آرثر رامبو.. شاعر فرنسى، ولد فى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر لعام 1854، عرف بتأثيره على الأدب والفنون ورسمه للمعالم الأساسية للفنون السريالية، ورحل عن عالمنا فى 10 نوفمبر لعام 1891.
بدأت مسيرة آرثر رامبو الإبداعية مبكرا، ورغم تفوقه الدراسى، لكنه تخلى عن استكمال مسيرته التعليمية خلال سنوات مراهقته، وقرر الهروب من منزله فى العاصمية الفرنسية، باريس، إبان الحرب الفرنسية البروسية، ورغم إنتاجه الأدبى فى هذه الفترة لكنه توقف عن الكتابة فى سن العشرين بشكل كامل.
عرف آرثر رامبو بكونه شاعرا محبا للمغامرات فانتقل بين عدن، والقاهرة، والإسكندرية، وأديس أبابا، ومارس التجارة بما فيها تجارة السلاح، واتهم بالضلوع فى جريمة قتل فى قبرص.
فى عام 1872 نشر رامبو كتابه الأول، قصائد جديدة، وتشاجر مع فيرلين ورامبو، وبعد قتال فى يوليو 1873، أطلق فيرلين النار على رامبو فى رسغه وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين.
نشر رامبو "موسم فى الجحيم" عام 1873، و"إضاءات" عام 1886، كُتبت معظم أفضل قصائده قبل أن يبلغ العشرين من العمر، وقضى العقد الأخير من حياته وهو يتجول فى إفريقيا والشرق الأوسط، وفى عام 1891 أصيب بالغرغرينا وتوفى فى مرسيليا بفرنسا.
ورغم مرور 131 على عاما رحيله، فقد أثار رامبو حالة من الجدل في فرنسا، بين مؤيد ومعارض لإدخاله إلى "البونتيون"، مرقد عظماء فرنسا القائم أعلى تلة سانت جنفياف الملاصقة للحى اللاتينى فى باريس، لكن الأغرب فى حال الجدل هذه، هو أن عائلة آرثر رامبو نفسها تنحاز للرافضين.
المعروف أن دخول البونتيون قرار يملكه رئيس الجهورية وحده، ولهذا انحاز الرئيس الفرنسى ماكرون لرغبة عائلة آرثر رامبو، وكتب في رسالة موجهة لمحامي العائلة: "لا أتمنى أن أخالف رغبة عائلة الفقيد البينة، ولذا فإن جثمان رامبو لن ينقل من مرقده الحالى" القائم في مقبرة عائلته المتواضعة في المدينة التي ولد فيها، شارلفيل ميزيير.
أما الأسباب التي دفعت ماكرون لاتخاذ هذا القرار، فتعود لاعتباره أن دخول البانتيون هدفه "تكريم شخصيات ينظر إليها على أنها ساهمت في قيم الجمهورية"، حيث إن المرقد المشار إليه "يلعب دوراً رئيسياً في بناء الذاكرة الوطنية الجماعية"، وأن ممانعة عائلة رامبو لا تصب فى هذا الاتجاه واحترامها يدفعه إلى التخلى عن مشروع التكريم.