أكدت السلطات الأوكرانية أن القوات الروسية قصفت تجمعات سكنية ومؤسسات تعليمية في منطقة "ميكولايف" الجنوبية وألحقت أضرارًا بمبان سكنية وخط كهرباء.
وذكرت الخدمة الإعلامية التابعة لمجلس الوزراء -وفقًا لوكالة أنباء "يوكرين فورم" الأوكرانية الرسمية، اليوم الإثنين، "أنه في مساء ليلة أمس تم قصف بلدة شيروكي وتدمير منزل واحد وتضرر ثلاثة آخرين، أما في صباح اليوم الموافق 24 أكتوبر، قصفت القوات الروسية أيضا بلدة باشتانكا؛ حيث تضررت خطوط الكهرباء وثلاثة منازل خاصة ومؤسسة تعليمية، في حين لم يتم تسجيل أية إصابات.. تم قصف بلدة شيفتشينكوف حيث تضررت سيارة ومبنى غير سكني".
في غضون ذلك، أشارت قيادة العمليات الجنوبية بالجيش الأوكراني إلى أن القوات الروسية استخدمت في الساعات الماضية قذائف الهاون لضرب منطقة ساحلية في بلدة أوشاكيف.. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وقالت القيادة في بيان: "يستمر قصف المنطقة والمستوطنات المجاورة لمدينتي "بيريزنهوفات" و"إينهولكا" ويتم الآن التحقق من المعلومات المتعلقة بالضحايا والأضرار، كذلك تم إطلاق النار على ميكولايف بصواريخ إس-300؛ ما أدى إلى تدمير مبنيين سكنيين وإصابة خمسة أشخاص".
بدوره، أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن المواقع النووية الأوكرانية مفتوحة أمام المنظمات الدولية، ولا سيما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك ردًا على مزاعم روسيا بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام "قنبلة".
وكتب ريزنيكوف -في منشور عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أن "أكاذيب روسيا حول "القنبلة" التي يُفترض بأن أوكرانيا تستعد لاستخدامها هي عنصر من عناصر تكتيكات الكرملين المعتادة.. تلك التي يحاول فيها الروس إلقاء اللوم بشكل استباقي على ضحية العدوان"، على حد وصفه.. وأشار إلى أن موسكو استخدمت هذه التكتيكات مرارًا منذ عام 2014، لافتا إلى أنه منذ 24 فبراير الماضي، أصبحت روسيا تهدد علنًا باستخدام الأسلحة النووية.
ولفت إلى أن روسيا كانت تسببت عمداً في حدوث كارثة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية والآن يبتزون العالم بكارثة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، قائلا: صواريخهم تشكل تهديدًا للمنشآت النووية الأوكرانية الأخرى، مشددا على أن أوكرانيا، على عكس روسيا، كانت دائمًا مسؤولة للغاية في التعامل مع مسائل السلامة النووية، مؤكدا أن المواقع النووية الأوكرانية مفتوحة أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية و"من السهل التأكد من أن التصريحات الروسية غير منطقية".
ورأى وزير الدفاع الأوكراني أن أفضل رد على الاتهامات الروسية هو اتخاذ خطوات حاسمة لزيادة الضغط على النظام الإجرامي في موسكو إلى جانب تزويد أوكرانيا بالمساعدة النشطة عبر وسائل تساعد على تطهير أرضنا من هذه الآفة بشكل أسرع، حتى لا يفكر أحد في ارتكاب جريمة نووية في أوروبا، على حد قوله، شاكرا شركاء أوكرانيا الذين أدركوا بشكل ملائم هذا "الهراء الروسي الخطير"، على حد وصفه.
يشار إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أجرى - أمس - محادثات هاتفية مع نظرائه الفرنسي سيباستيان ليكورنو والتركي خلوصي أكار والبريطاني بن والاس، معربا خلال هذه المحادثات عن "مخاوفه بشأن احتمال استخدام أوكرانيا" لقنبلة قذرة".
ورد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي على تحذير روسيا حول استخدام أوكرانيا المزعوم لـ "قنبلة" قائلا: "إذا كانت روسيا تقول إن أوكرانيا في صدد التحضير لأمر ما، فهذا يعني أمرا واحدا: إن روسيا سبق أن أعدت كل ذلك. أعتقد أن على العالم أن يرد بأقسى قدر ممكن".
من ناحيته، أكد كبير المفوضين العسكريين في (كييف) يوري ماكسيموف، استمرار الاستدعاء إلى الخدمة العسكرية لجميع جنود وضباط الاحتياط الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما.
وأشار ماكسيموف إلى استمرار المداهمات لتسليم أوامر الاستدعاء في أي وقت وأي مكان؛ نظرا لحاجة القوات المسلحة الأوكرانية إلى استكمال الوحدات.
وكان كبير المتحدثين العسكريين للنظام في كييف أليكسي أريستوفيتش قد أعلن في وقت سابق عن موجة جديدة من التعبئة.
من جانبها، أفادت وكالة حرس الحدود البولندية بارتفاع عدد اللاجئين الوافدين من أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي إلى 7 ملايين و246 ألف شخص.
وذكرت الوكالة - وفقا لراديو "بولندا" في نشرته الناطقة بالإنجليزية - أن بولندا استقبلت أمس الأحد نحو 25 ألفا و200 لاجئ من أوكرانيا، فيما غادر نحو 25 ألف شخص للعودة إلى أوكرانيا ليصل إجمالي العائدين إلى أكثر من 44ر5 مليون شخص.
وكانت بولندا قد مررت في مارس الماضي مشروع قانون يقدم حزمة دعم واسعة النطاق للاجئين الأوكرانيين الفارين من بلادهم، يتم بموجبه منحهم إقامة قانونية في بولندا ويكفل لهم حق الحصول على التعليم والرعاية الصحية وخدمات اجتماعية.