واتضح ذلك من خلال الحديث فى الوثيقة عن امتلاك الثورة لأدوات القوة من بينها "قوة الحشد الجماهيري".
الظهور لهذا التيار كان باهتاً من خلال الإعلان عن وثيقة سياسية جديدة تؤسس للمكتب العام، وترفض التعامل مع الدولة وتستعمل أسلوب التحريض على تنظيم مظاهرات، تيار ينتهج العُنف ومناواة مؤسسات الدولة بشكل مباشر، والطريف فى الأمر أن ما يطرحه هذا التيار المنشق فى الوثيقة عدم الحوار مع الدولة المصرية وأن التغيير لابد أن يأتى بالقوة، فى حين أن الدولة ولا أياً من مؤسساتها طلبت من أى تيار إخوانى منشق الجلوس معها على مائدة للحوار، فكل ما جاء بالوثيقة عن العنف والعمل الجهادى يؤكد أن الدموية هى دستور للجماعة.
لمن لا يعرف تيار التغيير "مُصدر الوثيقة"، فهو تيار مُسلح تأسس عام 2016 عقب مصرع القيادى بالجماعة محمد كمال، أبرز قيادته الإرهابين محمد منتصر الذى كان متحدثا باسم ما تعرف باللجنة الإدارية العليا التى تقود الإخوان فى مصر من الخارج، والذى سبق وصدر قرراً ضد من المرشد السابق محمود عزت بعزله من منصبه كمتحدث باسم الجماعة وتعيين الإخوانى الهارب طلعت فهمى خلفاً له، وعقب مصرع محمد كمال فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة عقب مأمورية لضبطه بمنزلة عام 2016 اختفى منتصر وظل مختفيا منذ هذا التوقيت حتى ظهر فجأة فى الخارج فى ندوة فى ديسمبر2019 نظمها شباب مكتب عام الإخوان الذى المنشق عن المرشد المؤقت وقتها محمود عزت.
أطلق هذا التيار على نفسه تيار "الجيل الثالث"، فهم يروا أن الجيل الأول هو "جيل حسن البنا"، الذى تبنى فكرة الدعوة وسار على دربه عمر التلمساني، أما الجيل الثانى بحسب رأيتهم فهو " جيل السبعينات حتة ثورة 25 يناير"، ونهجهم التوسع فى العمل السياسى وصولاً لكرسى الحكم، أما هم كتيار الجيل الثالث " تيار التغيير" فمنهجهم التغيير بالقوة والعنف وحمل السلاح، فبحسب الوثيقة هم ضد فكرة الإخوان التى كانت قائمة فى السابق على العمل الدعوى المباشر وليس العمل الجهاد، فهذا التيار المتشدد يضع العمل الجهادى فى المقدمة، وذلك من خلال حديثهم فى الوثيقة نصاً عن فكرة أنه: " تطوير الهياكل والاليات بما يتناسب والتضحيات المبذولة "، والتضحيات المبذولة هنا فيها إشارة واضحة لاحتمالية تنفيذ عمليات انتحارية، مما يعنى عودة العنف فى الشارع والتفجيرات.
يرى تيار التغير الإخوانى المنشق من خلال الوثيقة أن الإخوان هم ركيزة "العمل الثوري" وبمرادفه الصحيح المقصود بالعمل الثورى هنا "العمليات الإرهابية" مما يعنى أيضاً احتمالية تشكيل جناح مسلح منبثق عنها حركات وخلايا عنقودية على غرار حسم، لواء الثورة، أجناد مصر، يتولى تنفيذ عمليات إرهابية فى مصر، ومن خلال الوثيقة توعد التيار بإنهاك وإرباك رجال الجيش والشرطة من خلال ذكر :" ويؤمن المكتب العام بأهمية استمرار الثورة الشعبية الجماهيرية وامتلاكها لأدوات الصراع ضد العسكر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة