نظمت جامعة الإسكندرية تحت رعاية الدكتور الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية بالتعاون مع جهاز شئون البيئة، اليوم، الخميس،ندوة بعنوان "التغيرات المناخية بين المخاطر والتأقلم" climate change between risks and adaptation ، وذلك بحضور الدكتور سعيد علام، عميد كلية الهندسة، والدكتور عصام وهبة، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والقائم بأعمل وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور وليد عبد العظيم، وكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع، والدكتور سامح رياض، وكيل وزارة البيئة بالإسكندرية ورئيس جهاز شئون البيئة لمنطقة غرب الدلتا، والدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري الأسبق، والدكتورة دينا الجيار، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكيميائية، ومنسق المؤتمر، ولفيف من السادة أعضاء هيئة التدريس ورؤساء مجالس الشركات والخبراء.
وفي كلمته رحب الدكتور سعيد علام بالحضور في رحاب كلية الهندسة جامعة الاسكندرية، مؤكداً إن تنظيم هذا الملتقى بالتعاون مع جهاز شئون البيئة يأتي تزامنا مع استضافة مصر لفعاليات قمة المناخ cop27 في شهر نوفمبر المقبل ، والذي يعد أكبر مؤتمر للتعاون متعدد الأطراف على مستوى العالم، وهو يعبر عن دور مصر الريادي وحرصها واهتمامها بقضايا حماية البيئة والتصدي لآثار تغير المناخ، وأكد علام إن كلية الهندسة قامت بالتعاون مع شركة كيما للأسمدة لتحويلها لشركة خضراء باستخدام الهيدروجين الأخضر والأمونيا واستخدام الطاقة المتجددة لتحويل صناعة للأسمدة لصناعة خضراء وسيتم عقد شراكات مع شركات أخرى، وإنشاء شركة جامعة الإسكندرية لخدمات المياه والطاقة، فضلاً عن إنشاء مركز جامعة الإسكندرية للاقتصاد الأزرق الأكثر اخضرارا بالتعاون مع الغرفة التجارية بالإسكندرية.
وأضاف علام إن العالم يمر بتغيرات مناخية هي الأولى من نوعها، لافتاً أنه أصبح من الضروري دراسة التغيرات المناخية والأضرار الناتجة عنها لأنها تمثل تهديداً لكافة دول العالم ومن ثم يكون لها تأثير كبير على كافة نواحي الحياة الخاصة بالمواطنين من مأكل ومشرب مما تعرضه للخطر وتهدد أماكن بعينها، وأشار أن الدولة المصرية لم تدخر جهداً لمجابهة التغيرات المناخية والتي تمثلت في إنشاء المجلس الأعلى للتغيرات المناخية عام 2015 ، وتم إعادة تشكيله عام 2019 برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزراء المعنيين لرسم السياسات العامة للتعامل مع التغيرات المناخية، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 للتصدي لآثار تغير المناخ لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، والعمل على التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
فيما أكد الدكتور وليد عبد العظيم، أن العالم يواجه منذ سنوات تقلبات مناخية بسبب أزمة الاحتباس الحراري، نتيجة التنمية الصناعية، والتي زادت من انبعاثات الغازات الضارة في الغلاف الجوي، وأكد أن تلك التداعيات أصبحت تهدد استدامة الثروات الطبيعية لاسيما غير المتجددة منها، مشيرا إلى أن مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي باتت مرتفعة للحد الذي سيؤدي الي اضطراب المناخ لعقود قادمة.
وأضاف أن مصر تواجه تحديا كبيرا في مجابهة أزمة التغيرات المناخية في العديد من القطاعات الرئيسية، وعلى رأسها قطاعي الزراعة والسياحة، لافتا إلى أن قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تأثرا بأزمة التغيرات المناخية في مصر، حيث أن قدرة القطاع على تجاوز تلك الأزمة ضعيف للغاية خاصة في المجتمعات الريفية لضعف البنية التحتية القادرة على التكيف مع تلك التقلبات، فضلا عن فقدان نسبة كبيرة من الشعب المرجانية، وأكد إنه يجب اتخاذ مجموعة من السياسات لمواجهة التغيرات المناخية ومنها تعزيز حوكمة وإدارة العمل في مجال التغيرات المناخية، وتحسين البنية التحتية لدعم الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجيا ورفع الوعي بخطورة تلك الظاهرة، وتعزيز شراكة القطاع الخاص في تمويل الأنشطة الخضراء والصديقة للبيئة.
وأشار الدكتور عصام وهبة، أنه لابد أن يكون هناك تعاون كبير بين قطاعي الدراسات العليا والبحوث وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بغية الاستفادة من مخرجات البحوث العلمية في تقليل تداعيات أزمة التغيرات المناخية، وأضاف وهبة إن كلية الهندسة جامعة الاسكندرية قامت بالفعل بتطبيق تلك الاستراتيجية من خلال استحداث برنامج "الماجستير المهني في إدارة المياه المستدامة" وهو أحد البرامج الناتجة عن مركز تميز المياه بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وأضاف أن هناك مبادرة لدعم صغار الباحثين بجامعة الإسكندرية من الموارد الذاتية للجامعة، حيث تم اختيار 10 مشروعات بحثية سيتم تمويلها بقيمة 200,000 جنيه لكل مشروع، لأنها قابلة للتطبيق وذات قيمة مضافة للصناعة المصرية أو المجتمع.
فيما أكدت الدكتورة دينا الجيار، أن المؤتمر يأتي في إطار اهتمام جامعة الإسكندرية برئاسة الأستاذ الدكتور عبد العزيز قنصوة بموضوعات التغيرات المناخية وتأثيراتها، لاسيما مع استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ COP27 ، لافتة إلى أن المؤتمر سيقوم بشرح التغيرات المناخية وتبادل النقاش لطرح الحلول الممكنة للحفاظ على البيئة، وأكدت إنه تم اختيار المتحدثين بدقة وعناية للاستفادة من خبراتهم لتناول تأثيرات التغيرات المناخية على صحة الإنسان ووضع عدد من التوصيات لمواجهة التغيرات المناخية بما يضمن توفير حياة صحية وآمنة.
فيما قام الدكتور حسام مغازي بشرح عرض تقديمي بعنوان "مواجهة تحديات التغيرات المناخية على الموارد المائية وأهم التحديات التي تواجه إدارة الموارد المائية" وارتفاع درجات الحرارة على مستوى القارات وارتفاع منسوب سطح البحار.
كما قام الدكتور سامح رياض بشرح التغيرات المناخية وأسباب زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي والمؤشرات الدالة على التغيرات المناخية وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، ومقارنة تطور نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجات حرارة الجو، وغرق بعض الأراضي المنخفضة والنقص العالمي في المياه السطحية واختلال أنماط الأمطار والتأثير السلبي على إنتاجية الأراضي الزراعية وزيادة احتياجاتها المائية، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.