ألمانيا
أدى ارتفاع معدلات الفقر فى ألمانيا إلى زيادة الضغط على بنوك الطعام وحاجتها للتبرعات، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يقصدونها تزداد الضغوط على بنوك الطعام فى ألمانيا وباتت الوضع يتجه من سيئ إلى أسوأ مع ارتفاع الأسعار ومعدل التضخم إلى أكثر من 10 بالمائة ولجوء الحكومة الألمانية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة أزمة الطاقة.
وبحسب وسائل إعلام ألمانية فإن وضع بنوك الطعام صعبا ليس فقط منذ بداية الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير الماضي، بل منذ فترة جائحة كورونا مع ارتفاع تكاليف المعيشة وشبح ركود يلوح فى الأفق، وإزاء ذلك، أضحت الصحف المحلية فى أنحاء ألمانيا تتقاسم عناوين تفيد بصعوبة استقبال المنظمات الخيرية والتطوعية للمزيد من الفقراء والمحتاجين بسبب تزايد الضغوط على بنوك الطعام خاصة مع تزايد أعداد الفقراءرغم الدعوات لجمع تبرعات أكثر لإعانة المحتاجين.
بنوك الطعام
يشار إلى أن 13,8 مليون شخص فى ألمانيا يعيشون على أو تحت خط الفقر، لكن خبراء يشعرون بالقلق إزاء تزايد هذا الرقم فى ضوء تضاعف عدد الأسر الفقيرة فى البلاد بين عامى 2021 و2022 مع تآكل الموارد المالية لأسر الطبقة الوسطى بسبب ارتفاع فواتير الطاقة وانخفاض المستوى المعيشي.
وقد أفادت أحدث أرقام صدرت عن "تافل دويتشلاند" وهو الاسم الذى يُطلق على اتحاد بنوك الطعام فى ألمانيا، بتسجيل زيادة فى طلبات الانضمام للحصول على خدمات بنوك الطعام بنسبة بلغت 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضى وذلك فى 60 بالمائة من بنوك الطعام فى أنحاء ألمانيا والبالغ عددها 960 بنك طعام. وباتت 30 بالمائة من بنوك الطعام تستقبل ضعف العدد الذى كانت تستقبله من قبل.
ويقول الخبراء، إن سبب ذلك يعود بشكل جزئى إلى الغزو الروسى لأوكرانيا، فيما يقول غيزا إن الأسابيع الأولى من مارس /آذار بعد بدء الحرب فى أوكرانيا "كانت فى غاية الصعوبة بعد أن وصل كثيرون بدون أى أموال تعينهم ولا أى شيء على الإطلاق باستثناء حقائب مليئة بالملابس".
ومع تدفق الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين إلى ألمانيا بدأ دمج البعض منهم فى النظام الروتينى لبنوك الطعام بالتزامن مع تزايد عدد الأسر التى ترغب فى الحصول على خدمات بنوك الطعام بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة جراء أزمة الطاقة.
وتشير الأرقام الصادرة عن "تافل دويتشلاند" إلى أن الوضع قد يزداد سوءا فى المستقبل، إذ أن أكثر من 60 بالمائة من بنوك الطعام قدمت مواد غذائية وأطعمة أقل خلال أغسطس الماضى وسط توقعات بزيادة هذه النسبة فى الوقت الراهن.
وعلى وقع ذلك، أرغمت نصف بنوك الطعام على زيادة ساعات عملها لمعالجة الأزمة مما أثقل كاهل المتطوعين، لكن ما زاد الطين بلة تسجيل المنظمة "انخفاضا كبيرا" فى حجم التبرعات مع تزايد الأعباء المالية على المواطنين.
وفى ضوء ذلك، أصدرت "تافل دويتشلاند" بيانا ناشدت فيه الناس بضرورة "تقديم المزيد من الدعم لبنوك الطعام خاصة مع قرب فصل الشتاء البارد". وجاء فى مناشدتها: "اتصل بأقرب بنك طعام واسأل عن المواد والأشياء التى يحتاجها أكثر وبشكل طارئ فى الوقت الراهن".
يشار إلى أن المعهد الألمانى للبحوث الاقتصادية "دى آي. دبليو- DIW" قدر عدد الأفراد الذين يعتمدون على تدبير احتياجاتهم الغذائية من بنوك الطعام فى ألمانيا بنحو 1,1 مليون شخص. وتفترض بنوك الطعام نفسها الآن أن هناك أكثر من مليونى شخص مستفيدين من الخدمات التى تقدمها.ما اضطرها للمناشدة بزيادة التبرعات النقدية والعينية المقدمة للفقراء ومن هم فى أمس الحاجة للمساعدة.
فرنسا
شهدت فرنسا هذا العام، ارتفاعا كبيرا في الأسعار، وخاصة في الطيور، التي ارتفعت أسعارها بنسبة 51% في أقل من عام، وذلك بسبب انتشار أنفلونزا الطيور، وأيضا ارتفاع أسعار الحبوب ونقص الإنتاج والاستيراد بعد حرب أوكرانيا.
كما شهدت أسعار البيض ارتفاعا كبيرا بأكثر من الضعف في فرنسا، بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة ونفص الإمدادات، وهو ما دفع شركات الأغذية إلى خفض الإنتاج او تغيير الوصفات، حسبما أكد المزارعون في فرنسا.
و كان من المتوقع أن ينخفض إنتاج البيض العالمي، الذي بلغ 1.5 مليار في عام 2021 ، للمرة الأولى على الإطلاق هذا العام، بعد انخفاض بنسبة 4.6٪ في الولايات المتحدة ، وانخفاض بنسبة 3٪ في الاتحاد الأوروبي ، وانخفاض بنسبة 8٪. في فرنسا. ، أكبر منتج للبيض في الكتلة الاوروبية ، حسبما ذكرت مجموعة الصناعة الفرنسية CNPO.
الطيور
وأشارت صحيفة "بيريوديكو دى اسبانيا" الإسبانية إلى أن فرنسا شهدت أسوأ أزمة إنفلونزا الطيور على الإطلاق بين شهري نوفمبر ومايو الماضيين، حيث أعدمت السلطات الزراعية أكثر من 19 مليون طائر، لوقف سلالة إنفلونزا الطيور القاتلة، والتي انتشرت في مناطق تربية الدواجن الرئيسية في غرب فرنسا.
يذكر أن السلطات الفرنسية خففت القيود الخاصة بإنفلونزا الطيور، في يونيو الماضي بعد هدوء تفشي المرض، قبل زيادة فائقة في الحالات خلال موسم الصيف، والتي أثرت على أعداد كبيرة من الطيور البرية في المناطق الساحلية وكذلك بعض قطعان المزارع الداخلية، كما أبلغت دول أوروبية أخرى عن تجدد تفشي إنفلونزا الطيور منذ الصيف.