يظل التبغ "المزاج" الأوسع انتشارا في العالم ، والأكثر إقبالا بين مختلف الفئات، لا سيما أن عدد المدخنين يصل لنحو 1.3 مليار مدخن، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، وتصل قيمة ما يتم بيعه في صورة تبع خام، أو منتجات ما يزيد على 800 مليار دولار سنويا.
ورغم الجهود الكبيرة لمنظمة الصحة العالمية؛ للحد من انتشار التبغ ومختلف منتجاته، إلا أنه ما يزال ينتشر بشكل كبير، وينمو سنويا بمعدلات كبيرة أيضا، في ظل الدعم الكبير من كيانات صناعية عالمية، تحارب من أجل استمرار التبغ، سواء في منتجه التقليدى، أو في المنتجات الإلكترونية "التبغ المسخن" وهو أقل ضررا من التبغ التقليدي بحسب الدراسات المعلنة.
وفق المعلومات فإنه يتم إنتاج 6،665،713 طنًا من التبغ سنويًا، حيث تعد الصين أكبر منتج للتبغ في العالم ، يبلغ حجم إنتاجها 2،806،770 طنًا سنويًا ، وتأتي الهند في المرتبة الثانية بإنتاج 761318 طن سنويًا.
كما أن الصين والهند تنتجان معا أكثر من 50 ٪ من المجموع العالمي.
تليهما البرازيل بإنتاج يبلغ 675,545 طن، ثم الولايات المتحدة بإنتاج يبلغ 285,181 طن
وإندونيسيا بإنتاج يبلغ 196,154 طن، فيما تعد مالاوى الأولى عالميا في انتاج التبغ البرلي.
تقول منظمة الصحة العالمية، إن التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين نسمة سنوياً، كما إنه يعيش أكثر من 80% من المدخّنين البالغ عددهم 1,3 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وفي عام 2020، بلغت نسبة متعاطي التبغ 22.3% من سكان العالم، ومن هؤلاء 36.7% من الرجال و7.8% من النساء من جميع أنحاء العالم.
وللتصدي للتبغ، اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة في عام 2003 اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ ، وقد صدّق على هذه المعاهدة حتى الآن 182 بلدا.
وفيما يتعلق بتجارة التبغ أظهرت بيانات منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، الفاو أن العالم يستهلك نحو 7 ملايين طن من التبغ، سنويًا، وذلك فى 120 بلدًا، حيث تبلغ قيمة المحصول نحو ما يتراوح من 24.5 مليار دولار إلى 28 مليار دولار، وتتصدر الصين دول العالم فى الإنتاج تليها الهند ثم البرازيل. والولايت المتحدة الامريكية ومالاوى في التبع البرلى وهم الخمسة الكبار عالميا المتحكمون في مزاج العالم .
وكشفت الجلسات الحوارية والنقاشية بالدورة الخامسة لمنتدى "النيكوتين" العالمى لصناع التبغ، الذي احتضنت فعالياته العاصمة البولندية وارسو، أن صناعة التبغ فى العالم تحظى بأهمية قصوى، حيث يوجد ما لا يقل عن مليار مدخن على مستوى العالم، ينفقون سنويا أكثر من 800 مليار دولار على شراء منتجات التبغ، وأن كثيرا من دول العالم تعتمد ميزانيتها السنوية على عوائد الضرائب المستقطعة من صناعة التبغ.
نصر عبد العزيز: بعض الدول تمنح حوافز لتصدير التبغ
حول تجارة وصناعة التبغ ،يقول المهندس نصر عبد العزيز ،عضو مجلس إدارة الشركة الشرقية ايسترن كومبانى والعضو المتفرع للشئون الفنية بالشركة سابقا أن الحكومات كانت تمنح دولار دعما لكل كيلو تبغ يتم تصديره وحتى الآن ،دولة مثل مقدونيا تدفع لمزارعى التبغ، باعتبار أنها ثقافة وتراث شعوب منذ مئات السنين، لافتا أن مصر تستورد التبغ من دول مثل إسبانيا واليونان وبلغاريا وتركيا وبولندا ومقدونيا وغيرها ومن الصين والهند أيضا.
يضيف عبد العزيز ل" اليوم السابع" أن الصين أكبر منتج للدخان الفرجينى ،وأكبر مستهلك أيضا، إنتاجها يتراوح من 45 إلى 50% من دخان "الفيلر" الخاص بتصنيع السجائر، ونتيجة ارتفاع المعيشة هناك تم تقليص الزراعات حيث انخفضت 30% فى آخر 3 سنوات.
وبحسب قول المهندس نصر عبد العزيز، فإن التبغ الخامة الرئيسية للإنتاج والتى يتم من خلالها تصنيع العديد من توليفات الأدخنة، سواء لإدانة السجائر أو المعسلات.
ويضيف نصر أن التبغ يزرع فى مناطق واسعة جغرافيا من العالم، تمتد من الشرق إلى الغرب، مثل الصين والهند وتايلاند ولبنان وفيتنام وفى أفريقيا يزرع فى كينيا، مالاوى، أوغندا، موزمبيق، وزيمبابوى، إضافة إلى منطقة البلقان فى بلغاريا، مقدونيا، تركيا، واليونان وإيطاليا، كما يزرع فى أمريكا الشمالية والبرازيل فى أمريكا الجنوبية والأرجنتين وهندوراس وجواتيمالا ، فيما تعد مالاوى أكبر منتج للدخان البرلى فى العالم
وحول حجم استيراد مصر من التبغ ،يشير عبد العزيز أن الشركة الشرقية تستورد ما بين 60 الف ل 65 ألف طن سنويا والقطاع الخاص يستورد مثل الكمية تقريبا ،بما يتراوح من 600 ل 700 مليون دولار سنويا ، لافتا أن مصر لا تزرع التبغ بالرغم من وجود بعض الأراضى الصالحة للزراعة ،إلا إنها ستكون لأنواع معينة وليس لكل الأنواع ،كما أن التبغ نبات حساس ويحتاج لإراحة الأرض وليس زراعتها سنويا ،حيث تحتاج مصر ل 100 ألف فدان تخصص لزراعة التبغ ،بحيث يتم زراعة ثلثها والعام المقبل الثلث الثانى وثم الثالث والتبادل فيما بينهم .
تاريخ زراعة التبغ ومكان الزراعة
تشير الدراسات إلى أن جون رولف ،قد بدأ زراعة التبغ على نطاق تجارى بمستعمرة جيمس تاون فى ولاية فرجينيا عام 1612، حيث كان سكان العالم الجديد يزرعون النبات عندما اكتشفهم كريستوفر كولومبوس 1492.
ومع بداية القرن الـ17 تم إدخال الدخان الأمريكى إلى أوروبا بتشجيع من سير والتر رالى، وأصبح بندا رئيسيا فى التجارة مع إنجلترا من خلال المقايضة السلعية ، وبلغ إنتاج التبغ عام 2017 نحو 4357 ألف طن، بانخفاض بلغت نسبته %2.8 ومن المتوقع انخفاض إنتاج عام 2018 بنسبة %2 عن عام 2017 ،حيث متوقع إنتاج 4267 ألف طن.
كما تآكل المخزون العالمى للتبغ عام 2017 بنسبة %23.5 مقارنة بعام 2016، وسط توقعات بانخفاض المخزون العام الجارى بنسبة %3.7 عن 2017، وفى الوقت نفسه يواجه التبغ حربا شرسة من عمليات التهريب التى تقدر سنويا بـ50 مليار دولار خسائر للشركات وللدول ، وسط توقعات بمنافسة قوية مع السجائر الإلكترونية التى تشهد إقبالا متزايدا فى بعض الدول.
إبراهيم امبابى : التبع ثانى دخل لمصر بعد قناة السويس
ويرى إبراهيم إمبابى رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات ،أن الاستيراد أفضل من الزراعة ،خاصة أن رسوم وجمارك التبغ كبيرة ، وتمثل إضافة لموارد الدولة ،بجانب أن الزراعة ستكون لتوع واحد فقط ،وسيتم استيراد بقية الأنواع ،بما يعنى أن الزراعة لن توقف الاستيراد تماما لأن بعض الأنواع تحتاج لبيئات باردة لكى تنمو فيها.
أشار إمبابى ل" اليوم السابع" إلى أن الخام الخاص يأتى من الخارج من عدة دول، ويمثل دخلا كبيرا لمصر من ضريبة القيمة المضافة ومن الجمارك، ويمثل ثانى دخل لمصر بعد قناة السويس،
ويرى «إمبابى» أن ارتفاع الدخل من ضرائب وجمارك التبغ، وراء عدم زراعته فى مصر، بجانب عدم ملاءمة المناخ المصرى إلا لنوع واحد فقط من التبغ من بين عشرات الأصناف، وبالتالى ستكون زراعته غير ذات جدوى اقتصادية.
وأشار إلى أن الدراسات تؤكد أن المعروف أن التبغ نبتة قصيرة الأجل تعيش موسمًا واحدًا فقط، ويختلف طول الشتلة ما بين 1.2 و1.8 متر، فى حين تنتج الشتلة الواحدة حوالى 20 ورقة، كل منها بطول ما بين 60-75 سنتيمترًا وعرض بين 35-45 سنتيمترًا.